متى أصبحت قوانين الإعلام أو قوانين العالم تعترف وتقر بحقوق المؤلف؟

اقرأ في هذا المقال


نشأة حق المؤلف وتطوره التاريخي:

تُعد كافة المصنفات من الناحية الفكرية ثمرة ناتجة عن جهد كبير قام المؤلف على بذله وهذا بغية إخراج هذا المصنف إلى خير الوجود، حيث أنَّ كل التزام وحتى كل عمل له الكثير من الآثار والنتائج المادية من الناحية القانونية، إلى جانب أنَّ القانون يحمي ويعترف بحقوق المؤلف كُلها، كما وأنَّ الجهد المبذول لا بُد وأن يستتبع كافة الآثار المتعلقة به،، بمعنى أنَّه من الضروري أن يتم مكافأة المؤلف على ما قام به من جهد لإنتاج العمل الفكري أو الذهني للمؤلف، سواء كان هذا الجهد إمّا معنوي أو مادي على حدٍ سواء.

كما وأنَّ المؤلف يسعى بشكل دائم إلى الشُهرة وانتشار سمعته كمؤلف من الناحية الأدبية إلى جانب رواج أفكاره وانتشارها ما بين الأفراد، إلّا أنَّ هنالك من بين الجوانب المتعددة جانباً يعمل المؤلف فيه على السعي إليه بشكل متواصل ومستمر، ألا وهو الحصول على كافة الثمار والنتائج التي خرجت ونتجت عن بذل الجهود على شكل صورة حقوق مالية ومادية تعترف وتقر بها كافة القوانين في دول العالم أجمع

ما الدور الذي قدَّمته الطباعة من أجل إظهار حقوق المؤلفين؟

ارتبطت حقوق المُلكية الفكرية كثيراً وحقوق المؤلفين بظهور الطباعة وكذلك الصناعة بشكل حديث نسبياً، حيث أصبح من الممكن أن يتم النسخ وكذلك إحداث الكثير من التصميمات على نطاق واسع جداً، وهذا أنَّ التقدُّم من الناحية العلمية عمل على إظهار القيمة الاقتصادية المهمة للكثير من المصنفات المتوافرة في الوقت الحالي.

وإذا تم إلقاء النظر من الناحية التاريخية على حقوق المؤلفين وحقوق المُلكية الفكرية فإنَّنا نجد مثلاً أنَّ القانون الروماني العامل في الزمن الماضي لم يكُن متضمناً لأي تشريع قانوني يرتبط بحقوق المؤلفين، وعلى الرغم من وجود العديد من البحوث التي تختص بالنصوص الأدبية والتي تقول  أنَّ القاعدة التي يرتكز عليها حق المؤلف والمُلكية الفكرية على مصنفه لم تكن موضع شك أو حتى نزاع لأي ناحية من النواحي التي يهتم بها الأفراد أو المحيطة بهم، كما وأنَّ عملية سرقة العديد من المخطوطات قديماً والتي كانت مكتوبة بخط اليد كانت محمية من قِبل الجهات المختصة بالحماية بشكل خاص جداً.

أمَّا بالنسبة للقانون الفرنسي على سبيل المثال أيضاً فيتوافر فيه الكثير من الامتيازات والسمات الإيجابية على نطاق واسع جداً والتي تعمل في النهاية على تكوين المناخ والجو المُلائم الذي من الممكن أن يظهر فيه الحقوق الفكرية وحقوق المؤلفين، كما وقد كانت تلك الامتيازات يتم ممارسها خلال فترة محددة وقصيرة.

متى ظهر أول تنظيم تشريعي يتعلق بحقوق المؤلفين؟

في دولة إنجلترا ظهر أول نظام تشريعي ينص على حماية كافة الحقوق المتعلقة بحقوق المُلكية الفكرية وحقوق المؤلفين، وهذا في مجال المنتجات والمصنفات من النواحي الأدبية والفنية وهذا في عام ألف وسبعمائة وعشرة للميلاد، حيث أنَّ هذا القانون اعترف وأقر بحقوق المؤلفين، ولكن ما لبث إلّا أن استمر لفترة قصيرة جداً.

امَّا بالنسبة للدول العربية فقد كانت جمهورية مصر العربية هي الدولة السبّاقة في وضع العديد من الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أي مؤلف ويعمل على تقنينها، ومن أهم تلك القوانين هو قانون حماية المؤلف الذي ظهر في عام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين للميلاد.

وفي الجمهورية العربية السورية فقد اهتمت بحقوق المؤلفين وحقوق المًلكية الفكرية وهذا تبعاً للعديد من المواد الذي تضمنه قانون المطبوعات الذي كان رقم ثلاثة وخمسين في عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين للميلاد.

كما ونصّت الكثير من القوانين حول العالم العربي والغربي إلى وجود العديد من الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أي مؤلف حول العالم، إلى جانب احترام تلك الحقوق، حيث تم تقسيم حقوق المؤلفين إلى حقوق معنوية للمؤلف، كمثل الحق في النشر والإذاعة على الملأ، حق العدول عن النشر، حق أبوة المصنف، حق حفظ هوية المؤلف” حماية الفقه القانوني”، حق الاحتفاظ بخصائص المنتج والمصنف والوقوف أمام كل المحولات التي تعمل على تشويه وتحريف هذا المصنف الذي يملكه المؤلف، هذا إلى جانب وجود الكثير من الواجبات التي يبغي على المؤلف أن يقوم بها اتجاه مصنفه أو دار النشر أو المعلومات والأفكار المتوافرة في المنصف.


شارك المقالة: