صفات المعلم العظيم في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


صفات المعلم العظيم في التدريس التربوي:

عملية التدريس عملية شاقة وبعض المعلمين لا يتطورون أبدًا ليكونوا أفضل من الحد المتوسط، ويفعلون الحد الأدنى المطلوب وأكثر قليلاً، إلّا أنّ المعلمين العظماء يعملون بلا كلل لخلق بيئة مليئة بالتحديات ورعاية لطلابهم، ويبدو أنّ التدريس الجيد لا يتعلق بمعرفة ومهارات المعلم بقدر ما يتعلق بموقفه تجاه الطلاب والموضوع والعمل.

التدريس من أكثر الوظائف تعقيدًا في الوقت الحالي، ويتطلب معرفة واسعة بالموضوع والمناهج والمعايير الحماس والسلوك والرعاية وحب التعلم، ومعرفة تقنيات الانضباط وإدارة الفصول الدراسية، والرغبة في إحداث تغيير في حياة الطلاب.

على الرّغم من أنّ هذه القائمة ليست شاملة بالتأكيد، وهناك مجموعة من الخصائص العديدة للمعلم العظيم وجدت أنّها الأكثر أهمية، بغض النظر عن عمر الطالب.

1- المعلم العظيم يحترم الطلاب:

في الفصل الدراسي الرائع للمعلم، يتم تقييم أفكار وآراء كل شخص، ويشعر الطلاب بالأمان للتعبير عن مشاعرهم وتعلم احترام الآخرين والاستماع إليهم، وينشئ هذا المعلم بيئة تعليمية ترحيبية لجميع الطلاب.

2-  المعلم العظيم يخلق إحساسًا بالانتماء للمجتمع والانتماء في الفصل:

يوفر الاحترام المتبادل في فصل المعلم هذا بيئة داعمة وتعاونية، وفي هذا المجتمع الصغير هناك قواعد يجب اتباعها ووظائف يجب القيام بها وكل طالب يدرك أنّه أو أنّها جزء لا يتجزأ من المجموعة، ويتيح المعلم الرائع للطلاب معرفة أنّه لا يمكنهم الاعتماد عليها فقط، ولكن أيضًا على الفصل بأكمله.

3- إن المعلم العظيم يتميز بالدفء وسهولة الوصول إليه والحماس والاهتمام:

هذا الشخص ودود ليس فقط للطلاب، ولكن مع الجميع في الحرم المدرسي، وهذا هو المعلم الذي يعرف الطلاب أنّه يمكنهم التعامل مع أي مشاكل أو مخاوف أو حتى مشاركة قصة مضحكة، ويمتلك المعلمون العظماء مهارات استماع جيدة ويستغرقون وقتًا بعيدًا عن جداولهم المزدحمة للغاية لأيّ شخص يحتاج إليها، إذا كان هذا المعلم يمر بيوم سيء، فلا أحد يعلم حيث يترك المعلم أمتعته الشخصية خارج أبواب المدرسة.

4-  المعلم العظيم يضع توقعات عالية لجميع الطلاب:

يدرك المعلم التربوي أنّ التوقعات التي لديه من الطلاب تؤثر بشكل كبير على تحصيلهم، وإنّه يعلم أن الطلاب عمومًا يقدمون للمعلمين قدرًا أو أقل ممّا هو متوقع منهم.

5- المعلم العظيم لديه حبّه الخاص للتعلم:

ويلهم الطلاب بشغفه بالتعليم ومواد الدورة، ويجدد نفسه باستمرار كمحترف في سعيه لتزويد الطلاب بأعلى جودة ممكنة من التعليم، ولا يخشى هذا المعلم تعلم استراتيجيات تدريس جديدة أو دمج تقنيات جديدة في الدروس، ويبدو دائمًا أنّه الشخص الذي يرغب في مشاركة ما تعلمه مع زملائه.

6- المعلم العظيم هو قائد ماهر:

يختلف المعلمون الفعالون عن القادة الإداريين، حيث يركزون على اتخاذ القرار المشترك والعمل الجماعي، وكذلك على بناء المجتمع، وينقل هذا المعلم العظيم هذا الشعور بالقيادة للطلاب من خلال توفير الفرص لكل منهم لتولي أدوار قيادية.

7- يمكن للمعلم العظيم أن يتغير:

ويكون مرنًا عندما لا يعمل الدرس، ويقوم هذا المعلم بتقييم طريقة تدريسه خلال الدروس ويجد طرقًا جديدة لتقديم المواد للتأكد من أن كل طالب يفهم المفاهيم الأساسية.

8-  يتعاون المعلم العظيم مع الزملاء بشكل مستمر:

بدلاً من التفكير في نفسه على أنه ضعيف لأنّه يتطلب اقتراحات أو مساعدة، ويرى هذا المعلم التعاون كوسيلة للتعلم من زميل محترف، يستخدم المعلم العظيم النقد والنصيحة البناءة كفرصة للنمو كمعلم.

9- يحافظ المعلم العظيم على المهنية في جميع المجالات:

من المظهر الشخصي إلى المهارات التنظيمية والاستعداد لكل يوم مهارات الاتصال لديها نموذجية، سواء كان يتحدث مع مسؤول أو أحد طلابه أو زميل إن الاحترام الذي يحظى به المعلم العظيمة بسبب أسلوبه المهني واضح لمن حوله.

10- يضع المعلم العظيم توقعات عالية لجميع الطلاب:

إنّهم يتوقعون أن يتمكن جميع الطلاب من الإنجاز في فصولهم الدراسية وسيحققونها، ولا يتخلون عن المتدربين.

11- المعلم العظيم لديه أهداف واضحة ومكتوبة:

يمتلك المعلمون الفعالون خططًا للدروس تمنح الطلاب فكرة واضحة عما سيتعلمونه، وما هي المهام وما هي سياسة الدرجات، وتحتوي المهام على أهداف تعليمية وتمنح الطلاب فرصة كبيرة لممارسة مهارات جديدة، والمعلم ثابت في الدرجات ويعيد العمل في الوقت المناسب.

12- المعلم العظيم مستعد ومنظم:

هم في فصولهم الدراسية في وقت مبكر وجاهزون للتدريس، ويقدمون الدروس بطريقة واضحة ومنظمة، يتم تنظيم فصولهم الدراسية بطريقة تقلل من الانحرافات.

13- يشكل المعلم العظيم علاقات قوية مع الطلاب ويظهر أنّه يهتم بهم كأشخاص:

المعلمون العظماء يتمتعون بالدفء، ويمكن الوصول إليهم ومتحمسين ومهتمين من المعروف أنّ المعلمين الذين يتمتعون بهذه الصفات يبقون بعد المدرسة ويتاحون أنفسهم للطلاب وأولياء الأمور الذين يحتاجون إليها، وإنّهم يشاركون في اللجان والأنشطة على مستوى المدرسة ويظهرون التزامًا تجاه المدرسة.

14- المعلم العظيم هو سيد مكانه:

يُظهرون الخبرة في المواد التي يدرسونها ويقضون الوقت في مواصلة اكتساب معرفة جديدة في مجالهم، ويقدمون المواد بطريقة حماسية ويغرسون الجوع في طلابهم لمعرفة المزيد بأنفسهم.

15- يتواصل المعلم العظيم بشكل متكرر مع أولياء الأمور:

يصلون إلى الآباء من خلال المؤتمرات والتقارير المكتوبة المتكررة في المنزل، ولا يترددون في الرد على الهاتف للاتصال بأحد الوالدين إذا كانوا قلقين بشأن طالب ما.

دور المعلم العظيم في العملية التعليمية:

يقوم المعلم عظيم على تقديم محتوى صعب وأفكار ومناقشات وقضايا بطريقة واضحة ومقنعة مرة بعد مرة، ويعمل المعلم العظيم بجد للاستعداد والتفكير الجديد في المواد التي يدرسها والعثور على أمثلة حالية تجذب اهتمام الطلاب.

يجعل المعلم العظيم سحر الفصل الدراسي يحدث بشكل منتظم، ويقوم المعلم العظيم على إثارة أفضل جهود الطلاب وإشراك عقولهم، بحيث يغادرون الفصل الدراسي لا يزالون على قيد الحياة بالأفكار والتعليقات، ويتحدثون عمّا حدث في الفصل الدراسي مع أصدقائهم وزملائهم في البيئة الصفية وعائلاتهم عند عودتهم إلى المنزل أيضًا.

ينشئ المعلم العظيم تجارب تعليمية بدلاً من الحلقات التعليمية، ومن خلال التحسين المستمر لكيفية جعل الطلاب يعرفون ما يصلون إلى ما يحتاجون إلى فهمه أو أن يكونوا قادر على القيام به عندما يغادرون.

يسير المعلم العظيم في حديثه الخاص بحيث أنّه يجسد ويصوغ روح ما يعلمه ويتوقعه من الطلاب، ويمكن للمعلم العظين رؤية عمله من خلال عيون الطلاب، فهو لم يفقد ارتباطه الشخصي بما يشبه أن يكون طالبًا، وعندما يسير التعلم بشكل جيد، يضمن المعلم الجيد للطلاب امتلاك هذا النجاح، وعندما لا يحدث ذلك، يهبط الطالب بقوة في حضن المعلم.

يشرك المعلمون المتميزون الطلاب ويحثهم على النظر إلى المشكلات بعدّة طرق، بحيث يستخدم المعلمون الفعالون الحقائق كنقطة انطلاق وليس نقطة نهاية، يسألون أسئلة لماذا، وينظرون إلى جميع الجوانب ويشجعون الطلاب على التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك، ويطرحون الأسئلة بشكل متكرر للتأكد من متابعة الطلاب، ويحاولون إشراك الفصل بأكمله ولا يسمحون لعدد قليل من الطلاب بالسيطرة على الفصل، ويحافظون على تحفيز الطلاب من خلال مناهج متنوعة وحيوية.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.


شارك المقالة: