مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعبر مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس عن أن هناك نوعًا من اللغز يمكن العثور عليه مع جمل وعبارات معرفية متنوعة تمت ملاحظتها بشكل متكرر عبر تاريخ الفلسفة النفسية، والتي تمت مناقشتها في العصور الكلاسيكية من قِبل علماء النفس المنطقيين، حيث كان العمل على هذه المشكلة جزءًا لا يتجزأ من تطوير المنطق الحديث.

مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس

أصبحت مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس موضوعًا للبحث المكثف في حد ذاتها يطلق على المفارقة أحيانًا اسم مفارقة الأمر المعقد للكذب؛ لأن هذا التقليد المعقد ينسب في جميع مجالاته لعلماء النفس  والفلاسفة الذين اشتهروا بمقولة إن جميع الكذب يعتبر أمر معقد لكن المحير في جمل الكذب لا يرتبط أساسًا بالنوايا أو الأعراف الاجتماعية أو أي شيء من هذا القبيل، بدلاً من ذلك يبدو أن لها علاقة بالحقيقة أو على الأقل بعض المفاهيم الدلالية المتعلقة بالحقيقة.

يُطلق على اللغز عادةً اسم مفارقة المعرفة الكاذبة على الرغم من أن هذا يُسمي حقًا عائلة من المفارقات المرتبطة بنوع الجملة المحيرة لدينا، ويُطلق عليها على نحو مناسب اسم إحدى المفارقات حيث يبدو أنها تؤدي إلى استنتاجات غير متماسكة مثل عبارة كل شيء صحيح.

في الواقع يبدو أن مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس تسمح لنا بالتوصل إلى مثل هذه الاستنتاجات على أساس المنطق، بالإضافة إلى بعض المبادئ الواضحة جدًا التي تم اعتبارها أحيانًا مبادئ المنطق، وبالتالي لدينا حالة مدهشة إلى حد ما لشيء قريب أو مشابه للمنطق وحده يقودنا إلى عدم الاتساق.

لماذا يقع الناس في فخ مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس

عند النظر في العوامل التي قد تؤثر على ما يعتقده الناس، من الضروري التمييز بين طريقتين مختلفتين جوهريًا لتصور الإيمان بالمعرفة الصحيحة والكاذبة، يتمثل أحد الأساليب الشائعة في التركيز على تمييز الحقيقة أو إلى أي مدى يُعتقد أن المعلومات المضللة مرتبطة بالمحتوى الدقيق.

حيث يُحسب التمييز عادةً على أنه الإيمان بالمعرفة الحقيقية مطروحًا منه الإيمان بالمعرفة الكاذبة، الذي يلتقط الدقة لمعتقدات الفرد وبالتالي يعطي نظرة ثاقبة للفشل في التمييز بين المحتوى الصحيح والخطأ.

نهج آخر هو التركيز على الاعتقاد العام في مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس أو إلى أي مدى يتم تصديق المعرفة بغض النظر عن دقتها، حيث أنه بشكل حاسم لا يجب أن تؤثر العوامل التي تغير الاعتقاد العام على قدرة الناس على قول الحقيقة من الباطل في زيادة أو نقصان الإيمان بالمعرفة الصادقة والخطيرة إلى حد مكافئ ليس له أي تأثير على الدقة الكليّة لمعتقدات الفرد أي لا يؤثر تمييز الحقيقة.

دوافع مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس

تتمثل دوافع مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الدوافع الاجتماعية

من الروايات الشائعة أن الفشل في التمييز بين المعرفة الصحيحة والكاذبة متجذر في الدوافع الاجتماعية، على سبيل المثال قيل إن الناس هم المستهلكين المتحمسين للمعلومات الخاطئة؛ أي أنهم يشاركون في الإدراك الواقي للهوية عندما يواجهون محتوى ذي قيمة اجتماعية.

وهذا يقودهم إلى الإفراط في الاعتقاد بالمحتوى الذي هو بما يتوافق مع هويتهم الاجتماعية ويشككون بشكل مفرط في المحتوى الذي لا يتوافق مع هويتهم الاجتماعية.

يميل الناس إلى تصديق محتوى المعرفة المتوافقة مع تحيزهم الاجتماعي ومن المهم أن نلاحظ أن تأثير التوافق الاجتماعي عادة ما يكون أقل بكثير من تأثير الصدق الفعلي للمعرفة الاجتماعية، بعبارة أخرى يُعتقد أن المعرفة الحقيقية ولكن المتضاربة اجتماعياً عادة ما تكون أكثر بكثير من المعرفة الكاذبة ولكنها متوافقة اجتماعياً التي لا تتفوق على الحقيقة، علاوة على ذلك فإن الإيمان العام الأكبر بالمعرفة المتسقة اجتماعيًا لا يشير بالضرورة إلى المنطق ذي الدوافع الاجتماعية.

يمكن أن تنشأ مثل هذه الاختلافات حتى من الاستدلال العقلاني غير المتحيز المبني على المعتقدات الواقعية السابقة التي تختلف عبر الخطوط الاجتماعية، حيث أن المنطق أو عدمه في مفارقة المعرفة الكاذبة مرتبط بقوة بتمييز الحقيقة أكثر من التوافق الاجتماعي، في حين أن التوافق الاجتماعي أكثر ارتباطًا بالاعتقاد العام أكثر من المنطق.

في الدوافع الاجتماعية لمفارقة المعرفة الكاذبة كان الاختلاف في تمييز الحقيقة هو الإيمان بالمعرفة الحقيقية مطروحًا منه الإيمان بالمعرفة الكاذبة بين الأفراد الذين سجلوا درجات أعلى في اختبار الانعكاس المعرفي بالنسبة لأولئك الذين سجلوا درجات أقل وبين العناوين الرئيسية التي كانت متوافقة اجتماعياً بالنسبة إلى التناقض الاجتماعي في الانهيار على الانعكاس المعرفي للفرد المشارك.

2- الدوافع المنطقية

منظور آخر حول القدرة على التمييز بين الحقيقة ومفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس يأتي من مجال التفكير في الدوافع المنطقية، حيث يركز العمل في هذا السياق بشكل خاص على نظريات العملية المزدوجة التي تنص على أن التفكير التحليلي يمكن أن يتجاوز الاستجابات التلقائية والحدسية، ودور التفكير التأملي في القدرة على تمييز المعرفة الكاذبة أو المزيفة عن الحقيقة.

في الدوافع المنطقية في مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس تعتبر نظريات العملية المزدوجة مكونًا أساسيًا للبحث في علم التفكير الإدراكي، حيث تجادل هذه النظريات بأن الإدراك البشري يمكن تقسيمه إلى نوعين مختلفين جوهريًا من العمليات التي تختلف من حيث خصائصها التي تتميز أساسًا بالتلقائية مثل مخرجات الحدس للمعرفة ويتبادر إلى الذهن مباشرة كاستجابة للمحفز، والمعالجة من النوع الثاني التي تتميز بالتداول الذي قد ينشأ أو لا ينشأ في ضوء ناتج حدسي معين.

يعتبر المزيد من حسابات التفكير الكلاسيكية أي الحسابات الأكثر اتساقًا مع العمل على منطق العملية المزدوجة في المجالات الأخرى تصور استدلال غير حدسي في مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس مسؤول عن تصحيح الحدس الخاطئ، لذلك يتنبأ هذا المنظور بأن الأشخاص الذين يتداولون أكثر سيكونون ببساطة أقل احتمالًا لتصديق المحتوى الخاطئ للمعرفة الكاذبة وتقييمها.

تكون العلاقة بين الانعكاس المعرفي وعدم الإيمان بالمعرفة المزيفة أقوى في الحالات التي يكون فيها المحتوى غير قابل للتصديق بشكل أكثر وضوحًا، ويشير هذا إلى أنه في الحالات التي يتوقف فيها الناس ويفكرون بالفعل من المحتمل أن تكون المعرفة السابقة ذات الصلة عاملاً بالغ الأهمية، في الواقع ترتبط المعرفة الاجتماعية بشكل إيجابي بتمييز الحقيقة في محتوى المعرفة الاجتماعية.

وفي النهاية نجد أن:

1- مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس تتمثل في البحث عن جميع المعلومات التي تلغي الألغاز التي تدور حول الجمل المعرفية من حيث المعرفة الاجتماعية أو المعرفة المنطقية.

2- تتمثل مفارقة المعرفة الكاذبة في علم النفس في العديد من الدوافع، حيث تعتبر أهم هذه الدوافع هي الدوافع الاجتماعية لهوية الفرد الاجتماعية، والدوافع المنطقية للمعرفة.


شارك المقالة: