ما هو الكوكب الأنيق (زحل)؟
يحتاج زحل لتسعة وعشرين سنة ونصف ليقوم بدورة واحدة وهو يبعد عن الشمس بحوالي ضعف مسافة المشتري عنها، ومع هذا فإن الغلاف الجوي لزحل وتكوينه وتركيبه الداخلي مماثلة لتلك التي بالمشتري، وأكثر ظواهر زحل وضوحاً هو نظام الحلقات وقد تم اكتشاف هذه الحلقات من قبل جاليلو حيث ظهرت وكأنها جسمين صغيرين قريبين من الكوكب وذلك نظراً لعدم تمكنه من التعرف تماماً عن كنهها بمنظاره البدائي، وقد تم التعرف على طبيعة الحلقات هذه بعد حوالي خمسين سنة من قبل العالم الفضائي الهولندي كريستيان هايجينز، وحتى بعد الاكتشاف الأخير والذي بين أن المشتري وأورانوس بهما أنظمة لحلقات خافتة فقد كان من المعتقد بأن نظام الحلقات بزحل فريد من نوعه.
وقد تمكنت المركبتان الفضائيتان بدون إنسان فويجر 1 و2 والمسيرتان بالطاقة النووية من المرور على مسافة مائة ألف كسلو متر من سطح زحل وذلك خلال سنتي 1980 و1981، ولقد كانت المعلومات المجمعة خلال أيام قليلة أكثر ممّا تم الحصول عليه منذ أن شاهد جاليلو هذا الكوكب الأنيق بمنظاره سنة 1610 ويمكن تلخيص بعض البيانات التي جمعت بواسطة هذه المركبات الفضائية فيما يلي:
- غلاف زحل الجوي ديناميكي تعصف به الرياح بسرعة تصل إلى 1500 كيلو متر في الساعة.
- تحدث أعاصير (عواصف) على زحل شديدة وشبيهه بعواصف المشتري الكبيرة والمسماة بالمنطقة الحمراء إلا أنها أصغر حجماً.
- تم التحقق من وجود الحلقة السادسة الواقعة إلى الداخل، وتم أيضاً جمع الأدلة على وجود نظام الحلقة السابعة.
- لقد تم اكتشاف بأن أنظمة الحلقات الجليدية لكوكب زحل أكثر تعقيداً مما كان متوقع، فلكل حلقة من هذه الحلقات السبعة تتكون من العديد من الحلقات التي تشبه حزات اسطوانة الحاكي في حين أن الحليقات الباهته الموجودة على كل حلقة مفتولة في فتلات ثابتة تشبه الضفيرة، إضافة إلى ذلك فإن الحلقة تكوّن بريقاً شعاعياً محيراً يبقى لمدة ساعات في بعض الأحيان.
- تم اكتشاف ثلاث أقمار أخرى وبذلك يصبح العدد الإجمالي لهذه الأقمار المكتشفة حتى الآن سبعة عشر، وبالرغم من أن أكبر قمرين من هذه الأجسام الجليدية متقاربان في الحجم إلا أنهما يعكسان تبايناً مدهشاً في تطورهما الجيولوجي.
ولقد أنهت المركبة فويجر مهمتها وستستمر في رحلة الفضاء إلى ما لا نهاية وسوف تخرج من مجال المجموعة الشمسية في سنة 1998.