قصة الفارس الصامت - The Silent Cavalier

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة الفارس الصامت هي قصة برتغاليّة شعبيّة، قامَت الكاتبة (Elsie Spicer Eells) بتأليفها في عام 1922م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة لشبونة في البرتغال وفي مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. وتُعبر هذه القصة عن الحب الكبير والسري الذي حمله الفارس يسوع ماريا للفتاة الجميلة إيدا التي شاهدها وهو يبحث عن مكان ليقيم فيه طوال حياته.

الشخصيات

  • الفارس يسوع ماريا.
  • الفتاة البرتغالية إيدا.

قصة الفارس الصامت:

في الأيام الأولى عندما تم اكتشاف جزر الأزور حديثًا، كان هناك العديد من المستوطنين الفلمنكيين الذين قدموا إلى هذه الجزر وكان من بينهم فارس شاب من كتيبة القديس جورج من بورغونها. كان اسمه يسوع ماريا والسبب في قدومه هو أنَّ راهبًا حكيمًا أخبره أنَّ طريقه للحياة سيكون عن طريق البحر. كان القديس يحاول إقناع الشاب للذهاب برحلة للبحر ووافق الشاب على ذلك بسهولة وأبحر على الفور في رحلة طويلة قادته أخيرًا إلى جزيرة فايال.

كان الشاب يسوع ماريا يحب الساحل الصخري حيث تنبض الأمواج وكان يحب الوادي حيث تجري الأنهار وكان يحب البحيرة حيث تلعب الأسماك. وصل الشاب إلى قمة جبل بيكو المغطاة بالثلوج وقرر بأنَّ منزله سيكون على هذا الجبل؛ وذلك لأنه أحب إطلالة الجبل كثيرًا وشعر نفسه كأنَّه في بيته فور رؤيته لهذا الجبل الجميل. وبعد أنْ أمضى وقتًا طويلًا في التفكير قال لنفسه: كان البحر هو طريقي للحياة حقًا، البحر أوصلني إلى بلد عادل وجميل للغاية.

في جزيرة فايال كان هناك بعض المستوطنين البرتغاليين وواحدة من هؤلاء المستوطنين لديها ابنة جميلة للغاية وكانت هذه الفتاة الجميلة تُدعى إيدا. اعتقد الشاب الفلمنكي يسوع ماريا بأنَّها كانت أجمل فتاة رآها على الإطلاق، فلقد وقع في حبها بشدة وكان يريدها زوجة له، ولكن لسوء حظ هذا الشاب جميع الفرسان الذين يعملوا في كتيبة القديس جورج من بورغونها تعهدوا بأنَّهم لن يتزوجوا أبدًا وكأنَّهم قديسين.

لم يستطع يسوع ماريا أنْ ينقض العهد الرسمي الذي قدمه عندما انضم إلى هذه الكتيبة، كما أنَّه لا يستطيع أنْ ينسى العيون الخضراء الجميلة وخصل الشعر الذهبية الخاصة بالعذراء البرتغالية إيدا وبدا كما لو أنَّ قلبه سينكسر إلى أشلاء وهو يفكر بما سيجري له. بدأ الشاب يقول لنفسه: سأترك هذه الجزيرة وأعود إلى بلدي، فأنا لا أستطيع الزواج من هذه الفتاة الجميلة التي كانت أول حب لي في هذه الحياة ولا أستطيع أنْ أنكث وعدي المقدس.

وفجأة تذكر الشاب الكلمات التي قالها الراهب الحكيم له عن طريقه للبحر وبأنَّ هذا الطريق هو الحياة التي سيعيشها للأبد، ولذلك قرر بأنَّه لن يعود إلى موطنه الأصلي فلاندرز أبدًا فالقدر قد سن حياته. وهو في حيرة من أمره، بدأ الشاب ينظر إلى المياه الزرقاء اللامعة وبدأ ينظر إلى القمة الهادئة المغطاة بالثلوج لجبل بيكو، كان مشهد سكونها المهيب يمنحه القوة ليسكت لسانه ويمنعه من التحدث عن حبه الكبير الذي يحمله بداخله للفتاة البرتغالية الجميلة إيدا.

وبعدها أقسم الشاب يسوع ماريا بأنَّه لن يتحدث عن حبه أبدًا ولم تعرف إيدا العذراء أبدًا المكانة التي احتلتها داخل قلب الفارس الفلمنكي. مرت الأيام ببطء والشاب يسوع ماريا لم يستطع تحمل المزيد، فلقد شعر بأنَّ قوته لم تعد كافية ليسكت لسانه كي لا يفصح بحبه الشديد للفتاة البرتغالية. وذات صباح في قاربه الصغير، عبر الشاب يسوع ماريا المياه الزرقاء الخاصة بجزيرة بيكو وذهب بعيدًا إلى مكان لا يعمله أحد في هذا العالم سواه.

ولم يستطيع الشاب السكن في الكوخ الجميل الذي بناه ليقيم به طوال حياته وكان التزامه الديني أقوى من حبه. لم يعد هذا الشاب إلى جزيرة فايال أبدًا ومع مرور السنين تم الحديث عنه وعن حبه للجميلة إيدا وقيل عنه بأنَّه ناسك بيكو الصالح الصامت الذي لم يعرف أحد سره. وعندما مات الفارس يسوع ماريا، نمت شجرة دراق بجانب قبره الذي كانت شعار لصمته القاتل. كانت ورقة هذه الشجرة لها شكل لسان الإنسان وثمرتها لها شكل يشبه إلى حد ما قلب الإنسان.

ويقولون بأنَّ كل بذرة تسقط على الأرض تنبت منها شجرة دراق أكبر من الآخرى. وفي الوقت الحالي يقولون بأنَّ الصمت علامة وإشارة للتعبير عن الحب في هذه الجزيرة البعيدة.


شارك المقالة: