اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الأهداف في علم النفس الاجتماعي
- الميزات المشتركة بين جميع الأهداف في علم النفس الاجتماعي
- تاريخ وخلفية مفهوم الأهداف في علم النفس الاجتماعي
مفهوم الأهداف في علم النفس الاجتماعي:
الأهداف في علم النفس الاجتماعي هي صورة من صور التنظيم الذاتي الذي يعود إليه الأشخاص؛ من أجل تحقيق طموحات معينة، حيث أنه يحدث عن طريق إصرار واهتمام الشخص في النجاح للوصول له، تساهم الأهداف ردود الفعل المتكيفة والمرتبطة مع ميول الشخص، والسلوكيات التي يتم ضبطها وخاصة عمل وإنجاز الفرد الأكثر مرونة، حيث يمتلك الإنسان القوة الكاملة في على ردود فعلهم بما يتجاوز النزعات القائمة على أساس فسيولوجي.
الميزات المشتركة بين جميع الأهداف في علم النفس الاجتماعي:
تتمثل الميزات المشتركة بين جميع الأهداف في علم النفس حسب تصنيف علماء النفس من خلال ما يلي:
الأفكار العقلية:
تعتبر الأهداف هي عبارة عن أفكار عقلية، أو عمليات ذهنية، بمعنى أنها قائمة في الإدراك العقلي، وبالتالي يمكن فقط الاستدلال عليها، بدلاً من كشفها من خلال المراقبة، علاوةً على ذلك تشتمل الأهداف على الأفراد التي تستعمل العمليات المعرفية في عملية التنظيم الذاتي، ومنها لا يمكن الحكم على سلوكيات الحياة النباتية على أنها مصوبة نحو الهدف.
على سبيل المثال تتفاعل النباتات بشكل مباشر مع الظروف المحيطة بها في الطبيعة، حيث يستجيب برد الفعل وحده، وعلى نفس المنوال لا يُنظر إلى الوظائف الفسيولوجية لدى البشر، مثل الهضم أو الدورة الدموية، على أنها موجهة نحو الهدف لسبب مماثل بل يتم تنفيذ هذه الوظائف تلقائيًا، دون أي تفكير بشأن المستقبل.
الأحداث المستقبلية:
عند الانخراط في سلوك موجه نحو الهدف، يأخذ الناس في الاعتبار الأحداث المستقبلية، ويتصرفون بطرق تسهل أو تمنع حدوثها، وبالتالي فإن السلوك الإنساني الموجه نحو الهدف لا يستلزم ببساطة استجابة فورية لمنبه معين، بحيث أن الجفل هو استجابةً لضوضاء مرتفعة على سبيل المثال لن يشكل سلوكًا موجهًا نحو الهدف، ومن الأهمية بمكان دور الصورة الذهنية لاحتمال المستقبل التي تؤثر على السلوك الحالي.
الالتزام:
يشير الالتزام بالهدف إلى الدرجة التي يكرس بها الشخص متابعة هدفه، بحيث أنه فقط عندما يلتزم الفرد ببعض الإجراءات يتم تبني الهدف، ومع ذلك ليست كل الأهداف ملتزمة بالتساوي، بل قد يختلف مستوى الالتزام بشكل كبير، وهذا التباين له آثار مهمة على الجهد والمثابرة والاستيعاب في عملية متابعة واستمرار تحقيق الهدف.
بينما يتطلب الالتزام بالهدف قرارًا واعيًا، بمجرد أن يتم تطبيقه يمكن تفعيل الأهداف بشكل حاصر كعملية مباشرة، مما يؤثر على السلوك خارج الإدراك الواعي للفرد.
النهج أو التجنب:
يمكن تصنيف جميع الأهداف كواحد من نوعين أي منها ما يركز على النهج أو ما يركز على التجنب، حيث تركز أهداف النهج على السعي لتحقيق نتيجة إيجابية، مثل تسجيل أعلى من 90 في اختبار محدد، في المقابل تركز أهداف التجنب على التهرب من نتيجة سلبية، على سبيل المثال تسجيل أقل من 90 في اختبار معين، وفي كلتا الحالتين محتوى الهدف هو نفسه، ومع ذلك فإن الإطار النفسي يختلف، والذي له تأثير مهم على طريقة تجربة الأهداف.
تاريخ وخلفية مفهوم الأهداف في علم النفس الاجتماعي:
كانت الأهداف موجودة طوال تاريخ الفكر النفسي، وغالبًا ما يُنظر إلى أرسطو على أنه أول مفكر نفسي حقيقي، وتشير كتاباته بوضوح إلى طبيعة السلوك الإنساني المصوبة نحو الهدف، حيث أنه بالنسبة لأرسطو، يعتبر السلوك دائمًا هادف، ويُنظر إلى الحالات المستقبلية المتخيلة على أنها ذات تأثير مهم على الفعل البشري.
استخدم أرسطو عمل نحات صنع تمثالًا لتوضيح فكرة الهدف والتوجيه، يقف النحات أمام كتلة من الرخام، ولديه فكرة عما هو مطلوب في نهاية عملية النحت، حيث يُعتقد أن هذه الحالة النهائية المتخيلة هي التي تحدد الوسيلة التي يتم بها حفر الرخام أثناء قيام النحات بإنتاج التمثال.
يُنظر إلى فريدريش هيربارت عمومًا على أنه أول باحث يدعو إلى إجراء تحليل علمي للتمثيلات العقلية، مستشهدين بالتفسيرات ذات الصلة بالهدف للسلوك البشري، حيث ذكر العديد من معاصري هيربارت أيضًا المفاهيم ذات الصلة بالهدف، لكن اهتمامهم الرئيسي كان ببساطة في تفصيل طبيعة النشاط العقلي.
ظلت الأهداف على هامش الأدبيات النفسية طوال الجزء الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عندما ظهرت التعبيرات ذات الصلة بالهدف، كان مصطلح النهاية يستخدم عادة، أو في بعض الأحيان الهدف أو الشيء، في عمل مدرسة ورتسبورغ ظهرت الأهداف في المقدمة في التنظير النفسي وحظيت باهتمام مفاهيمي وتجريبي مستمر.
مع صعود المدرسة السلوكية في العقد الثاني من القرن العشرين، بدأت العمليات العقلية بما في ذلك الأهداف، تُنظر إليها على أنها خارج نطاق علم النفس العلمي، خلال هذا الوقت حدث تحول، حيث سعى علم النفس إلى قصر نفسه على السلوك الذي يمكن ملاحظته، والأحداث العقلية الداخلية مثل الأهداف اعتبرت غير قابلة للرصد وبالتالي غير علمية.
ومع مرور الوقت شكك علماء النفس في وجهة النظر هذه، وكان إدوارد تولمان من بين أول من فعل ذلك حيث لاحظ أن السلوك يعتبر فقط سلوك سلبي، بصفته عالمًا سلوكيًا سعى تولمان إلى تفسير طبيعة السلوك التي تسعى إلى تحقيق الهدف على ما يبدو، مع الاستمرار في الاعتماد على السلوك الذي يمكن ملاحظته.
عند القيام بذلك حدد الهدف على أنه الكائن أو الموقف الذي يتحرك أو بعيدًا عنه الكائن الحي، ومنها تعد مساهمات تولمان مهمة من حيث أنها ساعدت في الاحتفاظ بمكانة مركزية للأهداف في علم النفس الاجتماعي، مما يدل على أن السلوكية وبناء الأهداف لم تكن بالضرورة غير متوافقة.
طور كورت لوين المعاصر لتولمان، تحليلًا ديناميكيًا مفصلاً للسلوك الذي كان قائمًا على الهدف بلا خجل، منها حاول لوين إنشاء حساب نظري شامل للسلوك من خلال التركيز على الأهداف تجاه السلوك الذي تم توجيه السلوك أو بعيدًا عنه، أي اعتقد لوين أن الأهداف هي الأنشطة أو الأشياء ذات القيمة الإيجابية أو السلبية التي تجذب الشخص أو تنفره على التوالي.
بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي كان بناء الهدف قد ظهر في الأدبيات النفسية، كانت كلمة الهدف شائعة وتم استخدامها كمصطلح علمي لوصف أو شرح الظواهر النفسية، ومنها ركز معظم العمل اللاحق على إدخال اختلافات محددة في بنيات الهدف أو تطبيق بناء الهدف لدراسة القضايا التحفيزية المختلفة.
بعدها تم ظهور صورة إلكترونية للسلوك الموجه نحو الهدف في أواخر الأربعينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، وخاصة عند استعمال الآلات كرمز للطريقة التي تعمل بها الأهداف كمكملات للعمليات التي ترفع الصحة النفسية وتعادلها للفرد، وهذه تعتبر كمعايير هي جزء من آلية نفسية تُستخدم لتنظيم سلوكهم.