ما أهمية مرحلة المراهقة

اقرأ في هذا المقال


تحظى مرحلة المراهقة بأهمية كبيرة، حيث أنّها تحتل مكانة كبيرة بين مُختلف الثقافات والبيئات والشّعوب، ذلك لأنّها تؤهل الفرد للدُّخول في مرحلة الشباب، حتى يصبح عضواً ينخرط في خدمة المجتمع. يعتبر سن المراهقة الأساس لمرحلة الرُّشد، الذي يصبح فيها الفرد مسؤول عن أسرة، عضو منتج يسهم في تقدُّم المجتمع. مع بداية المراهقة المبكرة لا يعتبر الطفل نفسه طفلاً بسبب ما يطرأ على جسمه من تغيُّرات جسمية وفسيولوجية، إلَّا أنّ الوالدين ما زالوا ينظرون إليه على أنّه طفل، عادة ما يُؤدِّي هذا التناقُض إلى الشُّعور بالاضطراب النفسي وإلى سلوكيّات غير مرغوب فيها. 

تعريف مرحلة المراهقة

تعرّف مرحلة المراهقة بأنّها إحدى المراحل العمرية التي تلي مرحلة الطُّفولة مباشرة، يرى علماء النمو أنّ هذه المرحلة تتسم بتغيُّرات متعددة، بحيث تمتد هذه التغيرات لتشمل الجانب النفسي، السمات  الشخصية، الجانب الانفعالي والوجداني، الجانب السلوكي، أيضاً الجانب البيولوجي العضوي. 

ما هي مراحل المراهقة

مرحلة المراهقة المبكرة:

تمتد المراهقة المبكرة بين عمر 11 إلى 13 عام، تتسم هذه المرحلة بوجود عدّة تغيرات تحُدث بشكل سريع على المستوى النفسي، البيولوجي العضوي، المعرفي العقلي، الانفعالي والمستوى السلوكي.

مرحلة المراهقة المتوسطة:

تكون مرحلة المراهقة المتوسطة في الفترة العُمرية من 14 إلى 16 عام، تتسم بتغيرات جوهريّة في الشخصيّة، تتفق مع التغيرات البيولوجيّة في الجسم، بحيث نجد المراهق الذكر أصبح تفكيره يتجه نحو ذاته وما ألمَّ به من تغيُّرات ظاهرة، كنمو الشعر، غلاظة الصوت، تغيرات أخرى لا يلاحظها إلَّا  المراهق ذاته، يبدأ يتكون ما يعرف بالهوية الجنسية الذكورية، بحيث يشعر أنَّ هويته الجنسيّة كاملة  الذكورة. 

مرحلة المراهقة المتأخرة:

تمتد مرحلة المراهقة المتأخرة في الفترة العمرية من 17 إلى 20 عام، فيه تتبلور شخصية المراهق بشكل نهائي، تستقر سماته الشخصية والسلوكيّة، التي اكتسابها خلال مراحل الطُّفولة والمراهقة  السّابقة.

أهمية مرحلة المراهقة

مرحلة المراهقة مرحلة انتقال خطيرة في عمر الإنسان ففي مرحلة الطُّفولة الوسطى والمتأخرة نجد أنّ حياة الطفل تتَّسم بالهُدوء والاتزان، العلاقات الاجتماعية التي تسير بسهولة، فرأينا أنّ الطفل يندمج مع أصدقائه، يشترك معهم في اللعب والتسلية وأوقات الفراغ، يكون الطفل منشغلاً بالعالم الخارجي الذي يُحيط به أكثر من انشغاله بذاتُه.


بداية البلوغ يعتبر ممر يصل الطُّفولة المتأخرة بالمراهقة، تحدث تغيرات في حياة الطفل تشمل كيانه الجسمي، العقلي، الانفعالي، الاجتماعي، فتتحول اتجاهات الطفل ومعتقداته إلى اتجاهات مختلفة ومتضاربه، فهو ينتقل من أشياء ملمُوسة إلى أشياء معنوية وفكرية. ينتقل من مرحلة يكون فيها معتمد على الغير إلى الاعتماد على  نفسه، الميل إلى التحرُّر من سلطة الأبوين، الالتصاق بالشلة والأصدقاء والولاء لهم، تكوين العلاقات العاطفية معهم،  البحث عن المثل العليا والاكتفاء الذاتي، استيقاظ الدوافع  الجنسية، اتساع العلاقات الاجتماعية، فيزداد الاهتمام بالآخرين، يظهر لدى الفرد القدرة على النقد والتحليل.


اهتم بهذه المرحلة العديد من العلماء والباحثين وعلى رأسهم  (آرنولد جازل)، فقد نظر إلى مرحلة المراهقة على أنّها (مولد جديد للفرد)، هي فترة عواطف وتوتُّر وشدة، لذا سميت نظرية هول (بالعاصفة) أو (الأزمة) فهي تتضمّن تغيُّرات هائلة في الحياة، هي نوع جديد من الميلاد مصحُوب  بتوترات ومُشكلات، لا يمكن تجنُّب أزماتها، ضغوط نفسية واجتماعية تحيط بالمراهق.

ما هي مشاكل مرحلة المراهقة

  • الاغتراب والتمرد: حيث يشعُر المُراهق أنّ والديه لا يستطيعان فهمه، ممّا يدفعه ذلك للابتعاد عن رغبات وثوابت والديه، لتأكيد وإثبات ذاته وتميُّزه.
  • العصبية وحدة الطباع: حيثُ يطغى على تصرُّفات المُراهق العناد والعصبية؛ لأنّه يُريد أن يُحقق رغباته ومتطلّباته بالعُنف والقوة، يغلبُ على طبعه التّوتر ممّا يُزعج من حوله.
  • الصراع الداخلي: حيثُ تتشكلّ لدى المُراهق الكثير من الصّراعات الداخلية، مثل الصِّراع ما بين طفولته ورغبات رُجولته، بين الاستقلال عن أسرته وبين الاتّكال عليها، بين غرائزه والتّقاليد المُجتمعية، بين طموحاته وعدم التزامه وتقصيره، الصِّراع الديني بين ما تربّى عليه وبين ما يظهر له ويقرأ عنه ويُفكّر فيه.
  • السلوك المزعج: يريد المُراهق أن يُحقّق رغباته ومطالبه بأيّ شكل من الأشكال، دون أن يُراعي مُقتضيات المصلحة العامة، لذلك قد يقوم بتصرّفات مزعجة مثل الصّراخ، الضّرب، السرقة، التّخريب، عدم الاهتمام بمشاعر غيره، ممّا قد يُزعج المحيطين به.
  • الخجل والانطواء: تزداد صراعات المراهق، نتيجة متطلّبات المرحلة التي يلزمها الاستقلال والاعتماد على الذات، في حين تعوّد على الدّلال المُبالغ أو القسوة المُبالغة، التي قد أشعرته باعتماده على الآخرين، ممّا يُلجئه هذا الصّراع إلى الانطواء والانعزال.

شارك المقالة: