اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الموقف في علم النفس الاجتماعي
- متى توجه المواقف السلوك؟
- كيف يحدد علماء النفس المواقف؟
- كيفية بناء الموقف في علم النفس
- العلاقة بين المواقف والسلوك
مفهوم الموقف في علم النفس الاجتماعي:
مفهوم الموقف في علم النفس الاجتماعي: هو مجموعة من العواطف والقيم والتصرفات نحو شيء أو شخص أو موقف أو حدث معين، وغالبًا ما تكون المواقف ناتجة عن التجارب المتكررة للشخص أو التنشئة التي يعيش بها الشخص، ويمكن أن يكون لها تأثير قوي على السلوك الإنساني، وبينما تستمر هذه المواقف فإنها يمكن أن تتغير أيضًا.
يحتفظ علماء النفس الاجتماعي بمصطلح الموقف للإشارة إلى تقييمنا الدائم نسبيًا لشيء ما، حيث يسمى الشيء كائن الموقف، وقد يكون كائن الموقف شخصًا أو منتجًا أو مجموعة اجتماعية، وعندما نقول أن المواقف هي التقييمات، فإننا نعني أنها تنطوي على تفضيل لصالح أو ضد كائن الموقف، كما في مصطلحات مثل “تفضيل أو كره أو العداء أو المحبة”.
عندما نعبر عن مواقفنا على سبيل المثال، عندما نقول أحب السباحة، أو أكره الأفاعي وغيرها من التفضيلات والميول والاتجاهات، فإننا نعبر عن العلاقة سواء كانت إيجابية أو سلبية بين الذات والموقف المحدد، أي أن المواقف جزء مهم من مفهوم الذات لكل شخص.
كل إنسان لديه آلاف المواقف، بما في ذلك تلك المتعلقة بالعائلة والأصدقاء، والشخصيات البارزة، وتفضيلات الموسيقى، وأكثر من ذلك بكثير، وتختلف المواقف الشخيصة باختلاف الأفراد، وكل موقف من مواقفنا له خصائصه الفريدة الخاصة به، ولا يأتي إلينا موقفان أو يؤثران علينا بنفس الطريقة تمامًا، ومن خصائص المواقف ما يلي:
- تعتبر بعض المواقف موروثة، على الأقل بشكل جزئي عن طريق الانتقال من الآباء.
- يتم تعلم المواقف الأخرى في الغالب من خلال التجارب المباشرة وغير المباشرة مع كائنات تتعلق بمفهوم الموقف فممكن أن يتم تعلمها من خلال وسائل الإعلام، أو من خلال تفاعلاتنا مع الأصدقاء.
متى توجه المواقف السلوك؟
يهتم علماء النفس الاجتماعي بشكل خاص بالجانب السلوكي للمواقف؛ نظرًا لأنه من الطبيعي أن تكون أبجديات مواقفنا متسقة إلى حد ما على الأقل، فإن سلوكنا يميل إلى اتباع تأثيرنا وإدراكنا المتوقع، فإذا قرر الشخص أن لديه إدراك إيجابي أكثر وتأثير إيجابي تجاه شيء أكثر من الآخر، فسوف يتوقع بشكل طبيعي أنه سيختار الأول.
إن مبدأ تناسق المواقف بالنسبة لأي كائن موقف معين، فإن أبجديات النتائج والسلوك والإدراك تتماشى بشكل طبيعي مع بعضها البعض، وبالتالي يتنبأ بأن مواقفنا على سبيل المثال، كما تم قياسها من خلال مقياس التقرير الذاتي من المرجحة لتوجيه السلوك، وأن المواقف المعبر عنها بشأن مقاييس التقرير الذاتي تتنبأ بالسلوك الإنساني.
لا يمكن اعتبار أن مواقفنا تمثل العامل الوحيد الذي يؤثر على قرارنا بالتصرف، ومفاهيم السلوك المخطط، التي وضعتها مارتن فيشبين توضح الصلة والتناسق بين كل من الموقف وسلوكنا من خلال ثلاثة متغيرات رئيسية تتمثل فيما يلي:
- الموقف تجاه السلوك عندما يكون شديد ومتين فهو أفضل.
- القواعد والقوانين الذاتية تزيد من تفاعلنا مع الأشخاص والأمور التي نميل لها ونسعى لتحقيقها.
- الإدارة والقيادة السلوكية المدركة في أي مستوى نعتقد أنه يمكننا بالتأكيد أداء السلوك المطلوب.
إن مدى التناسق بين المواقف المختلفة التي يتم فيها التعبير عن التقييمات والتصرفات هو أمر مهم، وهناك ارتباط أكبر بين المواقف والسلوك عندما تتطابق نفس المواقف مع بعضها البعض، أي فهوم الموقف الفردي الواحد والمواقف الجمعية المتعددة في تناسق بين صفاتها وأدائها.
كيف يحدد علماء النفس المواقف؟
يرى علماء النفس أن الموقف هو صفة مكتسبة لتقييم الأشياء بطريقة معينة، ويمكن أن يشمل ذلك تقييمات الأشخاص أو المشكلات أو الأشياء أو الأحداث، وغالبًا ما تكون مثل هذه التقييمات إيجابية أو سلبية، ولكنها قد تكون أيضًا غير مؤكدة في بعض الأحيان، مما أدى إلى وضع علماء النفس مكونات لمفهوم الموقف تتمثل فيما يلي:
1- المكون المعرفي:
يتمثل هذا المكون من أفكارنا وقيمنا التي تنشأ حول المفاهيم والأشخاص وغيرهم.
2- المكون العاطفي:
يتمثل هذا المكون في كيفية تأثير الأحداث والأشخاص علينا، وكيفية قدرتهم على التأثير بنا والتأثير على مشاعرنا تجاهها.
3- المكون السلوكي:
يتمثل هذا المكون في أهمية التناسق الذي يحدث عن طريق تأثير الموقف والتصرفات على بعضها البعض، بحيث يمكن أن تكون المواقف واضحة فتتمثل في تلك التي ندركها بوعي والتي تؤثر بوضوح على سلوكياتنا وقيمنا، والمواقف غير الواضحة في اللاوعي التي لها تأثير على معتقداتنا وسلوكياتنا.
كيفية بناء الموقف في علم النفس:
هناك الكثير من المثيرات والعناصر التي يمكن أن تؤثر على كيفية بناء الموقف للفرد، والتي تتمثل من خلال ما يلي:
1- الخبرة:
تتشكل المواقف بشكل مباشر كنتيجة للتجربة المستمرة للفرد، حيث أنها قد تظهر بسبب تجربة شخصية مباشرة، أو قد تنتج عن الملاحظة.
2- عوامل اجتماعية:
يمكن أن يكون للأدوار الاجتماعية والأعراف الاجتماعية تأثير قوي على المواقف، حيث تتعلق الأدوار الاجتماعية بالطريقة التي يتوقع أن يتصرف بها الناس في دور أو سياق معين، بحيث تتضمن الأعراف الاجتماعية قواعد المجتمع فيما يتعلق بالسلوكيات التي تعتبر مناسبة.
3- التعلم:
يمكن تشكيل الموقف عن طريق الملاحظة والتعلم، بحيث يمكن تعلم المواقف بعدة طرق، فممكن أن يتم من خلال استخدام مفهوم التكيف للتأثير على موقف الشخص تجاه شيء معين، وممكن من خلال التدريب على العديد من السلوكيات المشابهة لها، وتكون للشخص موقف مشابه له.
4- التوافق:
يمكن أيضًا استخدام للتأثير على كعامل التوافق من أجل تطور المواقف، بحيث يتوافق كل فرد بالمحيط الذي يعيش به، ويتأثر بتعليقات كل من حوله، فمن الممكن أن يقوم شخص يسلوك لا يرغبه الجميع مما يزيد من تعليقاتهم ونصائحهم له، وهذا يجعله يترك ما هو عليه ويتوافق مع من حوله.
5- الملاحظة:
يتعلم الناس أيضًا المواقف من خلال مراقبة الأشخاص من حولهم، وعندما يتبنى شخص نحترمه بشدة موقفًا معينًا، فمن المرجح أن نطور ونكوّن نفس المعتقدات والقيم، على سبيل المثال، يقضي الأطفال وقتًا طويلاً في مراقبة مواقف آبائهم ويبدأون عادةً في إظهار وجهات نظر مماثلة.
العلاقة بين المواقف والسلوك:
يفترض علماء النفس أن الناس يتصرفون وفقًا لمواقفهم، ومع ذلك فقد وجدوا علماء النفس الاجتماعي لاحقاً أن المواقف والسلوك الفعلي لا يتماشيان دائمًا مع بعضها البعض بشكل تام، حيث أن بعض الأفراد يدعمون عمل معين ولكن يكون هناك وقت لا يستطيع هذا الشخص إنجاز مثل هذا العمل.
في بعض الحالات، قد يغير الأشخاص مواقفهم من الأساس من أجل أن تتناسق وتتماشى بشكل أفضل مع سلوكهم، ويعتبر التنافر المعرفي من السلوكيات التي تسبب للشخص ضائقة نفسية بسبب الاتجاهات أو القيم المتضاربة، ومن أجل تقليل هذا التوتر والخلل، قد يغير الناس مواقفهم لتعكس قيمهم الأخرى أو سلوكياتهم الفعلية.