التواضع ليس علامة على الضعف بل دلالة على القوة
"إنّ اختيار معدن الإنسان يكمن في تواضعه، ولا أقصد بالتواضع أن يشكّ المرء في قدراته، إلا أنّ الرجال العظام هم من يشعرون بأن العظمة ليست فيهم، بل من خلالهم" جون راسكين.
"إنّ اختيار معدن الإنسان يكمن في تواضعه، ولا أقصد بالتواضع أن يشكّ المرء في قدراته، إلا أنّ الرجال العظام هم من يشعرون بأن العظمة ليست فيهم، بل من خلالهم" جون راسكين.
التفاخر المنطقي المعقول الذي يقودنا إلى النجاح والثقة بالنفس أمر ممكن، أما الزهو الزائد بالنفس والتعالي على الآخرين فهو أمر مرفوض وله نتائج سلبية كبيرة.
لا مانع أن يعتدّ أحدنا بنفسه وأن يثق بذاته، ولكن ضمن أطر وحدود معيّنة بعيداً عن التفاخر والتعالي على الآخرين والاعتداد الزائد بالنفس.
لا شكّ أنّ الكثيرين قد بالغوا في محاولة تحقيق الذات طيلة العقود الماضية، بما يسمّى بلغة الأنا، والتمحور حول الذات، على أنّه ليس كل اهتمام بالذات مذموماً.
"إنّك لا يجب أن تتوقّف لكي تمعن النظر في أي شيء قمت به، بل عليك أن تستمر في البحث عن القيام بما هو أفضل.
"لن تجد رذيلة تجلب على صاحبها كراهية الناس أكثر منها، وهي رذيلة لا نعي وجودها بداخلنا، وكلما توغلت فينا، كرهناها في الآخرين، إنني أتحدث هنا عن رذيلة الكبر".
"إذا كان الكبر قد حوّل الملاك إلى شيطان، فإنّ التواضع كفيل بلا شكّ بأن يحوّل الشيطان إلى ملاك" "ساينت جون كليماكوس".
إنّ الأفكار ملك للجميع، ولا أحد بيده أن يدّعي أن الفكرة الفلانية له وحده لا يمكن ﻷحد أن يستخدمها، فكثير ما نجد عبر التاريخ من يتعصّبون ﻷفكارهم.
جميعنا نخطئ كون ذلك الأمر مجبول بالنفس البشرية، ولا يمكننا أن نخطئ مرّة واحدة أو مرتين في حياتنا فقط، فنحن نخطئ بشكل شبه يومي أخطاء تتفاوت في درجة ضررها.
إنّ ما نتوصّل إليه من قناعات وحلول واستنتاجات ليست بالأمر المقدّس الذي لا يمكن المساس بمصداقيته، فنحن كبشر نخطئ ونصيب، ولا يوجد من وصل إلى درجة الكمال.
أفكارنا التي نتبنّاها في حياتنا اليومية، نحصل عليها من عدّة مصادر بناء على الظروف والوقائع والمواقف التي تترتّب عليها بشكل موضوعي محايد.
عادة ما نتساءل هل هناك عقول كبيرة وعقول صغيرة؟ أم أنّ جميع العقول البشرية متساوية في الفهم والتحليل والذكاء وتقديم الحلول؟ فإذا كانت كذلك، لماذا تختلف القدرات بيننا.
عندما نتصرّف بشكل فردي فإننا نبدع ونخرج كلّ ما نملك من قدرات إبداعية، ولكن عندما تتزايد الخيارات من حولنا وتتزايد وجهات النظر.
نحن كبشر نتعلم ونكتسب المهارات من بعضنا البعض أكثر مما نفكّر ونبدع، فمعظم العادات والتقاليد والقيم والأفكار التي تصل إلينا قد اكتسبناها من خلال المجتمعات التي نعيشها.
كلّ معرفة أو فكرة نحصل عليها أصلها في الأساس سؤال، وكلّ هدف خططنا له ووضعنا له خطط بديلة واستراتيجيات واحصائيات هي في الأساس تساؤل أو سؤال.
عندما نقوم بالتساؤل وحوار ذاتنا في قضية ما، فلا يمكننا وقتها أن نخدع أنفسنا فنحن من يسأل ومن يجيب ولا مصلحة لنا بالتظاهر أو التشكيك او الالتفاف حول الذات.
إنّ عادة غسل العقول إذا كانت منبثقة من العقل فهي لا بدّ وأن تكون لها فوائد إيجابية تنطوي على تنمية الذات بشكل كبير، كون عملية غسل العقل الذاتية تدور في فلك الأخطاء.
الكثير منا يعتقد أن غسيل الدماغ أمر نفسي نسمع فيه، ولكن لا نصدّقه، وفي الحقيقة إن معظمنا يمارس عادة غسيل الدماغ بوتيرة تختلف من شخص ﻵخر.
كلّ فعل نقوم به يمرّ بشكل درامي عن طريق الأعصاب والعقل الذي يقوم بدوره بإعطاء الأوامر إلى باقي أعضاء الجسم، فالتصرفات التي نقوم بها دون أن نعرف مدى صحتها.
لو تأملنا حصيلتنا المعرفية سنكتشف أن ما نسبته مئة بالمئة تقريباً مما نعرفه هو نتاج عقول خارجية، قمنا بأخذ هذه المعرفة وتلك القناعات منها.
إن ما نسبته تسع وتسعون بالمئة من تصرفاتنا هي ناتجة عن تقليدنا الأعمى للآخرين، وكثير من هذه التصرفات لا نعرف مدى صحّتها من عدمه.
"تعلّم فن الصبر، سيطر على أفكارك عندما تصبح قلقة، ففروغ الصبر أساس القلق، والخوف والتردد، والفشل، ويخلق الصبر ثقة في النفس وحسماً في اتخاذ القرار"
إنّ الشخصية التي تمتاز بالصبر والتأني والقدرة على تحمّل العقبات وتجاوزها، تحاط بهالة من التواضع والحكمة والديمومة، فانماط الشخصية التي نتعامل معها تختلف.
"نحن جميعاً مرضى بعلّة اسمها فروغ الصبر" "جيمس جليك"، فكلّ ما يمرّ بنا في حياتنا نتعامل معه بسرعة وعشوائية بعيداً عن التأني أو الصبر.
"يحمل لنا كل يوم بعض المشقّة، حاجة سواء كانت كبيرة أو صغيرة تجبرنا على الصبر، والصبر ليس سوى جزء من المعدات التي نحتاج إليها إذا أردنا أن نتكيّف
من أبرز الفضائل التي يبحث عنها الجميع فضيلة الصبر، وقدرة التحمّل فالصبر أولى الخطوات تجاه الفهم والسكينة.
هناك عامل مراوغ في فضيلة التواضع، فإن ظننا أننا نمتلكها، فإننا لا نكون متواضعين، كما هو الحال عندما نعتقد أننا لا نتصف بالصبر وبالتالي نصبح متكبّرين.
المتواضعون يدركون تماماً أننا كبشر نتغيّر بتغيّر الظروف والزمان والمكان والشخوص، وأنّ لا شيء يبقى كما هو، وأن مغريات الحياة كبيرة.
لا يمكننا أن نصف أحداً بفضيلة كالتواضع دون أن نلحظ فيه خصال تدلّ على ذلك، حيث أن مفتاح امتلاك أية فضيلة هو أن نراها في الآخرين.
هناك العديد من الهبات التي نعطيها لغيرنا أو يعطيها غيرنا لنا والتي قد لا تعني لنا أو لهم الكثير، إلا أنّ لها الأثر البالغ في سعادتنا وسعادتهم.