نموذج نظرية التعلم التجريبي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر عملية التعليم عملية ليست بسيطة للغاية حيث أصبح مفهومها النظري مجالاً للنقاش في فترة القرن الماضي، ومن هذا نستنتج أنه الغريب أن نشاهد أنه في العلوم ذات الصلة في العلوم التربوية لم يتفقوا العلماء على إيجاد ماهية التعلم وطريقة حدوثه، حيث أنه يوجد العديد من النظريات التي يجب مناقشتها.

نموذج نظرية التعلم التجريبي

بغض النظر عن أن العديد من المعلمين لديهم خبرة في طريقة التعلم، إلا أن تجربة تعريفه تعد مهمة معقدة، حيث أن تعريف المفهوم يعد ليس سهلاً ويمكن تفسيره بعدة طرق مختلفة، حيث أن تاريخ التعليم التجريبي نفسه دليل على ذلك، ومع ذلك يمكن أن يفهم بشكل غير مباشر أن التعلم هو نتيجة التجربة التي تختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر حسب خصائصهم أي كل التغييرات السلوكية والعقلية.

توجد العديد من النظريات حول التعلم بقدر ما توجد طرق لمشاهدتها، حيث أنه من الصعب تعداد عدد النظريات بالضبط لأنه حتى في نفس السياق الحالي يمكن أن يختلف في كيفية حدوث التعلم وما هو عليه، وبالمثل ما يمكن قوله هو أن دراستها العلمية نشأت في أوائل القرن العشرين ومنذ ذلك الحين سعت إلى الإجابة عن كيفية حدوث هذه العملية التعليمية المهمة.

تعتمد نظريات التعلم من خلال التجربة على النظريات البنائية الاجتماعية للتعلم، ولكنها تضع الخبرة في مركز عملية التعلم، وذلك لفهم كيف تحفز التجارب الطلاب وتحفزهم على التعلم، ينظر إلى التعلم بهذه الطريقة على أنه مجموعة من التجارب الهادفة التي تحدث في الحياة اليومية، مما يؤدي إلى تغييرات في معرفة الفرد وسلوكه، والمؤلف الأكثر تأثيراً في هذا المنظور هو كارل روجرز، الذي اقترح أن التعلم التجريبي هو الذي يتم بمبادرته الخاصة، حيث يكون لدى الطلاب ميل طبيعي للتعلم، بالإضافة إلى تعزيز موقف كامل من المشاركة في عملية التعلم.

يمكن للمعلمين الذين يفهمون نظريات التعلم تحسين الفصل الدراسي بشكل أفضل ومساعدة المزيد من الطلاب على التعلم بطرق تناسبهم، كون المعلم مدرسًا ناجحًا يعني التركيز على أفضل السبل لمساعدة الطلاب على النجاح، وينبغي على المعلم التعرف على الأمور التي تتعلق بنظرية التعلم التجريبي وكيف يمكن للمدرسين استخدامها من أجل مساعدة الطلاب.

حيث أن التعلم الملموس هو عندما يحصل المتعلم على تجربة جديدة، أو يفسر تجربة سابقة بطريقة جديدة، حيث تأتي الملاحظة الانعكاسية بعد ذلك حيث يفكر المتعلم في تجربته شخصيًا، يستخدمون عدسة خبرتهم وفهمهم للتفكير فيما تعنيه هذه التجربة، يحدث التصور التجريدي عندما يشكل المتعلم أفكارًا جديدة أو يعدل تفكيره بناءً على التجربة وانعكاسه عليها.

التجريب النشط هو المكان الذي يطبق فيه المتعلم الأفكار الجديدة على العالم من حوله، لمعرفة ما إذا كان هناك أي تعديلات يجب إجراؤها، ويمكن أن تحدث هذه العملية خلال فترة زمنية قصيرة أو على مدى فترة زمنية طويلة، ذهب كولب من أجل أن يشرح أن المتعلمين سوف يكون لديهم تفضيلاتهم الخاصة لكيفية دخولهم في حصة التعلم التجريبي، وأن هذه التفضيلات تتلخص في حصة التعلم.

أنماط التعلم في نظرية التعلم التجريبي

تعتمد دورة التعلم التجريبي على فكرة أن لكل شخص نوعًا معينًا من ميول التعلم، وبالتالي فهي مهيمنة في مراحل معينة من التعلم التجريبي، على سبيل المثال سوف يكون بعض المتعلمين أكثر سيطرة في التعلم الملموس والملاحظة الانعكاسية، بينما يكون البعض الآخر هو المهيمن في التصور التجريدي والتجريب النشط، حيث أن أنماط التعلم ضمن نظرية التعلم التجريبي هي:

  • التعليم المتشعب: هو عبارة عن أسلوب التعلم المتباين وهو مليء بالمتعلمين الذين ينظرون إلى الأشياء من منظور العالم فريد، حيث أنهم يريدون أن يشاهدوا بدلاً من أن يفعلوا من هذا المنظور، ولديهم أيضًا قدرة كبيرة على التخيل، ويفضل هؤلاء المتعلمون عادة العمل في مجموعات ولديهم اهتمامات واسعة بالثقافات والأشخاص وغير ذلك، وعادة ما يركزون على التعلم الملموس والملاحظة العاكسة ويرغبون في مراقبة الموقف ورؤيته قبل الغوص فيه.
  • تعليم الاستيعاب، حيث يتضمن أسلوب التعلم هذا حصول المتعلمين على معلومات واضحة، حيث يفضل هؤلاء المتعلمون المفاهيم والملخصات على الطلاب، ويكتشفون باستخدام النماذج التحليلية ويركز هؤلاء المتعلمون على التصور التجريدي والملاحظة الانعكاسية في أسلوب التعلم التجريبي.
  • المتقارب، المتعلمين المتقاربين يحل المشاكل، ويطبقون ما تعلموه على القضايا العملية ويفضلون المهام التقنية، ومن المعروف أيضًا أنهم يجربون أفكارًا جديدة، ويركز تعلمهم على المفاهيم المجردة والتجريب النشط.

فوائد نموذج نظرية التعلم التجريبي

هناك العديد من الفوائد للتعلم التجريبي للمعلمين والطلاب، ويتمثل هذه الفوائد  من خلال ما يلي:

  • إن التعلم التجريبي هو فرصة من أجل القيام على تطبيق المعرفة على الفور، ومن الممكن أن يسمح التعلم التجريبي للطلاب بتطبيق الأشياء التي يتعلمونها على الفور على تجارب العالم الحقيقي، هذا يساعد الطلاب على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل.
  • تعزيز العمل الجماعي، وفي غالبية الأحيان ما يتضمن التعلم التجريبي العمل في فريق أو مجموعة، لذا فإن التعلم في هذا الإعداد يسمح للطلاب بممارسة العمل الجماعي.
  • تحسين الدافع، الطلاب أكثر حماسًا وحماسة بشأن التعلم في البيئات التجريبية، حيث أن التجارب مثيرة وممتعة للطلاب وسوف يكون الطلاب شغوفين بالتعلم.
  • فرصة للتفكير، الطلاب الذين يستخدمون النموذج التجريبي قادرون على قضاء الوقت في التفكير فيما يخبرونه يتعلمونه، حيث يعد هذا أمرًا ذا قيمة لأنهم قادرون على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل عندما يمكنهم التفكير فيما يحدث لهم.
  • ممارسة العالم الحقيقي، يمكن للطلاب الاستفادة بشكل كبير من التعلم الذي يساعدهم على الاستعداد للعالم الحقيقي، حيث يركز التعلم التجريبي على استخدام المواقف الحقيقية من أجل القيام على مساعدة الطلاب على التعلم، بحيث يكونون مستعدين بشكل أفضل لمستقبلهم.

أنشطة التعلم التجريبية لتضمينها في الفصول الدراسية

من المهم للمعلم المبتدئ والمعلم الطموح العمل على تضمين فرص التعلم التجريبي في الفصول الدراسية، هناك العديد من الطرق التي يمكن للمدرسين العمل بها من أجل القيام على تضمين هذه الأنشطة التعليمية في الفصل الدراسي، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

  • مشاريع فنية.
  • التجارب العلمية.
  • مدن ومحاكمات صورية.
  • التفكير والصحافة.
  • فرص التدريب.

يمكن للطلاب الاستفادة بشكل كبير من التعلم التجريبي داخل فصولهم الدراسية، إذا كان الشخص معلم أو يدرس من أجل أن يصبح معلم، يمكن أن تساعدك نظرية التعلم هذه على التواصل مع الطلاب بشكل أكثر فعالية، سوف يساعد استخدام المشاريع والخبرات داخل الفصل الدراسي الطلاب على التعلم بشكل أكثر فعالية والاستمتاع بخبراتهم التعليمية.


شارك المقالة: