إعادة التفكير في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


لقد تحدت تقنيات علم النفس المفاهيم التقليدية للمسؤولية الأخلاقية وأثارت أسئلة حول كيفية توزيع المسؤولية بشكل صحيح، من حيث أنه يمكن أن يظل البشر مسؤولين عن سلوكيات معقدة التي لا يملكون سوى سيطرة محدودة عليها أو فهمها، وهل البشر هم الوكلاء الوحيدين الذين يمكن تحميلهم المسؤولية الأخلاقية أو يمكن توسيع مفهوم الفاعل الأخلاقي ليشمل كيانات متنوعة؟

إعادة التفكير في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس

في ضوء الصعوبات الملحوظة في إسناد المسؤولية الأخلاقية انتقد العديد من علماء النفس والنظرين الطريقة التي يتم بها استخدام المفهوم وتفسيره فيما يتعلق بالمجالات الاجتماعية والحسابية المتنوعة، وهم يدّعون أن النماذج أو الأطر التقليدية للتعامل مع المسؤولية الأخلاقية تقصر وتقترح وجهات نظر أو تفسيرات مختلفة لمعالجة بعض الصعوبات، مما توجب عليهم طرح أساليب واستراتيجيات خاصة بإعادة التفكير في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس.

أسلوب إسناد المسؤولية في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس

يتمثل أحد الأساليب في إعادة التفكير في كيفية إسناد المسؤولية الأخلاقية عندما يتعلق الأمر بالممارسة، يتم تحديد إمكانية اتخاذ خطوة جانبية أو تجنب المسؤولية من خلال البحث عن شخص آخر يلومه، وهو يعزو هذه الاحتمالية إلى مفهومين خاطئين منتشرين حول المسؤولية، المفهوم الخاطئ الأول هو أن استخدام الفرد للحوسبة ممارسة أخلاقية محايدة.

غالبًا ما يستخدم هذا الاعتقاد الخاطئ وخاصة عندما يعتمد الفرد على معالجة المعلومات بشكل محوسب تضامناً مع التطور التكنلوجي، بأن المصنوعات التكنولوجية وممارسات بنائها محايدة أخلاقياً لتبرير التركيز الضيق المتمحورة حول التكنولوجيا على تطوير نظام الكمبيوتر دون مراعاة السياق الأوسع الذي تعمل فيه هذه التقنيات، حيث يمكن أن يكون لهذا التركيز الضيق عواقب وخيمة.

وفقًا لأسلوب إسناد المسؤولية في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس يتحمل ممارسو الكمبيوتر مسؤولية أخلاقية للنظر في مثل هذه الحالات الطارئة، على الرغم من أنها قد لا تكون ملزمة للقيام بذلك، يعد تصميم واستخدام المصنوعات التكنولوجية نشاطًا أخلاقيًا واختيار حل تصميم معين على الآخر له عواقب حقيقية ونفسية للفرد المعالج.

الاعتقاد الخاطئ الثاني في أسلوب إسناد المسؤولية في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس هو أن المسؤولية تتعلق فقط بتحديد اللوم عندما يحدث خطأ ما، فوفقًا لهذا الاعتقاد يتبنى السلوكيين الاجتماعيين نموذجًا للممارسات الخاطئة للمسؤولية يركز على تحديد الشخص المناسب المسؤول عن الحوادث الضارة، حيث يؤدي نموذج سوء التصرف هذا إلى جميع أنواع الأعذار للتهرب من المسؤولية.

على وجه الخصوص تسمح التعقيدات التي تقدمها تقنيات الكمبيوتر للسلوكيين الاجتماعيين بتحمل المسؤولية الجانبية، ويمكن استخدام المسافة بين المطورين وتأثيرات استخدام التقنيات التي ينشئونها، على سبيل المثال للادعاء بعدم وجود رابط سببي مباشر وفوري من شأنه أن يربط الأفراد بخلل وظيفي، يمكن لهم القول إن مساهمتهم في سلسلة الأحداث كانت ضئيلة؛ لأنهم جزء من فريق أو منظمة أكبر ولديهم فرصة محدودة للقيام بخلاف ذلك لإبعاد أنفسهم عن المساءلة واللوم.

يستند المفهومان الخاطئان في أسلوب إسناد المسؤولية في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس إلى وجهة نظر معينة للمسؤولية تركز على ما يعفي المرء من اللوم والمسؤولية، فمنهم من يسمي هذه المسؤولية السلبية ويميزها عن المسؤولية الإيجابية، حيث تؤكد المسؤولية الإيجابية على فضيلة وجود أو التزام بمراعاة العواقب التي تترتب على أفعال الشخص أو أفعال الآخرين.

تستلزم المسؤولية الإيجابية أن جزءًا من احترافية الأفراد الخبراء هو أنهم يسعون جاهدين لتقليل الأحداث غير المرغوبة التي يمكن توقعها، وإنه يركز على ما يجب فعله بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين أو معاقبتهم على السلوك الإنساني غير المسؤول، مما يتوجب أن تتبنى العديد من المؤسسات مفهومًا إيجابيًا للمسؤولية؛ لأنه يؤكد على واجبات وواجبات ممارسي الأداء في مراعاة عواقب أفعال الفرد وتقليل احتمالية التسبب في ضرر.

يثير التركيز على المسؤولية الأخلاقية المستقبلية للممارسين الاجتماعيين السؤال عن المدى الذي تصل إليه هذه المسؤولية، لا سيما في ضوء الأنظمة التي تساعد العديد من الأيدي في خلقها والصعوبات التي ينطوي عليها توقع الطوارئ التي قد تتسبب في حدوث خلل في النظام، إلى أي مدى يُتوقع من الأفراد المسؤولين بذل جهد لتوقع أو منع عواقب استخدام تقنياتهم أو الأخطاء المحتملة في التعليمات الخاصة بهم؟

المسؤولية كممارسة في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس

يعتبر التمييز بين المسؤولية الإيجابية والسلبية أن تحميل شخص ما المسؤولية الأخلاقية له وظيفة اجتماعية، والتي توفر منظورًا آخر حول هذه القضية، على حد سواء في المستقبل وبأثر رجعي تعمل المسؤولية لتنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس وبين الناس والمؤسسات، حيث يحدد التوقعات بين الناس للوفاء ببعض الالتزامات والواجبات ويوفر الوسائل لتصحيح أو تشجيع سلوك معين، وتركز فكرة أن المسؤولية تتعلق بالعلاقات الشخصية والتوقعات حول الواجبات والالتزامات على ممارسات تحميل شخص ما المسؤولية.

إن الممارسات الخاصة والهياكل الاجتماعية الموضوعة لإسناد المسؤولية ومحاسبة الأشخاص، لها تأثير على كيفية ارتباطنا بالتقنيات المتنوعة، تؤكد المسؤولية كممارسة في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس أن الصعوبات في إسناد المسؤولية الأخلاقية يمكن إلى حد كبير إرجاعها إلى الخصائص المحددة للسياق التنظيمي والثقافي الذي يتم فيه دمجها مع تقنيات الكمبيوتر.

وتجادل المسؤولية كممارسة في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس بأن كيفية تصورنا لطبيعة وقدرات وقيود الدور الاجتماعي تؤثر على مسؤولية أولئك الذين يطورون ويستخدمون تقنيات متنوعة ومنها الكمبيوتر، حيث تتصور المساءلة كقيمة وممارسة تركز على منع الضرر والمخاطر.

تعني المساءلة أنه سيكون هناك شخص ما أو عدة أشخاص للإجابة ليس فقط عن الأعطال في الأنظمة الحيوية للحياة التي تسبب أو تخاطر بإصابات خطيرة وتتسبب في البنية التحتية وخسائر مالية كبيرة، ولكن حتى بالنسبة للخلل الذي يتسبب في خسائر فردية للوقت والراحة والقناعة.

يمكن استخدام المسؤولية كممارسة في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس كأداة قوية لتحفيز الممارسات الأفضل، وبالتالي أنظمة أكثر موثوقية وجديرة بالثقة، حيث إن تحميل الأشخاص المسؤولية الأخلاقية بشكل شامل عن الأضرار أو المخاطر التي تسببها أنظمة الكمبيوتر أيضاً يوفر حافزًا قويًا لتقليلها ويمكن أن يوفر نقطة انطلاق لتحديد العقوبة العادلة.

ومع ذلك فإن الممارسات الثقافية والتنظيمية تفعل العكس؛ بسبب الظروف التي يتم في ظلها تطوير التقنيات الحديثة ونشرها بشكل عام، إلى جانب المفاهيم الشائعة حول طبيعة وقدرات وقيود الوظائف المطلوبة من الأفراد، يحدد علماء النفس مجموعة عوائق أمام المساءلة في مجتمع اليوم تتمثل في مشكلة الأيدي المتعددة، وقبول أخطاء الكمبيوتر كعنصر متأصل في أنظمة البرامج الكبيرة، واستخدام الكمبيوتر كبش فداء لإبعاد المسؤولية والملكية بدون مسؤولية.

وفقًا للمسؤولية كممارسة في مفهوم المسؤولية الأخلاقية في علم النفس يميل الناس إلى التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين عند وقوع الحوادث، حيث أن مشكلة الأيدي المتعددة وفكرة أن أخطاء البرامج هي منتج ثانوي حتمي لأنظمة الكمبيوتر المعقدة، يتم قبولها بسهولة كأعذار لعدم الرد على النتائج الضارة، وبالتالي يميل الناس أيضًا إلى توجيه أصابع الاتهام إلى مدى تعقيد الأدوات المستخدمة ويجادلون بأنه كان خطأ منها عندما تسوء الأمور.


شارك المقالة: