أهمية المهارات المعرفية في الرياضة:
خلق التباعد الاجتماعي وعدم اليقين في ممارسة الرياضة وممارستها فرصة فريدة للرياضيين الشباب، في حين أنه قد لا يتمكن من قضاء الكثير من الوقت في إجراء التدريبات أو رفع الأثقال مع زملائه في الفريق، حيث يمكن لكل رياضي التركيز على جزء من أدائه الذي غالبًا ما يتم تجاهله؛ أي بمعنى بإمكانه تطوير المهارات المعرفية التي يمتلكها.
حيث تشير المهارات المعرفية إلى القدرة على تحديد واكتساب المعلومات البيئية والرياضية من أجل دمجها مع المعرفة الموجودة، كما يقول علماء الرياضة أن العينين والدماغ يشكلان ثلثي ما هو مطلوب لاتخاذ أي إجراء رياضي؛ أي يجب أن تقوم عين اللاعب بالبحث، وعلى عقله أن يتخذ القرار قبل أن يقوم جسده بهذا الإجراء الحركي، حيث من أهم المهارات المعرفية لأي رياضي هي البحث وامتلاك المعارف الرياضية بمختلف أنواعها.
حيث يمكن للرياضيين المشاركة في التدريب البصري لتحسين المهارات المعرفية، حيث أنه لا يُحسّن التدريب البصري الرؤية ولكنه يُحسّن القدرات البصرية، حيث يمكن للرياضيين أيضًا القيام بتمارين لتحسين إدراك العمق والوعي المحيطي والعديد من المهارات البصرية الأخرى التي يمكن أن تساعدهم على أداء أفضل في رياضتهم.
أما بالنسبة للمدربين وعلاقتهم بالمهارات المعرفية، حيث غالبًا ما يعني التواصل توضيح وجهة نظر الرياضيين، فإن الحصول على النقاط أمر ضروري لنجاح اللاعبين، كما قد تؤثر قدرة المدرب على نقل المعرفة (المعلومات) على نتيجة كل من المسابقات الفردية والمواسم بأكملها.
حيث أن الاتصال المعرفي هو طريق ذو اتجاهين، حيث يمكن للمدربين الناجحين تفسير الملاحظات التي يقدمها لهم اللاعبون (وغيرهم) واستخدام الملاحظات في اتخاذ القرارات، كما يمكن أن تؤدي التعليقات إلى تعديلات دقيقة أو جذرية أو لا تؤدي إلى أي تعديلات على الإطلاق.
فإن استخدام ما يتعلمه الرياضيون بسرعة من مشاهدة فيلم يمكن أن يساعد، حيث يمكن أن تتضمن النتائج مكاسب لعمليات صنع القرار وتغييرات في التفاصيل الصغيرة في أدائهم والتي يكون لها تأثير كبير، كما يمكن للرياضيين تدريب مهاراتهم المعرفية في المنزل، مع التباعد الاجتماعي بأمان.
حيث يمكن أن يكون التواصل والتغذية الراجعة في بعض الأحيان غير شفهي، فإن غالبًا ما يتعرف المدربون واللاعبون على الحالات الذهنية لبعضهم البعض ببساطة من خلال ملاحظة السلوكيات والإيماءات، أما إذا كانت خصائصهم تتضمن مهارة في التواصل، فيمكنهم استخدام الإشارات المعرفية غير اللفظية لتعزيز النجاح.
العوامل المؤثرة بالمهارات المعرفية في الرياضة:
- انتباه الاهتمام المستمر: حيث تتطلب جميع الرياضات تقريبًا اهتمامًا وتركيزًا مستمرين، كما يجب أن يضع في اعتبار لاعب البيسبول الذي يتتبع كرة ذبابة، أو لاعب الجمباز الذي يؤدي روتينًا، أو لاعب كرة القدم الذي ينفذ مسرحية ويظل مركزًا على اللاعب الذي يحاول التعامل معه، أو رياضي المسار الذي ينتظر صوت بندقية البداية.
كما أن الاهتمام الانتقائي هو عبارة عن القدرة على استبعاد المحفزات غير ذات الصلة، والتركيز على الجوانب المهمة للموقف أمر حيوي في الرياضة، فعلى سبيل المثال، عند سماع تعليمات أحد أعضاء الفريق ولكن تجاهل أصوات المشجعين أو التركيز حصريًا على السلة، على الرغم من التلويح ومحاولات مشجعي الفريق المنافس لإلهاء اللاعب عن رمية كرة السلة الحرة.
- الانتباه المرن: حيث تعد القدرة على التحول بسرعة وسلاسة من نشاط إلى آخر أمرًا ضروريًا في العديد من الرياضات، ومثال على ذلك هو التنقل بين الوضعين الهجومي والدفاعي في كرة السلة أو كرة القدم أو الهوكي.
- المعالجة البصرية: وهي القدرة على الحصول على مزيد من المعلومات في لمحة والاستخدام الفعال للرؤية المحيطية، حيث لا سيما مع التمييز البصري يمكن أن يعزز تقنيات البحث المرئي اكتشاف الكرة أو لاعب آخر في الملعب.
- التمييز البصري: إن التمييز بين الاختلافات الصغيرة من زاوية مضرب الخصم إلى التحولات الطفيفة في وضع رجل الخط يمكن أن يمكّن الرياضي من توقع الإجراء المناسب والاستعداد له، كما أن التصور هو عبارة عن القدرة على إنشاء خريطة ذهنية لحالة اللعب مجالًا رئيسيًا لخبرة اللاعبين في أي رياضة جماعية تقريبًا، حيث أن القدرة على الإحساس، مثل أين يوجد اللاعبون، وأين يتحركون وأين توجد الفرص، غالبًا ما يضع الرياضيين العظماء (لاعبين كرة القدم، ولاعبين التنس، وصانعين الألعاب في كرة السلة)، فوق أقرانهم.
- تحفيز الرياضيين: وهي القدرة على تحفيز الرياضيين هي سمة مرغوبة لا يمتلكها كل مدرب، حيث إنّ تحفيز الرياضيين هي مع ذلك أداة للتجارة بين المدربين الناجحين، الذين يستخدمونها لمساعدة الرياضيين على اللعب بأقصى إمكاناتهم، فإن مقدار التحفيز الذي قد يحتاجه اللاعبون من المدرب يعتمد على درجة كل من قدرتهم ورغبتهم، ولكن حتى المستوى العالي من الرغبة والقدرة لا يضمن النجاح.
- الذاكرة طويلة المدى: هو نوع الذاكرة المنتشر بكثرة في الملاعب الرياضية، حيث إنها تنطوي على القدرة على اكتساب المعرفة، مثل قواعد اللعبة في كرة القدم وكرة القدم وكرة السلة والرياضات الجماعية الأخرى، فإن ذاكرة العمل الرياضي، تشير الذاكرة العاملة إلى القدرة على الاحتفاظ بقطع متعددة من المعلومات في ذهن الفرد أثناء معالجتها، ومن الأمثلة على ذلك تعديل طريقة تأرجح الجولف لمراعاة الظروف (الريح، والكذب، أو تقييم الظروف الجديدة أو غير المتوقعة عند حدوث خطأ في اللعب في كرة القدم أو كرة السلة).
- التكامل الحسي والتكامل البصري الحركي: وهي القدرة على استخدام العينين واليدين معًا بكفاءة، مثل إمساك الكرة أو ضربها، أو التصويب على هدف أو تنسيق الإجراءات مع أعضاء الفريق، حيث أن التوقيت والإيقاع هو عبارة عن القدرة على الأداء الإيقاعي، وفي أجزاء من الثانية تكمن في الرياضات مثل الطاقم وأي رياضة تؤديها الموسيقى وحتى أرجوحة الجولف.
- وظائف تنفيذية عليا التخطيط: حيث تتضمن الرياضة التخطيط على مستويات متعددة من الخطة طويلة المدى للاستعداد جسديًا وذهنيًا ليوم اللعبة إلى تخطيط سهل المنال؛ وذلك لكيفية وضع الكرة في الملعب أو اللاعبين في مواقعهم لشن هجوم بالكرة الطائرة، كما أن سرعة القرار هي عبارة عن القرارات التي تستغرق أجزاء من الثانية، فهي السمة المميزة لألعاب القوى ويتم اختبار القدرة على اتخاذ القرار بسرعة.
وبناءً على المعلومات الأكثر صلة، باستمرار في الرياضة، في كل مرة يستجيب فيها رياضي لإجراءات الخصم، كما يمنح التردد للخصم فرصة للهجوم أو إعادة التجمع، في حين أن القرارات الأسرع يمكن أن توفر ميزة صغيرة ولكنها مهمة في كثير من الأحيان.
ومثلما يتدرب الرياضي على التحمل البدني والسرعة والمرونة وتفاصيل رياضته، يدرك الرياضيون والمدربون فوائد التدريب المعرفي، حيث يوجد إجماع متزايد على أن المهارات المعرفية، حيث يمكن تدريبها ونقلها إلى الأداء الرياضي وكذلك الإنجاز الأكاديمي، كما يجب تطوير مهارة معرفية بطريقة شاملة ومتكاملة، مثل التدريب المشترك للدماغ؛ وذلك لتحسين قدرة الرياضي على التعلم والأداء والفوز.
المصدر:
علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007