من الممكن أن يكون تحسين السلوك الاجتماعي وتقليل عزوف الأقران عن الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة عملية معقدة، ففي الحالات التي يعاني فيها الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من مشكلات اجتماعية معتدلة إلى شديدة، قد يوصى بمشاركة اختصاصي الصحة النفسية من قبل المدرسة أو العيادة.
التدخلات المتعلقة بالمهارات الاجتماعية لعلاج اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
قد تكون هذه التدخلات مفيدة لبرامج التدخل المتعلقة بالمهارات الاجتماعية، وتتعرض هذه المكونات للعوامل الأساسية التي غالباً ما تؤدي إلى حدوث السلوك الاجتماعي غير الملائم، بما في ذلك قصور المعرفة وعدم ملاسة الأهداف، والتوقعات السلبية المتصلة بالنجاح والنزعة العدائية التحيزية وبالإضافة إلى مشكلات السيطرة على الغضب، ويكون إعداد البرنامج للمهارات الاجتماعية عن طريق اتباع هذه الخطوات:
1- تحديد كيف يصبح الطالب هدف لعزوف الأقران
فقد يواجه الأطفال المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مشكلة مع أقرانهم بطرق متنوعة، من مثل مضايقة الآخرين وعدم الالتزام باتخاذ الأدوار والإصرار على تولي زمام الأمور في الألعاب، من هنا يجب أن يفهم الاختصاصيين ماهية الأمور التي تجعل الطفل موضع نفور من الآخرين، وأن إجراءات التقييم من مثل تقديرات الوالدين والمدرسين إضافة إلى الملاحظات المباشرة يمكن أن تعتبر مفيدة في هذا المجال.
2- جعل الطفل يشترك في عملية حل المشكلة
تتكون عملية حل المشكلات الاجتماعية من خمس خطوات رئيسة، تحديد المشكلة وضع حلول بديلة دراسة عواقب كل بديل اختيار استراتيجية معينة وتوظيفها، وتقييم كفاءة الاستراتيجية؛ تهدف عملية حل المشكلات الاجتماعية إلى إغناء دراية الطفل بكيفية التصرف في مواقف اجتماعية معينة، وعلى الرغم من الاندفاع المعهود للأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة خلال عملية حل المشكلات، فيجب تحفيزهم وتناول كل خطوة بجدية وخصوصاً الخطوة المتعلقة بوضع حلول محتملة للمشكلة.
3- تقديم إرشادات وعرض نموذجي
يحتاج الأطفال ذوي المشكلات الاجتماعية عادة إرشادات تتصل بكيفية تنفيذ الاستراتيجيات التي يقررون توظيفها لحل المشكلة الاجتماعية، من جانب آخر يمكن أن يصبح العرض النموذجي وخصوصاً من قبل قرين له ذي قيمة عالية بالنسبة للطفل وفعالة لتعليم الأطفال المهارات الاجتماعية ولمساعدتهم على تطوير
توقعات إيجابية متصلة بالنجاح، وكذلك فإن النمذجة الذاتية، والتي تتضمن مشاهدة الطفل لنفسه على شريط فيديو وهو يؤدي مهارة اجتماعية بفعالية، تعتبر مفيدة أيضاً لإثراء توقعات النجاح خلال المراحل الأولية من النمذجة.
كما يتوجب أن يقدم من سيقوم بالعرض النموذجي أداء متقناً مثالياً ويستطيع الأطفال لاحقاً الاستفادة من مراقبة نموذج محايد يقدم بعضاً من المشكلات التي تبرز بطبيعة الحال لدى توظيف هذه الاستراتيجية، ويمكن للنموذج المحايد أن يثير نقاط مهمة للبحث بالنسبة للاختصاصي والطفل.
4- تهيئة فرص لأداء أدوار تمثيلية
يحتاج الطفل إلى ممارسة استخدام الاستراتيجية عقب تلقي الإرشادات ذات الصلة، ومن هنا يمكن الإعداد لأداء الأدوار التمثيلية من قبل الطفل وواحد أو أكثر من أقرانه، ويذكر هنا أن جعل الطفل يؤدي أدواراً مختلفة دون أن يقتصر الأمر على دور اعتاد على أدائه، قد يمكن الطفل من اكتساب فهم مفيد للمشكلة، فعلى سبيل المثال إذا ما كان الطفل يتعلم استراتيجية لمواجهة مضايقة الأقران، فينبغي تشجيعه لتمثيل دور الطفل القوي وكذلك دور الطفل المستضعف، فبهذه الطريقة قد يظهر ميل الطفل نحو إظهار النزعة العدائية التحيزية.
ومن جانب آخر ينبغي أن تعكس نصوص الأدوار التمثيلية مواقف حقيقية يعاني الطفل فيها من صعوبة في التعامل في المدرسة والمنزل.
5- تكليف الطفل بواجبات منزلية
معرفة كيفية التصرف في موقف اجتماعي وامتلاك المهارات اللازمة لأداء استراتيجية مفيدة، لا يكفيان في أغلب الأحيان لتعديل السلوك، إذ يعاني الأطفال وخصوصاً أولئك المصابون بالاندفاعية من مشكلات كبيرة في تعميم المهارات الاجتماعية إلى البيئات الطبيعية، مثل الملعب وغرفة الطعام وتكمن إحدى الوسائل المفيدة لتحسين التعميم في تكليف الطلبة بوظائف بيتية تجعلهم يطبقون الاستراتيجية التي تم تعلمها، ويدونون كيف تم توظيفها وماهية المخرجات التي نتجت ويبلغون الاختصاصي بالخلاصة في غضون فترة قصيرة.
وحيث إن العديد من الطلبة المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لا يتبعون للقوانين والتعليمات في أغلب الأحيان، فينبغي أن يعد الطالب والاختصاصي اتفاقاً سلوكياً يشترط أداء الواجبات المقررة، ويتضمن أيضاً نتائج تنفيذ بنود الاتفاق أو عدم تنفيذها.
6- إرشاد الراشدين والأقران لحفز السلوك الاجتماعي المناسب وتعزيزه
حيث إن الأطفال الاندفاعيين يعانون من مشكلات كبيرة في تطبيق المهارات المتعلمة في البيئات الاجتماعية المتنوعة، يجدر بالراشدين من مثل المدرسين والمعاونين الرياضيين والوالدين مراقبة أطفالهم بعناية، وحفزهم على استخدام مهارات محددة وتعزيز التوظيف الفعال للاستراتيجيات، وإضافة إلى ذلك بما أن العديد من الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة يواجهون صعوبة في السيطرة على انفعالاتهم في المواقف الاجتماعية.
فقد يحتاج هؤلاء الأطفال إلى راشدين لمساعدتهم على الاسترخاء والتعامل مع انفعالاتهم على نحو تكيفي. ويمكن في بعض الحالات جعل أحد الأقران يقوم بدور رفيق للطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ويتضمن دور الرفيق من مثل الزميل الراشد حفز وتعزيز الاستخدام الفعال لاستراتيجيات التحكم بالانفعالات، لكن يجدر أن يتمكن الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من تقديم بعض المساعدة لرفيقه في القراءة أو الرياضيات.
وذلك حتى تكون العلاقة تعاونية مشتركة، حيث إن مساعدة الأطفال ذوي المشكلات الاجتماعية في الملعب أو غرفة الطعام ليست سهلة، وتقتضي الحاجة إلى تدريب الزملاء الراشدي والأقران الرفاق مع تقديم المشورة المستمرة لهم، وذلك من أجل ضمان فائدتهم الفعلية للطفل.
7- تقديم تدريب للأقران غير المستهدفين
يستطيع الأطفال الذين يضايقون الآخرين اكتساب سمعة سيئة يصعب الأطفال تغييرها، وقد دلت الأبحاث على أن الأقران الذين يتفاعلون مع العدوانيين يستمرون في اعتبار هؤلاء الأطفال عدوانيين حتى في المواقف التي لا يكون فيها سلوكهم عدوانياً طبقاً للمعايير الموضوعية.
ومن هنا ومن أجل تغيير نمط من أنماط السلوك الاجتماعي، فلا يكفي العمل مع الطفل العدواني وحده، بل يحتاج الأقران غير الاندفاعيين أو غير العدوانيين أيضاً إلى تلقي تدريب للكشف عن الطرق التي يستخدمونها لجعل الطفل يتصرف على نحو عدواني.
8- تصميم بيئات اجتماعية تعزز السلوك الاجتماعي الإيجابي
يظهر العديد من الأطفال وليس فقط أولئك المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، مشكلات في الأداء الوظيفي للأقران عندما لا تكون البيئة حسنة التنظيم، فعلى سبيل المثال فالملاعب التي تحتاج إلى الإشراف والتي لا توفر للطلبة ألعاباً ملائمة لسنهم غالباً ما تفضي إلى حدوث سلوك عدواني جداً .
ويوصى أن يتعاون المديرون في المدارس مع مدرسي التربية الرياضية والمعاونين الرياضيين للإشراف بعناية على كل أرجاء الملعب.
وفي النهاية يوصى بتصميم نشاطات تطورية ملائمة للأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، والتأكد من تقديم الإشراف وتوافر الإمكانيات للطلبة يومياً.