ما هو التقييم النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


يتلقى علماء النفس الكثير من الأسئلة خلال ممارساتهم من قبل أولياء الأمور والأطباء وغيرهم من المهنيين حول كل من نطاق وقيمة التقييمات النفسية المحتملة، هذه الأسئلة مفهومة للغاية؛ لأن علم النفس مجال ضخم فيه العديد من التخصصات الفرعية، لسوء الحظ إنّه أيضاً مجال مبتلى بمصطلحات محددة وغير محددة بشكل جيد، ممّا يجعل من الصعب على العملاء أو العائلات أو المهنيين الذين يبحثون عن إجابات؛ الهدف من هذه المدونة هو المساعدة في تحديد بعض المصطلحات الأساسية في مجال علم النفس وتوضيح من وماذا وأسباب التقييم أو الاختبار النفسي.

ما هو التقييم النفسي؟

الغرض الرئيسي من الاختبار النفسي هو اكتساب فهم أفضل للشخص وسلوكه، تتمثل أهداف التقييم النفسي في فهم نقاط القوة والضعف لدى الشخص بشكل أفضل، كذلك تحديد المشكلات المحتملة في الإدراك والتفاعل العاطفي وتقديم توصيات للعلاج، تقيس جميع أنواع التقييمات النفسية أداء الفرد في نقطة زمنية محددة، يتم إجراء جميع الاختبارات النفسية تقريباً بواسطة أخصائي نفسي مرخص أو متدرب؛ هي عملية رسمية تتطلب تدريب وخبرة مكثفة، علماء النفس هم المهنيين الوحيدين المدربين بخبرة في إدارة وتفسير الاختبارات النفسية.

التقييم النفسي ليس اختبار واحد بل هو سلسلة من الاختبارات والإجراءات التي تم تطويرها علمياً، التي تقيم جوانب مختلفة من الأداء النفسي للشخص، تشمل أنواع الاختبارات والإجراءات العديد ممّا يلي:

  • المقابلات: محادثات غير منظمة أو شبه منظمة مع العميل ومقدمي الرعاية والمعلمين وأفراد آخرين على دراية بالعميل، تسمح المقابلات بملاحظة المهارات الاجتماعية واللغوية والتواصلية.
  • المقاييس المعيارية المرجعية: هذه هي الاختبارات التي تمّ توحيدها على مجموعات محددة بوضوح، مع خصائص تمثيلية للعمر أو الجنس أو العرق أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية أو ميزات أخرى، تسمح لنا هذه الاختبارات بمقارنة العميل الذي نقوم بتقييمه مع مجموعة طبيعية أوسع؛ على سبيل المثال مقارنة هذا المراهق بالمراهق المتوسط.
  • الملاحظات السلوكية: مراقبة سلوك العميل أثناء التقييم وعند الإمكان في بيئته الطبيعية، مثل الفصل الدراسي  والمنزل والملعب والعديد من الأمكان.
  • إجراءات التقييم غير الرسمية: توفر هذه الملحقات معلومات تكميلية لدعم إجراءات الاختبار الرسمية وقد تتضمن أشياء مثل السجلات المدرسية ودرجات الاختبار الموحدة (SAT / ACT)، كذلك السجلات الطبية واستبيانات الخلفية غير الرسمية والوثائق الشخصية.

أنواع التقييم النفسي:

  • التقييم النفسي التربوي: يتم إجراء هذه التقييمات عادةً من قبل علماء النفس في المدرسة أو غيرهم من المتخصصين في التعلم الذين يعملون غالباً بشكل مباشر في بيئة المدرسة، تتضمن هذه التقييمات تقييمات رسمية لذكاء الطفل ومهاراته الأكاديمية، في بعض الأحيان يتم تضمين مقاييس فحص الأداء العاطفي والسلوكي، الهدف من هذا النوع من التقييم هو تحديد سبب معاناة الطفل في الفصل الدراسي وتطوير استراتيجيات علاجية يمكن تنفيذها في بيئة المدرسة.
  • التقييم النفسي: يتم إجراء هذه التقييمات عادةً من قبل علماء النفس الإكلينيكي في المدرسة أو المستشفى أو العيادات الخارجية أو أماكن أخرى، التقييمات النفسية كما يوحي الاسم عادة ما تكون واسعة النطاق، قد تشمل العديد من نفس إجراءات التقييم الرسمية المستخدمة في التقييمات النفسية التربوية والعصبية؛ الهدف من هذه التقييمات عادةً هو توضيح التشخيص وإبلاغ العلاج أو التدخل، اعتماداً على نطاق التقييم يمكن أن يختلف الوقت والتكلفة بشكل كبير.
  • التقييم العصبي النفسي: أكثر أنواع التقييم تخصصاً، يتم إجراء هذه التقييمات من قبل أخصائيي علم النفس العصبي، على الرّغم من أن هذه التقييمات تشمل مكونات التقييم النفسي التربوي والنفسي، فإنّها عادة ما تدخل في تفاصيل أكثر فيما يتعلق بوظيفة مناطق معينة من الدماغ، عادةً ما تقيم هذه التقييمات بتفصيل كبير أشياء مثل الذاكرة والانتباه ومعالجة المعلومات والإدراك الحسي واللغة والمهارات الحركية الدقيقة والمهارات البصرية المكانية.

ما نوع التقييم النفسي الذي يحتاجه الطفل؟

التقييم النفسي التربوي، يوصى بهذا النوع من التقييم للأطفال الذين يكافحون من أجل تلبية التوقعات الأكاديمية أو السلوكية داخل بيئة المدرسة، إذا كانت مخاوفنا بشأن الطفل أكاديمية بطبيعتها في المقام الأول أو بشأن مشاكل الانتباه المحتملة، أو صعوبات معينة في اللغة أو القراءة أو الكتابة أو الرياضيات، فمن المحتمل أن يكون هذا النوع من التقييم كافي لتحديد ومعالجة احتياجات الطفل في المدرسة، إذا بدا أنّ الطفل يعاني من مشاكل في الصحة العقلية أو يكافح باستمرار للتحكم في مزاجه أو سلوكه أو علاقاته، فمن المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى تقييم أكثر شمولاً.

التقييم النفسي يوصى بهذا النوع من التقييم للأطفال، الذين يعانون من مشاكل نفسية شائعة، مثل الاكتئاب والقلق أو أمراض نفسية شديدة اضطراب ثنائي القطب واضطرابات ذهانية، يوصى به أيضاً للذين لديهم صراعات طويلة الأمد لتنظيم مزاجهم أو سلوكهم أو الذين يواجهون صعوبات في الحفاظ على علاقات صحية مع أفراد الأسرة أو الأقران أو الشركاء، نظراً لأنّ التقييمات النفسية واسعة ويمكن تصميمها وفقاً لاحتياجات عميل معين، فإنّ هذا النوع من الاختبارات كافٍ لمعظم الأفراد الذين يسعون إلى التقييم.

التقييم العصبي النفسي؛ يوصى بهذا النوع من التقييم للأطفال الذين لديهم تاريخ من إصابات الدماغ الرضحية أو النوبات أو الخرف أو السكتات الدماغية أو غيرها من إصابات الدماغ أو الأمراض العصبية المعروفة، أو المشتبه بها، قد يكون هذا النوع من التقييم مبرر أيضاً للأطفال الذين لديهم مشكلات طويلة الأمد في التعلم أو الأداء التنفيذي والذين لم يستجيبوا بشكل جيد للتدخل التقليدي.

من يمكنه إجراء التقييمات النفسية؟

يتم إجراء الاختبارات النفسية الرسمية من قبل علماء النفس الإكلينيكي المرخص لهم، عادةً ما يكون ذلك ضمن بعض التخصصات، علماء النفس في المدرسة يركزون على العمليات التنموية للشباب، في المقام الأول في سياق نظام المدرسة والأسرة، لديهم معرفة خاصة في مجالات التنمية والتعلم والتعليم الفعال والاشتراطات الحكومية وممارسات الأبوة والأمومة.

علماء النفس العياديون يعتبرون أخصائيو علم النفس المتخصصين في علم النفس، يعمل هؤلاء الأفراد بصفات عديدة؛ مثل مقدمي خدمات الصحة النفسية والعقلية أو المقيمين أو الاستشاريين أو المعلمين أو الباحثين، يعتبر علم النفس الإكلينيكي هو مجال واسع يركز على تحديد وعلاج المشاكل الفكرية والعاطفية والنفسية والاجتماعية والسلوكية، تشمل المجالات الشائعة التي تمّ استكشافها اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والاضطرابات ثنائية القطب وأداء الشخصية وتعاطي المخدرات الإدمان والصدمات وطيف التوحد ومشاكل الغضب والعدوان.

علم النفس العصبي السريري تخصص في علم النفس، يركز على فهم العلاقات بين الدماغ والسلوك، هؤلاء علماء النفس وكثير منهم حاصلون على درجات علمية في علم النفس العيادي، لديهم تدريب متقدم في علم التشريح العصبي ونمو الدماغ والاضطرابات العصبية وغيرها من القضايا المرتبطة بوظائف الدماغ غير الطبيعية، إنّهم متخصِّصون في تقييم أو إعادة تأهيل اضطرابات الجهاز العصبي؛ مثل الخرف والاضطرابات التنكسية العصبية وإصابات الدماغ الرضية والنوبات وصعوبات التعلم والأمراض المعدية وغيرها من القضايا العصبية والنمائية العصبية.


شارك المقالة: