قصة قصيدة بأبي أنت والله للبر أهل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بأبي أنت والله للبر أهل

أما عن مناسبة قصيدة “بأبي أنت والله للبر أهل” فيروى بأن رجلًا يقال له طاهر بن محمد الهاشمي، وفي يوم من الأيام توفي والده، وترك له مائة ألف دينار، ولكن طاهر قام بإنفاق جميع تلك النقود على الشعراء والزائرين في سبيل الله تعالى، وفي يوم خرج له البحتري من العراق، وعندما وصل إلى مدينة حلب وسأل عنه، أخبروه بأنه جلس في بيته بسبب الديون التي تراكمت عليه، فحزن البحتري بسبب ذلك حزنًا شديدًا، وقام ببعث القصيدة التي كتبها له مادحًا مع أحد غلمانه، وعندما وصلت القصيدة إلى الطاهر بن محمد، وقرأها، بكى، ودعا أحد غلمانه، وأخبره بأن يبيع بيته، فقال له الغلام: هل تبيع بيتك، وتبقى على رؤوس الناس؟ فقال له الطاهر: لا بد من أن أبيعها، وباعها بثلاثمائة دينار، وأخذ من تلك الثلاثمائة مائة دينار، ووضعها في صرة، وبعث بها إلى البحتري، وبعث معها كتاب، وكتب في ذلك الكتاب:

لو يكون الحباءُ حسب الذي أنت
لدينا به محلٌّ وأهلُ

لحثيت اللجين والدر والياقوت
حثوًا وكان ذاك يقلُّ

والأديب الأريب يسمح بالعذرِ
إذا قصرَ الصديق المقلُّ

وعندما وصل الكتاب إلى البحتري، قام بإعادة النقود، وكتب لطاهر بكتاب قال فيه:

بأبي أنت والله للبر أهل
والمساعي بعد وسعيك قبل

والنوال القليل يكثر إن شاء
مرجيك والكثير يقل

غير أني رددت برَّك إذ كان
ربًا منك والربا لا يحل

وإذا ما جزيت شعرًا بشعر
قضى الحق والدنانير فضلُ

وعندما وصل الكتاب إلى الطاهر بن محمد، وقرأ أبيات البحتري، فتح الصرة، ووضع فيها خمسين درهمًا فوق المائة، وبعثها له، وأقسم عليه أن لا يردها، وعندما وصلت إلى البحتري أخذ ينشد قائلًا:

شكرتك إن الشكر للعبد نعمةٌ
ومن يشكر المعروف فالله زائده

لكل زمان واحدٌ يقتدى به
وهذا زمان أنت لا شك واحده

نبذة عن البحتري

هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أهم وأشهر شعراء العصر العباسي، ولد في مدينة حلب في سوريا في عام مائتان وأربعة للهجرة، وتوفي فيها في عام مائتان وأربعة وثمانون للهجرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: