تُعد قصة الجرس العظيم هي قصة صينيّة شعبيّة، قامَ الكاتب نومان هندسال بيتمان بتأليفها في عام 1919م وقامَ المحرر أندرو لانغ بتحريرها. حيث طُبعت هذه القصة في كافة مكتبات مدينة بكين في جمهورية الصين الشعبيّة وفي بعض المكتبات في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- عالم الفلك كوان يو.
- الحاكم يونغ لو.
- الرجل مينغ لين.
- الفتاة كو أي.
قصة الجرس العظيم:
جلس يونغ لو العظيم على عرشه محاطًا بمئات الحاضرين، كان حزينًا للغاية لأنه لم يخطر على باله أي فكرة مميزة ليفعلها لبلده. بدأ يبكي ويقول: لقد نقلت العاصمة من الجنوب إلى بكين وبنيت هنا مدينة عظيمة لقد أحطت مدينتي بسور أكبر من سور الصين الشهير، لقد شيدت في هذه المدينة العشرات من المعابد والقصور. تنهد بشدة وأكمل: لقد قام الحكماء والعلماء بتجميع كتاب عظيم عن الحكمة يتكون من 23000 مجلد، وهو أكبر وأروع مجموعة تعليمية جُمعت على الإطلاق، لقد قمت ببناء أبراج المراقبة والجسور والآثار العملاقة.
أكمل قائلًا: والآن، للأسف مع اقترابي من نهاية أيامي كحاكم للمملكة الوسطى لم يعد هناك شيء يمكن القيام به من أجل شعبي ويجب علي الموت بدلًا من أنْ أكون بدون فائدة. قال أحد رجال الحاشية الأكثر إخلاصًا للحاكم واسمه مينغ لين: سيدي اقترح عليك القيام بشيء يمكنه أنْ يجعلك أفضل حاكم على الإطلاق في نظر أبناء شعبك. قال له الحاكم: إذا اقترحت علي شيء جيد، سأمنحك ريشة الطاووس الملكي. قال له مينغ لين: يجب عليك أنْ تقوم ببناء جرس كبير؛ وذلك حتى يتم حث الناس على أداء أعمالهم وعدم التوقف عن العمل.
أُعجب الحاكم كثيرًا بفكرة الرجل صاحب هذه الفكرة العظيمة وقال له مينغ لين: لقد قيل لي أنْ بناء مثل هذا الجرس يتطلب عبقرية الشاعر ومهارة عالم الفلك كوان يو الذي صنع بمهارة المدفع الإمبراطوري، يمكنه بناء جرسًا عملاقًا. كانت ابنة كوان يو مخطوبة لابن مينغ لين الوحيد، وستكون ضربة حظ كبيرة لمينغ لين إذا كان والد زوجة ابنه سيحصل على دعم مباشر من الحاكم. ذهب مينغ لين واقترح على كوان يو بناء الجرس، ولكن عندما اكتشفت ابنة كوان يو ما هو على وشك القيام به شعرت بخوف شديد.
صرخت وقالت: يا والدي فكر جيدًا قبل أنْ تعطي هذا الوعد، بصفتك صانع مدافع أنت ناجح، ولكن إذا فشلت فإنَّ غضب الحاكم العظيم سوف يدمرك. قالت والدة الفتاة كو أي: لا يجب عليك التدخل بشؤون والدك، دعيه يقوم بهذا العمل. ذهب كوان يو إلى القلعة وتلقى التعليمات من الحاكم وقال له: يجب أنْ يكون هذا الجرس عظيماً لدرجة أنَّ صوته يُسمع على مسافة ثلاثة وثلاثين ميلاً، ويجب أنْ تضيف النسب المناسبة من الذهبوالنحاسوالفضة بالنسب المناسبة؛ ليكون جرس جيد ذو مظهر لائق.
بدأ كوان يو بالعمل على جمع المعلومات اللازمة لبناء الجرس وكان يتواجد أمامه أكوام من الذهب والفضة والنحاس ويجب عليه أخذ الكميات التي يراها مناسبة لصنع الجرس. كانت جميع الرعايا تسأل عن هذا الجرس، متى سيتم الانتهاء منه؟ وكم سيكون حجمه؟ كان الحاكم لديه فضول كبير كبقية رعيته وكان يسأل نفس هذه الأسئلة. جلب الحاكم أحد العلماء والمنجمين لرؤية عمل كوان يو، كان كوان يو يشعر بالخوف الشديد وكانت ابنته قلقلة للغاية عليه.
كان الجرس عبارة عن كتلة كبيرة خالية من أي نقوش، وكان كوان يو سيُقتل بسبب سوء عمله وقال: أيها الحاكم لقد حثتك على عدم تعييني، ولكن خذ حياتي كعقاب على فشلي. قال له الحاكم: يا كوان يو سأكون سيدًا لئيمًا حقًا إذا لم أمنحك فرصة أخرى. استجاب كوان يو لأمر الحاكم وفي اليوم التالي بدأ مهمته مرة أخرى، لعدة أشهر كان يعمل ليلًا ونهارًا وكان يذهب إلى المعبد ويناشد الآلهة أنْ تمنحه القوة والمساعدة لإتمام عمله. ومرة أخرى جلب الملك أفضل العلماء لرؤية جرس كوان يو، وللأسف لم يكن أفضل من الأول فلم تمتزج العناصر بشكل جيد وكان الجرس قبيح المنظر ومتصدع.
سقط كوان يو على الأرض وكان حزين للغاية قال له الحاكم: سأمنحك الفرصة الثالثة والأخيرة وإذا لم تقم بعملك بشكل جيد سأقتلك! وفي أحد الأيام كانت ابنة كوان يو تجلس وتسرح شعرها، وفجأة رأت طائر يهمس في إذنها: يجب أنْ تذهبي وتستشيري المشعوذ الشهير الذي أتى إلى المدينة، قومي ببيع أحجار اليشم وغيرها من المجوهرات وأعطيه إياها؛ وذلك لأن هذا الرجل الحكيم لن يصغي لك إلا إذا جذبت انتباهه بمبالغ طائلة من المال. فعلت ما طُلب منها وذهبت إلى المشعوذ وقالت له: أخبرني كيف يمكنني إنقاذ والدي؛ لأن الحاكم أمر بقتله إذا فشل للمرة الثالثة في صنع الجرس.
قال المشعوذ: لا يمكن أنْ يتحد الذهب بالفضة ولا النحاس بالحديد، إلا إذا خُلط معهم دم أحد العذارى، ولكن الفتاة التي ستتخلى عن حياتها لتحقيق الاندماج يجب أنْ تكون نقية وجيدة. قررت كو أي بالتخلي عن حياتها لأجل إنقاذ حياة والدها وعندما طلب الحاكم كوان يو ليرى عمله، قفزت كو أي في المزيج المنصهر الخاص بالجرس وبهذا امتزجت العناصر مع بعضها البعض. كان والدها قد استعد للموت وجهز كل ما يلزم لجنازته، ولكنه عندما رأى ابنته تموت أمام عينيه لحق بها ولكنه لم يستطيع إمساك أي شيء سوى حذائها الذهبي.
وبعد هذه التضحية العظيمة رن صوت الجرس الضخم فوق المدينة العظيمة ليصدر نغمة أشبه بالصراخ لمناداة اسم العذراء التي قدمت نفسها كأضحية لوالدها، وكان كل من يسمع صوت الجرس يتحسر على الفتاة المسكينة كو أي. ظل والدها يشعر بالحسرة عندما يسمع صوت الجرس ينادى على ابنته الجميلة كو أي، وقال له الحاكم: لم أرى في حياتي كلها أحد يقوم بمثل هذه التضحية لا بد بأنَّها كانت تحبك للغاية، يجب عليك أنْ تفتخر بما قدمته ابنتك لك.
أكمل الحاكم قائلًا: اسم ابنتك سيُخلد للأبد واسمها سيظل في هذه الدنيا ما زال هذه الجرس يدق وبالطبع ستصبح حكاية شعبيّة أشبه بالخيال يتداولها كل الصينيون عندما يرون القصص لأطفالهم أو عندما تُذكر التضحية أمامهم. وعندما تموت سأحرص على بقاء ذكرى ابنتك يا كوان يو، بدأ كوان يو بالبكاء وامسك حذاء ابنته الذهبي المرصع بالفضة وقال: من الأفضل لي أنْ ألحق بها آه يا ابنتي الجميلة كانت تحلم بأنْ تتزوج وتنجب الأطفال وتصبح معلمة لأبنائها، وبسببي ماتت يافعة ولم تحقق أي من أحلامها.
قال الحاكم: كن واثقًا يا كوان يو بأنْ ابنتك حققت أكبر حلم لها وهو انقاذك من الموت. سعد كوان يو قليلًا عندما سمع ذلك. وبعدها بفترة توفي كوان يو وظل الجرس ينادى باسم ابنته وعندما أصبح الجرس أنقاضًا ظلت ابنته أعظم حكاية تضحية شعبيّة. وكانت هذه هي نهاية القصة.