تأثير الحديث السلبي عن النفس

اقرأ في هذا المقال


كل شخص لديه ناقد في داخله وأحياناً يمكن أن يكون هذا الصوت الخفيف مفيد حقاً ويشجع الأشخاص على تحقيق الأهداف، مثل أن يذكر هذا الصوت الشخص أن ما هو بصدد تناوله ليس صحيًا أو أن ما هو بصدد القيام به قد لا يكون حكيم، ومع ذلك يمكن أن يكون هذا الصوت مؤذي أكثر من كونه مفيد، خاصةً عندما يكون في عالم السلبية المبالغة، وهذا ما يعرف بالحديث السلبي عن النفس. ويمكن أن يؤثر هذا على صحة الشخص النفسية وعلاقاته مع الآخرين.

تأثير الحديث السلبي عن النفس

إذا كان الشخص يفكر بشكل سلبي في نفسه، فسوف يشعر بالسوء معظم الوقت، وقد يؤدي ذلك إلى جر الشخص إلى أسفل أو قد يكون من الصعب العودة مرة أخرى إذا كان محبطًا، وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب أو القلق من الحديث السلبي عن النفس، وقد تكون الثرثرة السلبية المستمرة شديدة ويصعب الخروج منها.

الحديث السلبي مع النفس يمكن أن يجعل التعامل مع الألم المزمن أكثر صعوبة، ويمكن أن يؤدي إلى التوتر والميل نحو الكمال، وهو شيء يختبره أغلب الأشخاص بين الحين والآخر، ويأتي بأشكال عديدة، كما أنه يخلق ضغوطًا كبيرة ليس فقط بالنسبة للشخص ولكن لمن يحيط به إذا لم يكن حذر.

قد تبدو تأملات ناقد الشخص الداخلي تشبه إلى حد كبير والده أو صديقه الناقد من ماضية، يمكن أن تتبع مسار التشوهات المعرفية النموذجية مثل التهويل، واللوم، وما شابه.

وهذا الحديث هو أي حوار داخلي لدى الشخص مع ذاته قد يقلل من قدرته على الثقة بنفسه وقدراته، والوصول إلى أهدافه، إنها أي فكرة تحد من قدرة الشخص على عمل أي تغييرات إيجابية في حياته أو تقلل من ثقته بنفسه للقيام بذلك، لذا فإن هذا لا يمكن أن يكون مرهق فقط، بل يمكن أن يحبط نجاح الشخص حقًا.

مضاعفات الحديث الذاتي السلبي

يمكن أن يؤثر هذا الحديث على الشخص ببعض الأساليب المحطمة جداً، ووجدت دراسة ما وجود ارتباط بين اجترار أفكار ولوم الذات على الأحداث السلبية بزيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية.

والتركيز على الحديث السلبي يتسبب في انخفاض الحافز، وكذلك ارتفاع الشعور بعدم القدرة، وهناك رابط بين هذا النوع من الحوار الداخلي الحاد والاكتئاب، لذا فهو بالتأكيد شيء يجب علاجه.

والأشخاص الذين ينغمسون في هذا النوع من الحديث ينحازون إلى أن يكونوا أكثر توتر، ويعود هذا  إلى أن واقعهم قد تغير لتكوين تجربة ليس لديهم فيها القدرة على الوصول إلى الأهداف التي حددوها لأنفسهم.

يمكن أن يؤدي هذا الحديث إلى انخفاض القدرة على رؤية الفرص، نتيجة تدني الميل للاستفادة من هذه الفرص، هذا يعني أن الشعور المتزايد بالتوتر يأتي من كل من الوعي والتغيرات في السلوك التي تأتي منه، يمكن أن تشمل العواقب الأخرى للتحدث السلبي مع النفس ما يلي:

1- التفكير المحدود، كلما أخبر الشخص نفسه أنه لا يستطيع فعل شيء ما، كلما صدقه أكثر.

2- الكمالية، تبدأ في اعتقاد الشخص حقًا أن المثالية ليست جيدة مثل الكمال، وأن الكمال يمكن تحقيقه بالفعل، في المقابل، يميل الأشخاص المتفوقون إلى أداء أفضل من نظرائهم المثاليين لأنهم بصورة عامة أقل توتراً وسعداء بعمل جيد، إنهم لا يميزونها ويحاولون التركيز على ما كان يمكن أن يكون أفضل.

3- الإحساس بالاكتئاب، أبرزت بعض الأبحاث أن هذا النوع من الحديث قد يؤدي إلى تفاقم مشاعر الاكتئاب، وإذا تركها الشخص دون رادع، فقد يكون هذا ضارًا جداً.

4- تحديات العلاقة، سواء كان النقد الذاتي المستمر يجعل الشخص يبدو محتاجًا وغير آمن أو تحول كلام الشخص السلبي عن الذات إلى عادات سلبية عامة تزعج الآخرين، فإن قلة التواصل وحتى قدر المرح من النقد يمكن أن يكون له أثر سلبي.

5- أكثر عيوب الحديث السلبي مع الذات أنه شيء غير إيجابي، لكن أبرزت الأبحاث أن الحديث الإيجابي مع الذات هو دليل كبير على النجاح.

ويمكن القول بأن الحديث مع الذات مهم؛ لأنه يؤثر بشكل كبير على ما يشعر الشخص به وما يفعله، ويمكن أن يكون داعمًا ومفيدًا، أو يحفز الشخص، أو يمكن أن يكون سلبيًا، ويقوض ثقة الشخص بنفسه.

والحديث السلبي عن النفس هو عندما يكون صوت الشخص الداخلي سلبيًا بشكل مفرط، ويبدو الشخص وكأنه متشائم ويركز على السيء، إنه يقوض ثقة الشخص بنفسه ويمنعه من الوصول إلى إمكاناته، يمكن أن يجعل الشخص أن يشعر وكأنه سيفشل قبل أن يبدأ.

وفي النهاية يمكن أن يكون الحديث السلبي مع الذات متكررًا ولا يعكس الواقع في كثير من الأحيان، ويمكن أن يؤدي إلى اجترار الأفكار المتكرر مع التفكير السلبي المتطفل.


شارك المقالة: