ما هو الانفتاح على التجربة وكيف نقيسها في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في حين أن وجهة نظر الخمسة الكبار لعوامل الشخصية لها منتقدوها، فهي النموذج المفضل لمعظم علماء النفس المهتمين بالاختلافات الشخصية الفردية، يقسم نموذج الخمسة الكبار الشخصية إلى خمسة عوامل أو سمات وأهم ما قام علماء النفس بتفسيره هو الانفتاح على التجربة.

ما هو الانفتاح على التجربة في علم النفس

يجادل عالم النفس التطوري ديفيد بوس (2016) بأن الانهيار المحدد لعوامل الشخصية يمثل النموذج التطوري الأكثر منطقية، علاوة على ذلك فإنه يقترح كيف من المحتمل أن تكون القوى التحفيزية قد أفادت البشر في بيئات مختلفة عبر التاريخ التطوري، ومن المرجح أن يُظهر أصحاب الدرجات العالية في كل من السمات الخمس للشخصية والشخصية سلوكًا مشابهًا والانفتاح على التجربة يكون أكثر فضولًا ومغامرة.

تم ربط التصرف بالانفتاح بالتجربة في أذواقنا واهتماماتنا وحتى علاقاتنا، ويشير البعض إلى أن درجة انفتاحنا على التجربة قد تكون مرتبطة بكيفية معالجة المعلومات، حيث أنه قد يجد الشخص الذي يتمتع بدرجة عالية من الانفتاح صعوبة أكبر في تجاهل المنبهات التي سبق تجربتها، وقد تكون بوابات المعالجة بالمعنى الحرفي للكلمة أكثر انفتاحًا في الوقت نفسه قد يتبنى شخص ما في المستوى الأدنى منظورًا ضيقًا ونفقًا يقيد المحفزات التي تتنافس على جذب انتباهه.

قياس الانفتاح على التجربة في علم النفس

تشير درجة أعلى من الانفتاح على التجربة إلى مدى تعقيد الفرد فيما يتعلق بكل من الحياة التجريبية والعقلية، بما في ذلك قدر أكبر من الإبداع والابتكار والتفكير المرن وعدم التقليدية، حيث يشير علماء النفس إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من الانفتاح، قد يبدو أولئك الذين يحصلون على درجات منخفضة مملين أو بائسين، بينما بالنسبة للأشخاص ذوي الانفتاح المنخفض قد يبدو أصحاب الدرجات العالية حالمين وفاعلين ومتكلفين وحريصين للغاية على الإعلان عن فرديتهم.

في حين أن هذه هي الصور والأفكار النمطية على الأرجح، إلا أنهم يطرحون بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام فيما يتعلق بكيفية إدراكنا للاختلافات الفردية في الشخصية، وهذا مهم في حين أن الانفتاح ليس مثل الذكاء، إلا أن الدرجات مترابطة والانفتاح يكشف عن نفسه في مواقفنا السياسية وغير السياسية، حيث أن المصنفين الأعلى هم أقل ميلًا إلى الموقف المنظم ومع ذلك هم انفتاحين وقد يسعون وراء الأهداف والتجارب، هم أيضًا أقل تفوقًا من الناحية الأخلاقية، وبدلاً من رؤية الأشياء من منظور أبيض وأسود، أدرك أن الأسئلة لا تحتوي دائمًا على إجابات مباشرة.

في حين أن الانفتاح إلى جانب بقية شخصياتنا مستقر نسبيًا، حيث تكون النساء أكثر ثباتًا من الرجال مثلاً في العديد من المواقف، إلا أنه أقل تغيرًا بين 40 و60 عامًا، وعلى الرغم من درجة الاتساق العالية لدينا القدرة على تغيير درجة انفتاحنا، وذلك في المقام الأول من خلال تعريف أنفسنا بتجارب وأفكار وتفكير جديدة طوال حياتنا.

وأوضح اختبار الشخصية الخمسة الكبار بعد جرد الشخصية الخمسة الكبار الذي يعتبر هو المقياس الأكثر استخدامًا والتحقق من صحته بشدة للانفتاح والضمير والانبساط والقبول والعصابية، حيث يقيس المخزون المكون من 44 عنصرًا كل من الأبعاد الخمسة الكبرى للشخصية على مقياس مكون من خمس نقاط، يُطلب من الأفراد الذين يكملون الجرد تقييم البيانات، بما في ذلك بين رقم واحد والذ يعني لا أوافق بشدة و رقم خمسة الذي يمثل أوافق بشدة.

جوانب مختلفة للسمة في الانفتاح على التجربة في علم النفس

هناك العديد من الجوانب القيّمة لسمات الشخصية للانفتاح على التجربة وتأثيرها على كيفية تفاعلنا مع بيئتنا، والتي يمكننا توضيح أهمها من خلال ما يلي:

1- التصور أو الإدراك

تشير الأبحاث الحديثة في علم النفس إلى أن كون الفرد أكثر انفتاحًا يغير كيفية إدراكنا للعالم والتفاعل معه، أثناء البحث في كيفية تقديم كل عين لنسخة منافسة من نفس الصورة، وجد علماء النفس أن الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الانفتاح على التجربة كانوا أكثر قدرة على رؤية النموذجين على أنهما مدمجان.

2- العرض والإدراك

الانفتاح على التجربة يتجلى في الحياة اليومية والتفاعلات الشخصية وكيف يدرك الآخرين هذه الإشارات، حيث أنه يمكننا التعرف على الأفراد المنفتحين بالطريقة التي يحتاجون بها إلى التنوع في الحياة وكيف يعبرون عن إبداعهم وفضولهم الفكري، أي إنهم يميلون إلى استخدام ضمائر المتكلم وغالبًا ما يتم العثور عليهم في المقاهي والمطاعم.

3- الحياة العائلية

تشكل الشخصية وعلى وجه الخصوص الانفتاح على التجربة جزئيًا على الأقل العلاقات الشخصية، من المرجح أن يختار الأفراد المنفتحين على التجارب الجديدة شركاء يشعرون بنفس الطريقة وهذا ليس مفاجأة، حيث يؤثر الانفتاح على التجربة الانفتاح على قرارات الحياة الحاسمة، بما في ذلك موقفنا السياسي وخياراتنا التعليمية، ومن المثير للاهتمام أن الأزواج الذين يتمتعون بدرجة عالية من الانفتاح على التجربة يكونون في الغالب أكثر إرضاءً وتزويجًا جيدًا.

4- الغرباء والأصدقاء

كما هو الحال مع العلاقات الشخصية يميل الأشخاص المنفتحين إلى أن يكون لديهم أصدقاء لهم نفس الاهتمامات والمواقف، فكريا وسياسيا وروحيا، حيث أنه يمكن للأفراد المنفتحين أن يجدوا أنفسهم يشعرون بالملل من النظرة الفكرية التي يمكن التنبؤ بها والمتساهلة للأشخاص الذين يحصلون على درجات منخفضة في الانفتاح، فعندما تتشكل العلاقات الوثيقة القوية، يكون الأشخاص المنفتحين أكثر قدرة على تقديم الدعم العاطفي ولكن أقل قدرة على تقديم حلول ملموسة من الأشخاص الأقل انفتاحًا.

5- تقليل مخاطر الوفيات

تشير الأبحاث النفسية إلى أن الانفتاح على التجربة والأبنية الأخرى المرتبطة به، مثل الذكاء والتحصيل الأكاديمي، توفر درجة من الحماية من مخاطر الموت وتفيد رفاهيتنا، حيث وجد علماء النفس أنه على مدار 18 عامًا أدت درجة أعلى من الإبداع إلى تقليل مخاطر الوفاة.

نتائج الانفتاح على التجربة في علم النفس

لقد أدى البحث النفسي إلى بعض النتائج الرائعة فيما يتعلق بانفتاحنا على التجربة، أولئك الذين يتمتعون بدرجة عالية من الانفتاح للتجربة يميلون إلى إظهار الخصائص المتمثلة في أنهم أقل احتمالا للقولبة النمطية أو التحيز ضد الأقليات، وأكثر عرضة لتجربة الأطعمة الجديدة وأكثر احتمالا للاستمتاع بتجارب جديدة وأكثر انفتاحًا على العلاقات الزوجية وشركاء العمل البديل واستخدام المزيد من استراتيجيات المواجهة التي تركز على المشكلة بدلاً من التركيز على العاطفة أو التجنب، خاصة في الرياضة، والقيام بأنشطة وفعاليات صعبة وشاقة بشكل أكبر.

الانفتاح على الخبرة والذكاء في علم النفس

تم إجراء بحث كبير لفهم العلاقة بين سمات الشخصية والذكاء، حيث تتفق معظم الدراسات على أن الانفتاح على التجربة المرتبط بالذكاء وخاصة الإبداع، ومع ذلك يبقى من غير الواضح أيهما يأتي أولاً، ومن المرجح أن يحفز الانفتاح على التجارب الجديدة التعلم والتطور الفكري، بينما قد يقودنا الذكاء المتزايد إلى البحث عن فرص جديدة.

القيادة والانفتاح على التجربة في علم النفس

الانفتاح على التجربة في القيادة أمر حيوي للإبداع، فمن المرجح أن يكون هؤلاء القادة أكثر فضولًا وإبداعًا، ويقبلون الأفكار الجديدة ويستوعبون المعلومات الجديدة، حيث يُنظر إلى الانفتاح على التجربة على أنه له تأثير إيجابي على سلوكيات تبادل المعرفة، وتسريع سرعة المشاركة والتعلم الضروريين لنمو الفريق وتطويره.


شارك المقالة: