تعتبر مرحلة البلوغ من أكثر المراحل العُمرية التي يمُرُّ بها الفرد بحساسيةً، فهو يتحرك من مرحلة الطُّفولة ثمَّ البُلوغ والمُراهقة، ليصل بعدها إلى مرحلة اكتمال النُّضج والشباب. تُعتبر فترة البُلوغ فترة مهمَّة جداً، إذ يحتاج الفرد فيها إلى الكثير من الحاجات والمُتطلّبات النفسيّة والفسيولوجيّة، يجب محاولة تلبية هذه الحاجات وإشباعها، محاولة تقديم المُساعدة للمراهق؛ ذلك من أجل الوصول إلى حالة من الاستقرار، التكيّف الذاتيّ، التكيف الاجتماعي، إضافةً إلى تقديم الطُّرق والأساليب التي تُساهم في التخلُّص من القلق، التوتر، المخاوف بأشكالها. يجب المُحافظة على التوازن بين اتجاهات المراهق إزاء مرحلة البلوغ والظُّروف الاجتماعيّة، التي من المُفترض أن تكون عنصر إيجابي في تكوين الاتجاهات السويِّة للمُراهق سواء اتجاه نفسه أو اتجاه مجتمعه.
ما هو معنى البلوغ
أصل كلمة البلوغ لغةً، من الفعل بَلَغَ أي يبلُغ بُلوغ، بلغ الغلام أي أنّه أدرك سنّ الرُّشد، وصل إلى مرحلة اكتمال الرُّجولة، مصدرها بُلوغ، يعني عُمر اكتمال الإدراك، التمييز، نضوج الأعضاء التناسلية.
أمّا اصطلاحاً فهو مرحلة من مراحل النّمو والتطوُّر الفسيولوجي والنفسي، التي تحدُث قبل المراهقة، هي المُحَدِّد الأساسي لانتقال الفرد من مرحلة الطُّفولة إلى مرحلة المراهقة، إذ يصبح جسم الذكر والأنثى قادر على إتمام عمليّة التكاثُر والتناسُل،أيضاً هي المرحلة التي يكتسب فيها الطّفل الخصائص الجنسيّة الثانويّة، في الغالب تستغرق فترة البلوغ من أولّ ظُهور لها من سنتين تقريباً إلى خمس سنوات حتى تكتمل.
سن البلوغ عند الإناث
تبدأ علامات البُلوغ الأوليّة عند الفتيات بالظهور من عمر التسع سنوات أو العشر سنوات تقريباً، تبدأ فترة الحيض التي تُعتبر العلامة الرئيسيّة للبُلوغ عند الإناث بعد سنتين تقريباً من ظُهور الخصائص الجنسية الثانويّة، يتأثر زمن حُدوث عملية البلوغ بعوامل مختلفة، منها أنّ الفتاة البدينة قد تبلُغ قبل الفتاة النحيفة، أيضاً أنّ العامل الوراثي لهُ دور كبير في تحديد زمن حدوث هذه العمليّة، قد تتوقف عملية النّمو الجسمي عند الإناث بعد مرُور سنتين من أول ظهور وحدوث للحيض.
سن البلوغ عند الذكور
تبدأ التغيُّرات بالأجهزة التناسلية بالظُّهور عند الذكور، ذلك من عُمر الثانية عشرة وحتى الرابع عشرة، يحدث خلالها ظُهور وبروز واضح في العلامات والخصائص الجنسيّة الأولية والثانويّة، إلى أن تتِم بعدها عملية القفزة في النمو الجسمي والتناسُلي ما بين سن الثّالثة عشر والرابعة عشر، تستمر عمليات النّمو في البُنية الجسمية عند الذُّكور حتى سن الثامنة عشر.
ما هي علامات البلوغ
علامات البلوغ عند الأنثى
- التغيرات في البنية الجسميّة للفتاة، تظهر في ظهور وبروز الثديين، حيث أنّه من المُمكن أن يستمرا في النّمو حتى سن الثامنة عشر.
- زيادة في الطُّول والنمو في الأطراف، أيضاً منطقة الجذع.
- قد تحدث زيادة واضحة في الوزن عند بعض الإناث.
- تزداد الحركة في إفراز هرمون الأندروجين في الغدَّة الكظرية، إذ ينتج عن ذلك ظُهور ونمو للشّعر في أماكن مُختلفة من الجسم، مع تراكُم الدهون في بعض المناطق في الجسم.
- التغيرات في نسب الأحماض الدُّهنية في الغدد العِرقية، أيضاً يرافقها ظُهور رائحة قوية للعرق.
- ظهور حبّ الشباب.
- حدوث دورة الطّمث والحيض لأوّل مرَّة، حيث تبدأ غالباً بعد مُرور سنتين من ظُهور العلامات الجنسيّة الثانويّة.
والحيض: هو نزيف غزير يُصيب الأُنثى، نتيجة نُضج المبايض وإفرازها للبويضة، ترافقه بعض الآلام؛ ذك بسبب زيادة إفراز بعض الهرمونات، ممَّا يُسبب تقلُّصات في عضلة الرَّحم، وصبح جسم الفتاة على استعداد لحدوث عملية الحمل والتكاثُر.
علامات البلوغ عند الذكر
- زيادة ملحوظة في نمو حجم الأعضاء التناسليّة ونُضجها.
- خروج السائل المنوي من الذكور أثناء النوم، يسمَّى أيضاً بعمليّة الاحتلام، هي من أبرز العلامات التي تدُل بشكل قطعي واضح ومباشر على وُصول الذكر إلى مرحلة البلوغ والتّكليف.
- ظهور الشّعر في مناطق مُختلفة من الجسم، مثل الوجه، اليدين، الصدر وغيرها.
- زيادة واضحة في الطّول والوزن، نمو العضلات، تصبح العظام أكثر ثُقلاً وكثافة، يظهر تحوُّل في شكل الجسم، من جسم الطّفل الصغير إلى جسم رجُل بالغ.
- ظُهور حبّ الشباب والبُثور البيضاء والسّوداء؛ نتيجةً لزيادة إفراز الهرمونات.
- التغير الواضح في رائِحة العرق.
- بسبب إفراز هرمونات الأندروجين تنمو الحُنجرة والحِبال الصوتيّة بشكل كبير وواضح، تنتُج عنها ثخانة في الصوت وخشونته.
التغيرات العاطفية في سن البلوغ
يمكن للذّكور والإناث أن يُعانوا من التغيّرات العاطفية، التي تُصاحب التغيّرات الجسديّة التي لا يمكن حصرها في سنِّ البلوغ، من الممكن أن يصابوا بتقلّبات المزاج، القلق، الارتباك، الحساسية الزائدة، هذه التغيُّرات لا تتشابه مع جميع المُراهقين في سنِّ البلوغ، فهي تختلف بالاعتماد على استجابة المُراهق لعائلته، أصدقائه، من ناحية أخرى هي الفترة التي يتعلّم فيها كلا الجنسين مصالِحهم وأهدافهم الخاصّة، القدرة على التواصل مع الآخرين بطريقة أكثر نُضجاً.