قصة اختراع المظلة

اقرأ في هذا المقال


مقدمة عن المظلة:

كانت المظلات موجودة في بعض أقدم الحضارات على وجه الأرض، مع خروج الجنس البشري من العصر الحجري، مكنت التطورات في التكنولوجيا والثقافة أسلافنا من تحسين أسلوب حياتهم وتغيير البيئة من حولهم والتوسع في صناعة الأداوت المختلفة، كانت إحدى الأدوات التي مكنتهم من العيش بسهولة وراحة أكبر هي المظلة والتي كانت تستخدم من قبل الأثرياء والملوك إلى أن أصبحت واحدة من أكثر الأشياء استخدامًا في العالم الحديث.

تعتبر المظلة واحدة من أكثر الوسائل فعالية لحماية الشخص من الشمس والمطر، تطورت صناعة المظلات بعدة أشكال وتصاميم على مدى آلاف السنين، يمتد تاريخ المظلة عبر كامل فترة الحضارة الإنسانية الحديثة، تم إنشاؤها في البداية من موادٍ طبيعية مثل أوراق الكافور وأشجار النخيل وقد أتاح التقدم التكنولوجي إنتاج المظلات بعدة تصاميم.

ما هي قصة اختراع المظلة؟

أول مظلة في مصر:

أول استخدام مسجل لمظلة واقية من الشمس من مصر القديمة، منذ أكثر من 3500 عام، تم استخدام المظلات المصرية في البداية مع تشكيلات بسيطة لأوراق النخيل متصلة بعصا وسرعان ما تطورت المظلات المصرية إلى شيء كان يستخدمه النبلاء والزعماء الدينيون والملوك، في تلك الأوقات، كان يُنظر إلى المظلات على أنّها ثقافة بشرة شاحبة لم تمسها الشمس، العديد من اللوحات الهيروغليفية الموجودة في الآثار المصرية القديمة تصور حياة الملوك والتي كانت جميعها تحتوي على مظلات فوق رؤوسهم.

نشأة المظلة في الحضارات المختلفة:

في مملكة آشور كان للملوك فقط الحق في الحماية بمظلات متقنة الصنع، بسبب البيئة الشبيهة بالصحراء في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لم يجد المصريون والآشوريون أبدًا حاجة لعزل المظلات المقاومة للماء وإنشاء المظلات، مع ذلك حدث هذا الاختراع في الصين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، حيث بدأ النبلاء والملوك في استخدام المظلات الحريرية والمضادة للماء كدليل على القوة، حمل الإمبراطور الصيني مظلة وكانت حيث كانت تلك المظلة متقنة الصنع، انتشر تقليد مماثل في جميع أنحاء المنطقة واستخدم حكام سيام وبورما مظلات شبيهة لها.

بدأت الصين في صنع المظلات الأولى من الحريروالورق، أول مظلات من الحرير في الصين كانت تمثل أعمالًا فنية حقيقية وكانت بسبب ذلك مقصورة فقط على التجار الأثرياء والعائلات النبيلة وأفراد العائلة المالكة، تم إنشاؤها من إطارات من لحاء التوت والخيزران التي لا يقل عمرها عن خمس سنوات وقام العمال الصينيون برسم الجزء العلوي من الحرير بتصاميم مختلفة من التنانين والطبيعة والمناظر الطبيعية والحيوانات والأشكال والزهور ومشاهد من أساطيرهم وكتاباتهم.

في بعض الأحيان في القرن الأول قبل الميلاد، ظهرت المظلات الورقية الأولى وكانت مخصصة للإناث الثريات اللائي اعتبرن  المظلة كجزء لا يتجزأ من إكسسوارات الموضة، على الرغم من أنّ المظلات المصنوعة بعناية من الورق والحرير تزن بضع مئات من الجرامات فقط، إلّا أنّها كانت قادرة على حماية حامليها من المطر أو الشمس بسبب طريقة صنعها المتقنة وبسبب ندرتها وارتفاع تكلفتها، سرعان ما أصبحت المظلات رمزًا للقوة في الصين والدول الآسيوية المحيطة.

لتمييز أنفسهم عن بقية السكان، حمل الأعضاء الملكيون الصينيون مظلات حمراء أو صفراء فقط، بينما استخدم البقية مظلات زرقاء، مع مرور القرون انخفضت تكلفة المظلات الصينية ممّا أتاح استخدامها من قبل عامة السكان وحتى الذكور، على الرغم من أنّ المظلات البلاستيكية والخشبية الحديثة تمثل غالبية المبيعات في جميع أنحاء العالم، إلّا أنّ المظلات الصينية التقليدية لا تزال تحظى باحترام الكثيرين، لا تزال مناطق الإنتاج التقليدية في مقاطعتي فوجيان وهونان تصنع الملايين منها كل عام.

خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، جاءت المظلات إلى اليونان القديمة وروما حيث كان يُنظر إليها على أنّها إكسسوار نسائي فاخر، ذكرت المصادر التاريخية أنّ كل من النساء اليونانيات والرومانيات كان لديهن مظلات يمكن فتحها وإغلاقها وغالبًا ما كانت لا تحملها النساء النبيلات بل العبيد والخدم ومع ذلك، اعتبر الرجال المظلات على أنّها عنصر نسائي فقط، بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي، اختفى استخدام المظلة بالكامل تقريبًا من أوروبا.

شعبية استخدام المظلة في الحضارات المختلقة:

فقط مع وصول عصر النهضة، عادت المظلة إلى الشعبية وغالبًا ما كان ذلك بسبب النبلاء والملوك في أواخر القرن السادس عشر والقرن السابع عشر في فرنساوإيطالياوإنجلترا (ربما تحت تأثير الصين)، بحلول ذلك الوقت كانت المظلات تُصنع من الحرير وغيره من المواد باهظة الثمن التي لم توفر حماية دائمة من المطر ولكن شكلها العام وتصميمها (المعزز بالتكنولوجيا الحديثة التي أتاحت سهولة الفتح والإغلاق) كان يشبه إلى حد كبير تلك التي كانت تستخدمها النساء الرومانيات واليونانيات في القرن الرابع قبل الميلاد.

مع مرور القرون، انتشرت المظلات ببطء في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن تقليد استخدام الإناث ظل قوياً حتى منتصف القرن الثامن عشر، تغير هذا أخيرًا عندما تجرأ جوناس هانواي، مؤسس مستشفى ماجدالين الإنجليزي، على الظهور في الأماكن العامة حاملاً مظلة في جميع المناسبات تقريبًا، قبلوا أخيرًا استخدام المظلة بحلول تسعينيات القرن التاسع عشر عندما بدأ صنع العديد من المظلات وتم استخدامها من قبل الجميع.

مع مرور العقود، أصبحت المظلات مقبولة من الجميع، ومكنت التطورات التقنية من إنشاء مظلة العصر الحديث، من أبرز الاختراعات التي شكلت المظلة في الدولة الحديثة إدخال هانز هاوبت لمظلات الجيب في عام 1928م وإدخال برادفورد إي فيليبس لمظلات الطي الحديثة عام 1969م، حتى أنّ المظلات وجدت طريقها إلى الاحتفالات الدينية للكنيسة الكاثوليكية (كجزء من الشعارات البابوية) والكنائس الأرثوذكسية الشرقية حيث تُستخدم المظلات لتكريم شخص مهم أو شيء مقدس.

تستمر التطورات في تكنولوجيا المظلات والتصنيع في التحسين حتى يومنا هذا، مع تقديم العديد من براءات الاختراع كل عام (على سبيل المثال تصميم مظلة يمكنه تحمل رياح العواصف التي تصل سرعتها إلى 100 كم/ساعة ولا يمكن قلبها من الداخل للخارج)، اعتبارًا من عام 2008م، تأتي غالبية إنتاج المظلات الحديثة من عدة مقاطعات في الصين والتي تعد موطنًا لآلاف الشركات المصنعة للمظلة.

أنواع المظلات:

  • Classic Umbrella: هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من المظلات الحديثة القابلة للطي، إنّها مصنوعة من عمود خشبي أو معدني أو بوليستر والمظلة مصنوعة من أقمشة من الألياف الدقيقة.
  • مظلات أوتوماتيكية: يسمح تصميمها الآلي بفتحها وإغلاقها بيد واحدة، وحجمها صغير.
  • مظلات الجيب: صُنعت لتكون صغيرة الحجم ومحمولة وخفيفة الوزن، وهي ذات حجم مثالي ليتم حملها في جيوب السترات وتستخدم في حالات تغير الطقس، عندما تجد نفسك فجأة تحت المطر.
  • مظلات الرياح: غالبًا ما يمنع الطقس السيئ والأمطار الغزيرة والرياح العاصفة استخدام المظلات العادية، يتم استخدام هذا النوع من المظلات عندما تصل سرعة الرياح إلى 55 ميلاً في الساعة.
  • المظلات الفنية: يقوم مصممو الأزياء المعاصرون بإنشاء مظلات مخصصة للأعمال الفنية، غالبًا ما تكون مصنوعة من مواد نادرة أو خيارات تصميمات معقدة.
  • المظلات الورقية: ظهرت المظلات الورقية الصينية القديمة لأول مرة منذ أكثر من 2000 عام، ومنذ ذلك الحين انتشرت في ثقافات العديد من الدول الآسيوية التي لا تعتبرها مجرد أداة ولكن كرمز ديني.
  • المظلات الشمسية الثقيلة: توجد غالبًا في المناطق العامة، تهدف هذه المظلات الكبيرة والثقيلة إلى حماية مستخدميها من الحرارة وأشعة الشمس، غالبًا ما تشتمل التصميمات الجديدة على طلاء يعكس ويمتص الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

شارك المقالة: