مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتم تحديد مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس أيضًا من خلال الجهود المبذولة للحفاظ على المستوى الأمثل من القرب من المجموعة، حيث أنه كلما شعر الأفراد أنهم أقرب إلى المجموعة، زاد احتمال رؤيتهم لأنفسهم على أنهم يمتلكون خصائص مرتبطة بالمجموعة، على العكس من ذلك عندما يرى أعضاء المجموعة أنفسهم مختلفين بشكل واضح عن الأعضاء الآخرين في مجموعتهم، فإنهم ينخرطون في مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس لتقليل هذا الشعور.

مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس

يحدث مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس عندما تتوافق قيم الأفراد حول سماتهم الأساسية مع القيم الشائعة حول سمات الفريق الذي ينتمون إليه، حيث يتم قياس هذا بشكل عام بإحدى طريقتين، تتمثل الأول منها يتضمن قياس الدرجة التي يصف بها الأفراد أنفسهم باستخدام الخصائص التي يُعتقد عمومًا أنها تصف أعضاء مجموعتهم بشكل عام.

على سبيل المثال عندما هناك اعتقاد شائع بأن بعض الأفراد بشكل عام ضعيفين في الرياضيات، فإن تقييم ما إذا كان هؤلاء الأفراد يشعرون وكأنهم فقيرين وضعيفين في الرياضيات سيكون متسقًا مع هذه الطريقة في قياس التنميط الذاتي.

الطريقة الثانية التي يقيس بها الباحثين مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس هي تحديد مقدار التشابه بين كيفية رؤية أعضاء المجموعة الفردية لمجموعتهم أو عضو الفريق النموذجي وكيف يرون أنفسهم، علي سبيل المثال قد يسأل الباحثين الأعضاء الفرديين في الأخوية عن مدى تشابههم مع عضو نموذجي في أخويتهم.

يستخدم بعض الباحثين مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس لوصف الفرد كونه عضوًا في مجموعة يُنظر إليها يقلل بشكل سلبي من احترام الذات، أو عندما يؤيد أعضاء المجموعة القيم والأفكار النمطية حول مجموعتهم، أو عندما تكون سلوكيات أفراد الفريق الفردية الواحدة متوافقة مع الصور والأفكار النمطية عن فريقهم، ومع ذلك فإن هذه الاستخدامات لمفهوم التنميط الذاتي في علم النفس لا تتناسب مع التعريف السائد له.

أهمية مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس

تاريخيًا كان مفهوم التنميط الذاتي مهمًا في علم النفس الاجتماعي؛ وذلك لأن المنظرين وعلماء النفس البارزين اعتقدوا أنه كان نتيجة لا مفر منها لعضوية المجموعة، حيث أنهم قد جادلوا في تصورهم للقوالب والأفكار النمطية الذاتية على نطاق أوسع مما هو معمول به اليوم، حيث أن النظر إليهم بطريقة معينة بسبب عضوية مجموعة الفرد يجب أن يؤثر بلا شك على كيفية رؤية أعضاء المجموعة الفردية لأنفسهم.

تنبع الأهمية الحديثة لمفهوم التنميط الذاتي في علم النفس من الوظائف التي يُعتقد أنها تخدمها، حيث يجادل بعض الباحثين في علم النفس بأن مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس يمكن أن يترجم إلى قيم وسلوكيات تساعد في دعم عدم المساواة القائمة بين المجموعات في المجتمع الواحد الذي ينتمي إليه العديد من الأفراد.

ويجادل باحثين آخرين بأن مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس يلبي الحاجة إلى الشعور بالقرب من أعضاء المجموعة الآخرين، أي بين مجموعتين مختلفتين، ومن هذا المنظور فإن مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس مفيد لأنه يخلق إحساسًا بوحدة المجموعة والتضامن.

متى ولماذا يتكون مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس

على الرغم من أن المنظرين الأوائل من علماء النفس الاجتماعي اعتقدوا أن مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس أمر لا مفر منه تقريبًا، إلا أن الباحثين المعاصرين أظهروا أن حدوث مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس يعتمد على عدة أشياء، أحدها مدى سهولة تخطر ببال عضوية المجموعة، حيث أنه كلما زادت سهولة حدوث ذلك، زادت احتمالية قيام الفرد بتصوير الذات بما يتماشى مع المعتقدات حول تلك المجموعة.

تزداد سهولة ظهور عضوية المجموعة في الذهن كدالة على مدى كونها غير عادية في بيئة اجتماعية معينة، على سبيل المثال كون وجود المرأة الوحيدة في اجتماع مجلس الإدارة للعمل سوف يجلب هذه العضوية إلى الذهن، وبالتالي يعزز احتمالية مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس، سوف يتبادر إلى الذهن أيضًا عضوية المجموعة بسهولة أكبر إذا تم ملاحظة الانقسامات بين المجموعات المختلفة.

على سبيل المثال إذا شارك رجلان وامرأتان في مناقشة وتميل إلى التوصل إلى اتفاق، ثم ستبقى هوياتهم الجنسية في الخلفية إلى حد كبير، ومع ذلك إذا ظهر خلاف على أساس النوع الاجتماعي، فستصبح هوياتهم الجنسية أكثر وضوحًا وسيحدث مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس على الأرجح.

كما أن المشاعر كما لو أن مجموعة الفرد مهددة تزيد أيضًا من مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس، يمكن أن يأتي التهديد في شكل كون الفرد ذو أقلية أو منخفضة المكانة وكذلك الشعور بأن المجموعة لا تختلف بشكل كافٍ عن المجموعات الأخرى المجاورة سواء أكانت متشابهة الأهداف أو مختلفة، ومع ذلك فإن الاستجابة للتهديد في مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس تعتمد على مدى قرب الشخص من المجموعة.

الأشخاص الذين يشعرون بأنهم قريبين جدًا من مجموعاتهم هم أكثر عرضة للاستجابة للتهديدات المؤقتة والمزمنة للوضع مع زيادة مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس عن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم أقل قربًا من مجموعتهم، حيث أنه يتم تحفيز الأشخاص الذين يشعرون بأنهم قريبون جدًا من المجموعة للحفاظ على العلاقات الاجتماعية والشخصية مع المجموعة خاصتهم وبالتالي التعامل مع التهديد بطرق تحمي المجموعة ومكانهم داخلها.

أخيرًا تعمل العلاقات الاجتماعية والشخصية الوثيقة بين الأشخاص كمسارات يمكن للأفراد من خلالها الوصول إلى الصور والأفكار النمطية الذاتية في مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس، حيث أن الأشخاص الذين يفكرون بالقرب من الآخرين، أو شخصًا جديدًا يرغبون في الانضمام إليه، لديهم معتقدات وقيم نمطية حول مجموعتهم، هم أكثر عرضة لرؤية أنفسهم بطريقة نمطية.

الاتجاهات المستقبلية لمفهوم التنميط الذاتي في علم النفس

تطور فهم مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس بمرور الوقت، حيث أن الباحثين الآن في وضع أفضل لوصف كيف ومتى سيظهر مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس، ومع ذلك لا تزال هناك العديد من الأسئلة الهامة دون إجابة، أحد هذه الأسئلة هو ما إذا كان مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس يحدث لكل من خصائص المجموعة الإيجابية والسلبية.

وجدت بعض الأبحاث النفسية أن مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس يحدث فقط للسمات والسلوكيات الإيجابية، بينما وجدت أبحاث نفسية أخرى أن مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس للسمات والسلوكيات الإيجابية والسلبية، وسؤال آخر يتعلق بعواقب مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس، على سبيل المثال قد يكون من المفيد معرفة متى يؤدي مفهوم التنميط الذاتي في علم النفس إلى السلوك الإنساني المقابل ولا يؤدي إليه.


شارك المقالة: