ظهور الإمارات المستقلة في عهد الرشيد
بدأت الإمارات المُستقلة عن جسم الدولة الإسلامية تظهر، وإن كانت تعود في نشأتها إلى وقتٍ مُبكّر.
بدأت الإمارات المُستقلة عن جسم الدولة الإسلامية تظهر، وإن كانت تعود في نشأتها إلى وقتٍ مُبكّر.
كان الحرب في بلاد الروم لا يتوقف، وتكاد تكون أيام الصيف كلها حروباً، أما أيام الشتاء فقلما تحدث فيها الحروب لأن البرد شديد في بلاد الروم وخاصة أن الثغور يقع مُعظمها في أعالي جبال طوروس حيث تتغطى بالثلج أغلب فصل الشتاء والربيع.
تُمثل هذه الدولة امتداداً سياسياً للحركات الانفصالية التي قامت في المشرق الإسلامي في جزء من أجزاء إيران الجغرافية وهو الجزء الجنوبي.
نشأت الدولة الطاهرية بإرادة الخلافة. أسسها طاهر بن الحسين أحد قادة المأمون الذي ولاّه على خراسان في عام (205 هجري)/(820 ميلادي) وأضاف إليه أعمال المشرق كلها من بغداد، ولم يتشدّد كثيراً في مطالبته بالولاء.
إن دافع الاستجابة الواسعة للحركة من قِبَل العبيد، فتكمن في ثلاثة وهي اقتصادية واجتماعية وسياسية. أما خلال الدوافع السياسية،
مما لا شك فيه أن حركة الزَّنج التي قامت في عام (225 هجري)، وأنهكت دولة الخلافة العباسية.
لقد حدث تطور جديد في شؤون الحكم في عهد الخليفة الراضي حين بذلت محاولة أخيرة لإنقاذ الخلافة تناولت مركز الخلافة والوزارة ووضع الأتراك.
كان قتل المتوكل أول حادثة اعتداء على الخلفاء العباسيين. فلم يُقتل منهم من قبل إلا الأمين بعد هزيمته في الحرب، وأدَّت إلى تثبيت أقدام الأتراك في السلطان والنفوذ.
انتقلت عاصمة الخلافة من بغداد إلى سامراء، التي ظلت ما يقرب من خمسين عاماً حاضرة دولة الخلافة العباسية، وأضحت مقراً للعصبية التركية الجديدة.
يختلف العصر العباسي الثاني في كثير من مظاهره عن العصر العباسي الأول. فقد امتاز العصر الأول بقوة الخلافة، وتركيز السلطة في يد الخلفاء الذين اتصفوا بالبراعة السياسية، وقوة الشخصية.
لعل المُشكلة الكبيرة التي واجهها أحمد بن طولون، وكادت تقضي على منجزاته وآماله، علاقته بالأمير الموفق، أبي أحمد، والد الخليفة أحمد المعتضد الذي سيطر على الشؤون العامة في دار الخلافة.
أسس الدولة الطولونية أحمد بن طولون، وهو من المماليك الأتراك ولد عام (214 هجري)/(829 ميلادي).
ينتسب السامانيون إلى إحدى الأُسر الفارسية العريقة التي كانت تدين بالديانة الزرادشتية. ثم أسلم جدُّهم سامان خداه.
لم تنشط من حركات واسعة خلال فترة الرشيد، وإنما كانت حركات محلية يقوم بها والٍ أغراه سلطانه.
ظهرت الدولة العباسية ذروتها أيام الرشيد، فآباؤه قد وطدوا له الأمر فعمّ الاستقرار، ووصلت الدولة إلى غاية قوتها فساد الأمن.
ولِدَ موسى الهادي بالسيروان من الري عام (144 هجري)، أيام خلافة جده المنصور، وأمه أم ولد بربرية هي الخيزران.
مُنذُّ أن حكم ولاية المهدي الخلافة بعث العباس بن محمد على رأس جيش إلى بلاد الروم، كما أرسل جيشاً آخر إلى بلاد الهند.
ولد محمد المهدي بن المنصور عام (126 هجري)، ببلدة إيذج، وأمه أروى بنت منصور بن عبد الله الحميري، وتُكنّى بأم منصور كما تُكنّى بأم موسى، وكان أسمر طويلا، جعد الشعر، على إحدى عينيه نكتة بيضاء.
ولد جعفر المتوكل عام (205 هجري)، وأمّه أمّ ولد تُسمّى (شجاع)، وكان أسمر، حسن العينين، خفيف العارضين، نحيفاً.
ولد هارون الواثق في العشرين من شهر شعبان من عام (196 هجري)، بطريق مكة المكرمة.
لم تتغير حالة الأوضاع الإمارات المُستقرة عن الدولة العباسية أو المُتجزئة عما كانت عليه أيام المأمون.
مات المأمون وما زال أمر بابك الخرمي قوي جداً، وقد ارتبط عدد من سُكان الجبال مذاهب الخرمية في السنة التي مات فيها المأمون.
ولد محمد المعتصم بن الرشيد ببغداد في العاشر من شهر شعبان من عام (179 هجري). وهو أحد ستة أولاد للرشيد كل منهم يُدعى محمداً، ويُكنى المعتصم أبا إسحاق.
لم يتغير وضع الإمارات كثيراً في مغرب الدولة الإسلامية، وإنما كانت استمراراً لِمَا حدث في عهد أسلاف المأمون.
ولد المأمون في منتصف ربيع الأول من عام (171 هجري)، في اليوم الذي توفي فيه عمه موسى الهادي.
كان أغلب الأمراء المقطعين يقيمون خارج إقطاعاتهم في عاصمة الدولة الأتابكية بجانب الأتابك وذلك بسبب أنَّ اغلب هؤلاء كانوا يشغلون الوظائف العالية في الدولة الأتابكية كالنيابة ورئاسة الدواوين، فكانت إقطاعاتهم تُدار بواسطة وكلاء يتم اختيارهم من قبل المقطع يديرونها باسمه.
إنَّ الأتابكية هي أقطاعية عسكرية منحت إلى قاعد عسكري لقاء خدمات مقدمة إلى السلطان السلجوقي، ولمّا كان عماد الدين زنكي من مماليك السلاجقة العسكريين، وأنه عايش النظام الأقطاعي السلجوقي بحكم كونه تولى ولاية البصرة وواسط إقطاعاً للسلاطين السلاجقة.
مؤسس هذه الأتابكية معز الدين سنجر شاه بن غازي بن مودود ابن زنكي، أقطعه والده هذه الجزيرة بأعمالها وقلاعها وكان عمره اثنتي عشرة سنة. وذلك لإبعاده عن حكم الموصل لصغر سنه ولرغبة الأمراء في تنصيب أخاه عز الدين مسعود لرجاحة عقله وشجاعتها.
يعتبر ظهير الدين أبو منصور بن عبد الله التركي المعروف بطغتكين مملوك تاج الدولة السلجوقي، مؤسس أتابيكية دمشق التي تُعتبر أول أتابيكية في الشام والتي تعاقب على حكمها ستة أتابكة منهم أربعة من آل طغتكين.
لقد استهدف الوزير نظام الملك من تعميمه النظام الإقطاعي في الدولة السلجوقية تخفيف الأعباء الإدارية والعسكرية عن السلطة المركزية ومن أجل الحفاظ على أمنها وحمايتها فكانت ظاهرة بعثرة الإقطاع الواحد حتى لا يقوى المقطع ويشكل خطراً في المستقبل.