ما هي الهند البريطانية؟

اقرأ في هذا المقال


الهند البريطانية: هي مرحلة استعمار الإمبراطورية البريطانية لكل من الهند وبورما وبنغلادش، والذي استمر ذلك الاستعمار منذ القرن التاسع عشر ميلادي حتى القرن العشرين، وقد كانت جميع تلك الدول تمثل مستعمرة واحدة تحت الحكم البريطاني، وكما كان يطلق عليها أيضاً اسم “راج البريطانية” وتعني الحكم.

الهند البريطانية:

وقعت الهند تحت الاستعمار البريطاني في عام 1858 ميلادي، وقد كان الاستعمار البريطاني للهند استعمار غير مباشر، حيث كانت كل منطقة من المناطق الموجودة في الهند يحكمها الملك الهندي، ولها حكومتها ومجلس النواب الخاص بها والذين قاموا بتوقيع معاهدات مع بريطانيا من أجل حكمهم لبريطانيا، وكما كانت مدينة “عدن” اليمنية تابعة لتلك المستعمرات البريطانية، والذي أطلق على ذلك الاستعمار اسم “الحلف الإضافي”، واستقلت كل من مدينة عدن وبورما من الاستعمار البريطاني فيما بعد، ومن ثم قامت بريطاني باستعمار الصومال في عام 1839 ميلادي.

وكانت بريطانيا من أوائل الدول الاوروبية التي قامت بتوحيد وحدتها القومية قبل اكتشاف العالم الجديد، إلا أن بريطانيا لم تكن تشارك في تلك الكشوفات الجغرافية، فقد كان وصول بريطانيا إلى آسيا متأخر وذلك بعد وصول الهولنديين والبرتغاليين، ففي تلك الفترة كن صراع بين هولندا والبرتغال في البحار؛ ممّا أدى إلى ضعف تلك الدولتين نتيجة ذلك الصراع، فقامت بريطانيا باستغلال الضعف الذي تعرضت له هولندا والبرتغال وأخذت تفرض سيطرتها وقوتها في آسيا، وبذلك أصبحت بريطانيا من أقوى الدول في المنطقة وأخذت تسيطر على التجارة البحرية وقامت بالاتجاه حينها إلى الهند لكي تفرض سيطرتها عليها.

وقامت بريطانيا بعد ذلك بتحريك سفنها البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وأخذت تزاحم البرتغال في تجارتها البحرية، ومع بداية القرن السابع عشر ميلادي، أخذ الإنجليز بالاتصال بالشركات الشرقية، حيث قامت بريطانيا بتأسيس شركة الهند البريطانية وقامت بشراء الأراضي وتاجرت بالتوابل، وفي تلك الفترة واجهت شركة الهند البريطانية مشاكل في تلك المنطقة، حيث كانت معظم تجارتها من التوابل، فأرادت أن تجد البديل؛ من أجل الحصول على التوازن في تجارتها، فكان لا بُدّ لبريطانيا من توفير سلع ذات أهمية لكي يتم تصديرها إلى الهند.

وفي تلك الفترة كانت بريطانيا قامت بريطانيا بوضع شروط لكي يتم تصدير السبائك المعدنية، كونها كانت تعاني من النقص من المعادن على خلاف باقي الدول الأوروبية والتي كانت غنية بالمعادن، والتي حصلت عليها عن طريق اكتشاف العالم الجديد، فلاحظت بريطانيا من أن منطقة آسيا الوسطى تعاني من نقص المنسوجات، فقامت بإنتاج المنسوجات الهندية وعَملت على تصديرها وبذلك استطاعت بريطانيا من الموازنة بين إنتاج التوابل وإنتاج المنسوجات، فأصبحت بريطانيا بذلك مسيطرة على التجارة البحرية في آسيا الوسطى، وقامت بريطانيا بإنشاء مركز تجاري لها في الهند.

وقد كان ذلك المجمع بمثابة مجمع للمنسوجات الهندية والتي كانت يتم جلبها من البنغال، وقد تم تأسيس أول شركة للمنسوجات في الهند في عام 1612 ميلادي، وعلى الرغم من قيام بريطانيا من تأسيس شركة قوية وكبيرة في الهند، إلا أنها واجهت تلك الشركة الإنجليزية بعض المشاكل، حيث قامت هولندا بوضع العراقيل أمام تلك الشركة وسيطرتها، فقامت الشركة الإنجليزية بالهند بشراء التوابل بسعر مرتفع من أماكن إنتاجها وبيعها بسعر أقل في أوروبا؛ من أجل ان تبقى مسيطرة على التجارة، إلا أن تلك التجارة لم تجدي معها نفعاً ففضلت حينها الانسحاب من المنطقة.

وبعد انسحاب الشركة الإنجليزية من التجارة البحرية، قامت حينها بصب معظم اهتمامها على الهند، فقامت بإطلاق شعار التجارة في الهند من دون السيطرة الإقليمية على الأراضي الهندية، فقامت بزيادة عدد الأفرع التابعة لها في الهند بحذر وبسياسية دقيقة، فإن اتباع الشركة الإنجليزية لذلك الشعار في آسيا كان لعدة أسباب، منها: أن المجتمع في آسيا حينها كان مجتمع متماسك وكانت تتمتع بقوة اقتصادية وعسكرية تفوق القدرات الأوروبية حتى.

فقد كانت إمبراطورية الصين من أقوى الإمبراطوريات في ذلك الوقت، بالإضافة إلى دولة اليابان التي كانت متمسكة بحكمها، عدى عن المجموعات الصغيرة التي كانت موجودة في آسيا والتي كانت تملك قوات عسكرية قوية مثل المغول، فجميع تلك الدول والجماعات كانت لديها القوة للتصدي لأي هجوم أوروبي، فقامت الشركة الإنجليزية حينها بالحصول على معظم مواقع الإمبراطورية وقامت بإقامة وكالات فيها، وقد كانت الشركات الإنجليزية ومعظم الشركات الأوروبية في الهند تقوم بممارسة نشاطاتها التجارية تحت أمرة الحكم الهندي.


شارك المقالة: