تُعد قصة الإوزة المجنونة ونمر الغابة هي قصة صينيّة شعبيّة، قامَ الكاتب نورمان هندسال بيتمان بتأليفها في عام 1919م وقامَ المحرر أندرو لانغ بتحريرها. حيث تم نشر هذه القصة في كافة مكتبات مدينة بكين في جمهورية الصين الشعبيّة وفي بعض المكتبات في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- الإوزة.
- الفتاة هو لين.
- السيد العجوز.
- السيد الظالم.
قصة الإوزة المجنونة ونمر الغابة:
كان هناك فتاة صغيرة تعمل كجارية تُدعى هو لين، قامَ والدها ببيعها عندما كانت طفلة صغيرة. وعاشت هذه الطفلة لمدة خمس سنوات مع عدد من الأطفال الآخرين في بيت الرجل الذي قد اشتراها من والدها، حيث عاملها سيدها القاسي معاملة سيئة للغاية وجعلها تخرج إلى الشارع مع الفتيات الأخريات اللواتي اشتراهم لتسول لقمة العيش. وكان يضربها للغاية عندما يراها شاردة الذهن لا تتسول الطعام.
وفي أحد الأيام بعد أنْ عانت بشدة من سيدها القاسي قررت هو لين بالهروب من المنزل، وعندما خرجت للذهاب التقطها السيد الظالم وضربها بشدة لدرجة أنَّها لم تستطيع الحركة. رقدت على الأرض لعدة ساعات دون تحريك عضلة واحدة وكانت تئن كما لو أنَّ قلبها سينكسر قائلة: لو أنقذني شخص ما! سأعيش بسعادة طيلة عمري. وفي الجانب الآخر ليس بعيدًا عن النهر، كان هناك رجل عجوز يعيش في كوخ متهدم، كان رفيقه الوحيد هو إوزة تراقب البوابة من أجله في الليل وتصرخ بصوت عالٍ إذا تجرأ أي شخص غريب على التجول في المكان.
كانت هو لين والإوزة أصدقاء مقربين للغاية، فغالبًا ما كانت الفتاة تتوقف عن الدردشة مع الطيور الحكيمة أثناء مرورها بمنزل الرجل العجوز. وبهذه الطريقة علمت أنَّ صاحب الطائر بخيل يخفي الكثير من المال في فناء منزله. كانت للإوزة تشانغ رقبة طويلة بشكل غير عادي، وبالتالي كانت قادر على التحديق في معظم شؤون سيده. وعندما لم تستطيع الإوزة إخبار أحد من الطيور ما تراه قامَت بإخبار الفتاة الصغيرة.
وفي صباح اليوم التالي بعد أنْ ضرب السيد الظالم هو لين، كانت الإوزة تتضور جوعًا ولم تجد شيئًا لتأكله فدخلت إلى البيت ورأت منظرًا غريبًا، شاهدت الإوزة الرجل العجوز يتحول إلى شاب وسيم للغاية، ولكنها تجاهلت هذا الأمر وتناولت الطعام. كانت الإوزة تتمنى رؤية صديقتها الصغيرة وفجأة ظهرت ورأت وجهها ملطخ بالدماء وقالت لها: هل كان سيدك ذو القلب الأسود يضربك؟ قالت لها هو لين: نعم ولكن سيسمعك إنَّه هنا يأخذ قيلولة في القارب. قالت الإوزة: بالطبع لن يفهم لغة الإوز سأخبرك بما اكتشفته مؤخرًا.
قالت الإوزة ما شاهدته أثناء ذهابها لتناول الطعام في المنزل وقالت: لقد تحول من رجل عجوز إلى شاب صغير ووسيم. قالت الفتاة: هل من الممكن أنْ يكون أحد أصدقائه؟ قالت الإوزة: لا ليس لديه أي أصدقاء. قالت هو لين: هل من الممكن أنْ تكون الجنية؟ لم تكن الإوزة تعلم أي شيء عن الجنية وسألت هو لين: أي جنية تتحدث عنها؟ قالت الفتاة: الجنية هنا وهي من ستنقذ كلانا من هذا البؤس.
ذهبن لرؤية الرجل الشرير وبعد أنْ أمضوا الليلة في الكوخ بانتظار الرجل العجوز وما سيحصل له نام كلاهما في نوم عميق. وقبل بزوغ الشمس استيقظت هو لين وبدلًا من رؤية رجل عجوز كان هناك شاب شعره أسود كجناح الغراب وابتسامة خافتة أضاءت وجهه الوسيم. وعند رؤية هو لين لهذا المنظر تعجبت للغاية وخافت ولم تستطيع الحركة. ولكن تحركت الإوزة بهلع واستيقظ الشاب الوسيم، قالت له الإوزة: ما هذا يا سيدي؟ ما الذي حدث لك؟ قال السيد بتعجب: ماذا حدث لي؟ قالت له هو لين: أصبحت شاب صغير ليس رجل عجوز.
ضحك الشاب للغاية وقال: ما الذي تقولانه؟ هل من الممكن أنْ أكون قد تحررت من الجنية الشريرة؟ رأى نفسه في المرآة وفرح للغاية وقال: سأخبركم بمحنتي، والدي رجل ثري يعيش في مقاطعة بعيدة، عندما كنت صبيًا أعطاني كل ما أتمناه وكنت أظن بأنَّه لن يكون هناك شيء واحد في هذا العالم لن أستطيع الحصول عليه وكنت أظن بأنَّ والدي هو أقوى ما في هذا الكون وكل من يتواجد في هذا الكون هم خدم له. وعندما سمع معلمي هذا الكلام كان يوبخني للغاية.
وفي أحد الأيام عندما كنت أسير مع معلمي في الغابة، رأيت بئرًا عميقًا قال لي معلمي: هذا البئر مليء بالأرواح قلت له: هذا هراء وإنْ كان هناك روح فلا بد أنْ تكون أحد الخدم الخاصين بوالدي. ووقتها قامَ المعلم بإلقائي في البئر وما إنْ لمست الأرض حتى شعرت بتقلص غريب في جسدي، تكسرت عظامي وأصبحت بشرتي صفراء مجعدة ونظرت إلى ضفيرتي ووجدت أنَّ الشعر قد أصبح رقيقًا وأبيض فجأة، وهكذا أصبحت رجلًا عجوزًا.
أكمل الشاب: وحينها سألت معلمي ما الذي حصل لحالي، قال لي بأنَّ الروح الغاضبة في البئر قد انقضت علي وانتقمت مني. وعندما علم والدي بحالتي الحزينة شعر بالضيق الشديد، فقد فعل كل ما يمكن فعله لإيجاد طريقة ما لاستعادة شبابي، فقامَ بحرق البخور في عشرات المعابد وقدم صلوات لآلهة مختلفة. فقد كنت ابنه الوحيد ولا يمكن أنْ يكون سعيدًا بدوني.
وبعد الذهاب العديد من الكهنة عرفنا بأنَّه عندما أكون نائمًا سأكون في حالتي الطبيعية، ولكن عندما يراني أحد سأتحول بسرعة إلى عجوز بائس. صاحت الإوزة: ولكنني رأيتك صباح أمس كنت شابًا ووسيمًا ثم أمام عيني تحولت إلى رجل عجوز! قال الشاب: دعني أكمل قصتي، قال لي الكاهن أنَّ هناك فرصة واحدة فقط لشفائي وإنَّ تلك فرصة صغيرة جدًا. سألته الفتاة الصغيرة: ما هي تلك الطريقة؟
قال الشاب: لكي أكون في حالتي الطبيعية يجب أنْ تأتي أوزة مجنونة تراني وهي تقود نمر الغابة وتحاول تحريره من العبودية ولن يكون للروح الشريرة سيطرة علي. وأكمل: عندما قال الكاهن هذا لوالدي فقدا الأمل وأنا أيضًا شعرت بأنَّ حياتي على وشك الانتهاء، في تلك الليلة غادرت مدينتي وأتيت إلى هذا المكان واشتريت هذا المنزل الذي يقع في غاية محاطة بالجبال بعيد عن البشر ببعض المال الذي منحني إياه والدي.
قال الشاب: بعد وقت قصير من وصولي إلى هنا تذكرت كلام الكاهن وقررت أنْ أجلب إوزة كحارس ليلي بدلاً من الكلب، وأعطيته اسم تشانج أي مجنونة. قالت الفتاة الصغيرة هو لين: هل أنا هي نمر الغابة؟ قال لها الشاب: نعم؛ وذلك لأن هو يعني النمر ولين تعني الغابة وهذا يجعلك نمر الغابة. وبعد مساعدتك لي سأحررك من الظلم الذي تعيشيه مع سيدك الظالم. فرحت هو لين كثيرًا وشكرت سيدها الجديد وقالت له: سأظل أخدمك طوال عمري يا سيدي!
قال سيدها الشاب لها: الآن ستكونين طفلتي المدللة ولست خادمة لي وعندما تكبرين ستكونين زوجتي المستقبلية التي ستعيش معي طوال حياتي. وكانت هذه نهاية القصة.