الجوانب الاجتماعية والثقافية لصنع القرار التجريبي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


إجراءات عملية صنع القرار التجريبي في علم النفس:

في حين أن أبحاث القرار في علم النفس كانت تركز على نتائج القرارات، فقد أصبح من الواضح أن عمليات اتخاذ القرار يمكن أن توفر رؤى مهمة في عملية صنع القرار؛ لأنها تتأثر بتغيرات المهام والخيارات التي قد لا تؤثر في كثير من الأحيان على نتائج القرار، حيث تم الافتراض في البداية أن صانعي القرار يطبقون قواعد قرار معينة، مثل تشكيل تقييم للخيار عن طريق إضافة الجوانب الإيجابية لهذا الخيار وطرح الجوانب السلبية، على سبيل المثال نموذج مضاف مرجح أو تعويضي، أو عن طريق اختيار جوانب مهمة من القرار ثم الاختيار بناءً على ما إذا كانت الخيارات تصل أو لا تصل إلى حد معين في هذا المجال.

اعتمدت أبحاث صنع القرار التجريبي المبكرة الموجهة نحو العملية إلى حد كبير على تدابير العملية، مثل زمن الاستجابة، والنسبة المئوية للمقارنات داخل الأبعاد مقابل المقارنات بين الأبعاد، والبروتوكولات اللفظية، حيث يمكن أن توفر مثل هذه التدابير بيانات ثرية على الرغم من المخاوف التي قد تنشأ عما إذا كان السلوك الإنساني والاستجابات التي يتم التقاطها تمثل بدقة عمليات اتخاذ القرار التي تحدث بشكل طبيعي.

يعتبر نهج البحث النفسي التكميلي على غرار العديد من الدراسات في علم النفس، هو الاعتماد على شروط المهمة، على سبيل المثال الحمل المعرفي وضغط الوقت، والتلاعب بالمحفزات، والاختلافات الفردية التي يمكن للمرء أن يستنتج منها عمليات القرار الأساسية والمشرفين على نتائج القرار المرصودة .

دور التأثير في صنع القرار التجريبي في علم النفس:

ركزت معظم أبحاث القرار في علم النفس على ما يمكن اعتباره تقييمًا موضوعيًا للخيارات بناءً على سمات مثل احتمالية الفوز والمكافأة، ومع ذلك هناك اعتراف متزايد بأن القرارات غالبًا ما تتأثر بحلقة ردود الفعل العاطفية على الخيارات، حيث يشير مفهوم التأثير إلى رد الفعل العاطفي على جودة أو جاذبية الخيارات، والتي غالبًا ما يتم تشغيلها تلقائيًا دون تفكير كثير أو أي تفكير.

حيث أنه قد تم اقتراح أن ردود الفعل التلقائية والعاطفية هذه غالبًا ما تكون الدافع الرئيسي للأحكام والقرارات التجريبية، مع وجود حجج واعية ومدروسة تعمل فقط على شرح تلك القرارات التجريبية، ومنها استخدم الباحثين مجموعة واسعة من المنهجيات لفحص دور وأسبقية وسرعة ردود الفعل العاطفية لمحفزات صنع القرار التجريبي، مثل التمهيدي اللاشعوري.

الجوانب الاجتماعية والثقافية لصنع القرار التجريبي في علم النفس:

يعتبر مفهوم صنع القرارات التجريبية من المفاهيم المهمة للأشخاص في جميع المراحل العمرية والمجتمعية، حيث أنه يعتبر من الأسس التي تقوم عليها العديد من المجالات والميول الشخصية للفرد تجاه المستقبل الناجح، ومنها يتوجب التعرف على الجوانب المهمة الخاصة بالجوانب الاجتماعية والثقافية لصنع القرار التجريبي، حيث تتمثل هذه الجوانب بشكل أوضح من خلال ما يلي:

الجوانب الاجتماعية لصنع القرار التجريبي:

بالإضافة إلى النظر في الآثار المترتبة على خصائص المهام والمحفزات لعمليات صنع القرار التجريبي والنتائج، درس باحثو القرار دور العوامل الاجتماعية والثقافية والاختلافات الفردية في صنع القرار التجريبي، حيث تلقت بعض الجوانب الاجتماعية مثل التوافق القليل من التركيز نسبيًا، على الرغم من دورها المهم الواضح في صنع القرار التجريبي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها تبدو مباشرة وغير مفاجئة.

ومع ذلك فقد فحص الباحثين، على سبيل المثال قدرة الظروف الاجتماعية، مثل المساءلة والاضطرار إلى التبرير للآخرين، لتلطيف والتقليل من قابلية الناس للأحكام المختلفة وأخطاء القرار التجريبي، حيث أنه بشكل عام على غرار الأنواع الأخرى من الحوافز مثل إعطاء تعويض نقدي للأداء الجيد، أظهرت الأبحاث أن الحوافز الاجتماعية لها تأثير مفيد محدود على أداء القرار، على الرغم من أنها يمكن أن تقلل من بعض الأخطاء الناتجة عن الجهود المحدودة.

الجوانب الثقافية لصنع القرار التجريبي:

كان هناك أيضًا اهتمام متزايد بدور الاختلافات بين الثقافات في أداء وصنع القرار التجريبي، ففي البداية ركز الباحثين على الاختلافات بين المجتمعات الفردية، على سبيل المثال الناس في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والمجتمعات الجماعية، على سبيل المثال الآسيوية، حيث أظهر أن بعض الثقافات يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة من غيرهم للثقة المفرطة وانحياز نزعة صنع القرار التجريبي.

تشير الأبحاث النفسية الحديثة إلى أن الاختلافات والتباينات بين الجوانب الثقافات في الحكم والسيطرة والضبط المتمثلة في عمليات اتخاذ وصنع القرار التجريبي أقل قوة مما كان يعتقد سابقًا وهي حساسة للعديد من العوامل الظرفية والمواقف.

صنع القرار والبحث في المجالات التطبيقية في علم النفس:

يقيم معظم المهتمين وباحثي القرار التجريبي السلوكي الآن في كليات إدارة الأعمال بدلاً من أقسام علم النفس المتنوعة، حيث يعكس هذا التحول جزئيًا التأثير المتزايد للبحوث النفسية في صنع القرار التجريبي في المجالات التطبيقية النفسية، مثل التسويق والسلوك الإنساني التنظيمي والاقتصاد السلوكي.

على سبيل المثال قام قدر كبير من أبحاث القرار التجريبي السلوكي على مدار الثلاثين عامًا الماضية أو نحو ذلك بفحص الموضوعات المتعلقة باتخاذ قرارات المستهلك، والمساومة والإنصاف ونظرية اللعبة السلوكية، علاوة على ذلك هناك اعتراف متزايد في مجال الاقتصاد، الذي سيطر على وجهات النظر المبكرة لصنع القرار التجريبي، بأن انتهاكات العقلانية غالبًا ما تكون منهجية ويمكن التنبؤ بها ولا يتم تصحيحها من خلال التعلم أو قوى السوق، وفقًا لذلك فإن الحقل الفرعي للاقتصاد التجريبي السلوكي الذي لا يزال يتطور قد أدرج بشكل متزايد الجوانب الوصفية لصنع القرار التجريي.

عرض التلقائية والعاطفية للحكم وصنع القرار التجريبي في علم النفس:

التقييمات القائمة على حلقة ردود الفعل التلقائية والعاطفية تنتمي إلى فئة أوسع من الأحكام والقرارات التجريبية التي تميل إلى أن تتم بشكل حدسي وتلقائي مباشر دون أي تقييم متعمد، حيث يُعتقد الآن أن مثل هذه العمليات قد تميز العديد من الأحكام والقرارات التجريبية وربما معظمها، في حين يتم تنشيط عمليات أكثر تعمدًا وبطء وقائمة على السبب حسب الحاجة، وفي بعض الأحيان تصحيح أو تجاوز الاستجابات وردود الفعل المنتجة تلقائيًا.

على الرغم من كونها بديهية فقد ثبت أن الاستجابات التلقائية المباشرة تؤثر على كل من الأحكام والاختيارات والقرارات التجريبية، إلا أن التقييمات المتعمدة للخيارات وسماتها تميل إلى لعب دور أكبر في الاختيار واتخاذ القرار في الواقع، حيث أنه تبين أن النظر إلى الاختيار على أنه مدفوع بتوازن الأسباب المؤيدة والخيارات المعارضة يفسر اختلالات الاختيار، على سبيل المثال الهيمنة غير المتكافئة وتأثيرات التسوية التي تتم على الأفراد.


شارك المقالة: