أهم تطبيقات ردود الفعل في العجز المكتسب في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


العجز المكتسب هو حالة ناتجة عن التعرض المتكرر للمنبهات السلبية، والنتيجة هي أن الفرد يتعلم أنه لا توجد خيارات ولا إمكانية للهروب من المحفزات السلبية وعليه أن يقوم بردود الفعل عليها، حيث يوجد العجز عندما لا يكون لأفعال الفرد أي تأثير إيجابي محسوس على النتائج.

العجز المكتسب في علم النفس

في علم النفس يعتبر العجز المكتسب هو ظاهرة تتم عندما يتعلم الفرد استجابة الاستسلام بشكل سلبي للظروف البغيضة بدلاً من اتخاذ إجراءات لتغييرها أو الهروب منها أو تجنبها، حيث يحدث هذا التعلم من خلال التعرض المتكرر لأحداث مكروهة لا مفر منها أو لا يمكن تفاديها، أظهر البحث النفسي الذي أجراه مارتن سيليجمان أن العجز بارز في البشر وله عواقب عاطفية ومعرفية وتحفيزية، واكتشف من بحثه أن الخبرة السابقة، ونقص التحكم التمييزي، وأهمية النتائج هي من العوامل التي تساهم في العجز المكتسب.

تشمل أعراض العجز المكتسب نقص الحافز والخمول والانهيار المعرفي بين الإجراءات والنتائج أي عدم القدرة على ربط الإجراءات بالعواقب التي تسببها أو إلقاء اللوم على الآخرين أو العوامل الخارجية في حالة الفرد وحالته ونتائجه، والملل والقلق والإحباط والغضب واليأس والاكتئاب.

أهم تطبيقات ردود الفعل في العجز المكتسب في علم النفس

العجز المكتسب هو بناء نفسي مهم للمساعدة في فهم تجربة الأفراد الذين يعيشون في مجموعة لا مكانة لهم فيها كأعضاء مهمين، والمحفزات السلبية في هذا الموقف هي الهجمات المستمرة للعنصرية الموجودة فيها من قبل أفراد يعتبر أنهم ذو قدرة على التحكم والسيطرة، من المهم الإشارة إلى أن هذه المحفزات السلبية لا تحتاج إلى أن تكون شديدة حتى يكون لها تأثيرها.

يعتبر التعرض المتكرر في كل مكان للسيطرة في كثير من الأحيان في شكل اعتداءات دقيقة، هو الذي يمكن أن يخلق العجز المكتسب، يأتي متلقي هذه الاعتداءات المتكررة في النهاية لقبولها ولا يرى أي خيارات أخرى ممكنة أي عليه التكيف معها، تؤثر مثل هذه السلوكيات المعادية أو السلبية في حق هؤلاء الأفراد أيضًا على السلوكيات الشخصية والقرارات التي يتخذها الأفراد والتي تؤدي إلى العجز المكتسب.

المفهوم ذو الصلة الذي يساهم في فهم ديناميات السيطرة والتحكم في الأفراد هو خطأ الإسناد الأساسي، حيث أن الإسناد الأساسي المعروف أيضًا باسم التحيز في المراسلات أو تأثير الإسناد المفرط هو الاتجاه إلى شرح السلوك الإنساني للآخرين من خلال مصطلحات الرغبات، مع التقليل من أهمية التأثيرات الظرفية.

على سبيل المثال إذا أخبر أحد أعضاء الفريق أنه عاطل عن العمل، فقد ينظر إلى الفرد على أنه كسول أو غير متحمس، متجاهلًا أنه قد يكون هناك معدل بطالة مرتفع أو نقص في الفرص الاقتصادية للفرد، حيث أن البيئة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يعيش فيها الفرد قد تخلق حالة من العجز المكتسب.

تطوير المفهوم في العجز المكتسب في علم النفس

في أوائل عام 1965 اكتشف سيليجمان وزملاؤه أثناء دراستهم للعلاقة بين الخوف والتعلم، ظاهرة غير متوقعة أثناء تكرار تجربة التكييف الكلاسيكية لإيفان بافلوف، حيث أظهرت تجربة بافلوف عام 1905 أنه إذا تم إقران الجرس أو النغمة بشكل متكرر مع عرض للطعام، فسوف يسيل لعاب الكلب، لاحقًا عند سماع رنين الجرس بدون الطعام سيلقي الكلب لعابه، وفي تجربة سيليجمان بدلاً من إقران النغمة بالطعام، قام بإقرانها بصدمة غير مؤذية، كانت الفكرة هي أنه بعد أن تعلم الكلب ربط النغمة بالصدمة الكهربائية، سيشعر الكلب بالخوف عند عرض نغمة ثم يهرب أو يحاول تجنب الصدمة بطريقة ما.

تم إجراء هذا العلاج لعدة أيام وبعد مرحلة التكييف هذه تم وضع الكلب نفسه بدون قيود في صندوق كبير به سياج منخفض يقسم الصندوق إلى قسمين، تأكد سيليجمان وزملاؤه من أن الكلب يمكنه رؤية السياج والقفز بسهولة فوق السياج هربًا من قسمه في أي وقت يشاء، ثم قرعوا نفس الجرس وتوقعوا أن يقفز الكلب من فوق السياج لأنه كان متهيئا لربط هذا الجرس بألم الصدمة الكهربائية.

وبدلاً من ذلك فوجئوا بأن الكلب لم يتحرك! ثم قرروا تعريض الكلب المصاب بصدمة كهربائية، مرة أخرى لم يكن هناك رد من جانب الكلب، بعد ذلك وضعوا كلبًا غير مشروط أي كلب لم يتعرض لصدمة كهربائية لا مفر منها من قبل في نفس الصندوق، قفز هذا الكلب على الفور من فوق السياج إلى القسم الآخر بمجرد حدوث الصدمة، ويبدو أن الكلب المكيف الذي تعرض للألم بشكل متكرر علم أن محاولة الهروب من الصدمات لا طائل من ورائها، بعبارة أخرى تعلم الكلب أن يكون عاجزًا.

بدأ سيليجمان وزملاؤه ثورة علمية أدت إلى مزيد من التركيز على علم النفس المعرفي بدلاً من التركيز فقط على علم النفس السلوكي، امتدت نظريته عن العجز المكتسب إلى السلوك الإنساني، من خلال التجارب مع البشر حدد دونالد هيروتو وسليجمان دعمًا قويًا للنظرية القائلة بأن العجز ينطوي على تعلم أن المرء لا يتحكم في الأحداث والمواقف، قاد سيليجمان باحثين آخرين عاجزين للوصول إلى استنتاج مفاده أن ظاهرة العجز، كما تم إنتاجها في المختبرات الحيوانية والبشرية، كانت مشابهة لإخفاقات معينة في التكيف البشري.

يفسر العجز المكتسب الكثير من الأشياء، ولكن بعد ذلك بدأ الباحثين في العثور على استثناءات للأشخاص الذين لم يصابوا بالاكتئاب، حتى بعد العديد من تجارب الحياة السيئة، حيث اكتشف سيليجمان أن الشخص المكتئب يفكر في الحدث السيئ بطرق أكثر تشاؤما من الشخص غير المكتئب، وقد أطلق على هذا التفكير الأسلوب التفسيري، مستعيرًا أفكارًا من نظرية الإسناد.

الأسلوب التوضيحي هو العملية التي يشرح بها الأفراد سبب كونهم ضحايا لحدث سلبي، هناك ثلاثة مكونات للأسلوب التوضيحي أول عنصر من هذا القبيل هو الداخلية، حيث يشير مصطلح الداخلية أو الباطنية إلى الدرجة التي يشعر بها المرء بالمسؤولية عن سبب الحدث أو الدرجة التي يؤمن بها المرء أنها مسؤولية شخص آخر، والسمة الثانية هي الاستقرار، ويشير الاستقرار إلى ما إذا كان الحدث حدثًا لمرة واحدة أو ما إذا كان سيستمر إلى أجل غير مسمى، أما العنصر الثالث من الأسلوب التوضيحي هو العالمية، ويشير العالمية إلى مدى الحدث السلبي على الفرد.

يمكننا أن نرى كيف يمكن لفرد من مجموعة مهمشة أن يشعر بمستوى منخفض من الطابع الداخلي حيث يتشكل وضع الفرد من خلال قوى خارجية ليس له أو لديها سيطرة ملحوظة عليها، ومستوى عالٍ من الاستقرار في المكونات السلبية للثقافة مدمجة في حجر الأساس لمجتمعنا ولن تختفي، ودرجة عالية من العالمية مثل أن تؤثر العنصرية على كل جانب من جوانب الحياة للشخص، يمكن أن يؤثر الحدث على جانب ثانوي من حياة الفرد أو يؤثر على كل جانب.

تشمل أعراض العجز المكتسب نقص الحافز والخمول والانهيار المعرفي بين الإجراءات والنتائج أي عدم القدرة على ربط الإجراءات بالعواقب التي تسببها أو إلقاء اللوم على الآخرين أو العوامل الخارجية في حالة الفرد وحالته ونتائجه، والملل والقلق والإحباط والغضب واليأس والاكتئاب.


شارك المقالة: