الفشل هو لا يعني عدم النجاح بل الفشل يعني الاستسلام والتوقّف عن المحاولة، والشعور بالإحباط واليأس من المحاولات الأولى، سنحكي في قصة اليوم عن غراب عطشان بحث عن ماء فوجد إبريق، لم يكن يعرف كيف سيشرب منه لأنّ منقاره طويل؛ فقام بعدّة محاولات لم تنجح، ولكن بسبب محاولاته وعدم استسلامه استطاع أن يجد طريقة ناجحة ساعدته على الشرب والارتواء.
قصة الغراب العطشان:
كان هنالك مجموعة من الطيور المختلفة تعيش في حقل من الحقول، وفي يوم من أيام الصيف الحارّة نفذ الماء في الحقل، وكان هنالك غراب عطش جدّاً؛ لذلك قرّر أن يطير وينتقل لحقول أخرى بحثاً عن الماء، طار الغراب وحلّق فوق حقل وآخر ولكن دون جدوى؛ فلم يجد أي أثر للماء، وفي نهاية الأمر شعر بالتعب والإرهاق الشديدين.
شعر الغراب بالحزن الشديد وقرّر الاستقرار فوق أحد غصون الأشجار، وفجأة التفت للأسفل فوجد إبريقاً، فرح جدّاً وقرّر أن ينزل كي يتأكّد هل يحتوي هذا الإبريق على ماء أم لا، وعندما اقترب وجد أن هذا الإبريق يوجد الكثير من الماء بداخله؛ فرح جدّاً وأراد أن يشرب ولكن هنالك مشكلة.
عندما حاول أن يشرب أراد إدخال رأسه، ولكن مدخل الإبريق كان ضيقّاً جدّاً، فلم يستطع الشرب منه ففكّر في طريقة ما ليشرب منه، كان أول ما خطر بذهنه أن يقوم بدفع الإبريق على الأرض كي يسيل الماء منه ويشرب، ولكن عندما دفعه وجده ثقيلاً ولم يستطع تحريكه.
شعر الغراب بالغضب الشديد لعجره عن تحريك الإبريق وفكّر في حيلة ثانية، بدأ يضرب بمنقاره الطويل على مدخل الإبريق لعلّه يستطيع أن يجعله أوسع قليلاً فيدخل فمه ويشرب، ولكن عندما بدأ بنقر مدخل الإبريق لم يستطع أن يحدث به أي شيء؛ لأنّه شديد الصلابة فبقي كما هو.
عندما فشلت حيلته الثانية قرّر أن لا يستسلم ويفكّر بطريقة ذكية، فنظر من حوله ووجد مجموعة من الحجارة على الأرض، فكّر قليلاً ثم قال في نفسه: سأقوم بجمع هذه الحجارة وأضعها داخل الإبريق وبذلك سيرتفع الماء وأستطيع الشرب. بدأ بإلقاء الحجارة واحداً تلو الآخر داخل هذا الإبريق، ووجد أن الماء قد ارتفع فعلاً واستطاع أن يشرب ويرتوي منه.