قصة الفرس الرمادي في غاريت - the grey mare in the garret

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة الفرس الرمادي في غاريت هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت مطبعة غيبينغز هي أكثر المطابع التي اهتمت بهذه القصة، وهي مطبعة بريطانية. تُعتبر هذه القصة قصة شعبية شائعة للغاية عند الحديث عن وفاء الزوج لزوجته وطمع البعض من الناس.

الشخصيات:

  • السيدة ريشموديس.
  • زوج السيدة ريشموديس.
  • القندلفت.

قصة الفرس الرمادي في غاريت:

في قديم الزمان عند بوابة كنيسة الرسل بالقرب من السوق الجديد في كولونيا، عُلقت صورة شخصية للسيدة ريشموديس وطفليها الذين ترتبط القصة التالية بهم. كانت الصورة مغطاة بستارة قامت السيدة ريشموديس بصناعتها، كان زوجها أحد سكان مدينة كولون الثريين وكان يعيش في أفخم أماكن المدينة. وخلال ذلك الوقت، دمر وباء مخيف كل أحياء المدينة وأصاب هذا الوباء السيدة وتوفيت ودُفنت في خزائن كنيسة الرسل وكانت ترتدي خواتمها المرصعة بالجواهر في أصابعها ومعظم الحلي التي أهداها إياها زوجها، وهذا أغرى قندلفت الكنيسة، وهو الشخص المسؤول عن أمن المقابر.

وبعد وفاة زوجته شعر الزوج بالضيق الشديد وكان دائم البكاء، كانت ثياب زوجته دائمًا بجواره يشتمها وينام بقربها؛ فكان يشعر بوجود زوجته معه هكذا. كان السيد متعلق كثيرًا بالخيول التي كانت لديه في الإسطبل، وكان الفرس الرمادي هو الفرس المحبب لزوجته؛ ولهذا السبب كان دائمًا يرعاه جيدًا وفاءً لزوجته. وبالعودة إلى القندلفت كان يريد أنْ يستولي على مجوهرات السيدة وقرر بأنَّها كجثة لا يمكن أنْ تقوم بإيذائه. وليلًا ذهب إلى القبو وبدأ بأعمال التعدي على المقدسات وقامَ بفك غطاء التابوت ثم أزاله تمامًا وشرع في تمزيق الكفن الذي كان العائق الوحيد بينه وبين فريسته، ولكن بدأت الجثة وهي تشبك يديها ببطء معًا بالوقوف.

هرب القندلفت بعيدًا ولم يكن لديه الشجاعة الكافية للنظر خلفه. وكانت السيدة تسير ببطئ، وحينها هرب القنلدفت. ذهبت الجثة إلى منزل زوجها وأرادت مقابلته، شاهدها الحصان الذي كان في الإسطبل وبدأ يصهل بأعلى صوت. سمع خدم المنزل صهيل الحصان وخرجوا لرؤية ما يجري، رأى أحدهم السيدة تمشي في الإسطبل وجن جنونه.

ذهب إلى سيده وقال له ما رآه، قال له سيده: هذا لا يمكن أنْ يكون صحيحًا لا بد بأنَّك تتخيل. كان الحصان يُسمى بالفرس الرمادي، قال السيد: لا بد بأنَّ الفرس الرمادي قد أرعبك كثيرًا لقولك مثل هذا الكلام، فزوجتي الحبيبة قد ماتت منذ أيام ولا بد بأنَّك تحلم يا هذا، اذهب إلى فراشك! وبعد قوله هذا ظهرت السيدة أمام زوجها وقال له: كيف حالك يا عزيزي؟ تبدو متعب للغاية، هل رحيلي أتعبك كثيرًا؟

صُعق السيد لسماع صوت زوجته وقال لها: هل أنت حقيقية أم أنَّك مجرد شبح وتخيلات وهمية؟ قالت له: لا يا عزيزي هذه أنا حبيبتك البشرية. حضن السيد زوجته بحرارة وبدأ يبكي على ما مر به من حزن خلال الأيام التي لم تكن زوجته بالقرب منه فيها، ومن ثم حمل زوجته ووضعها لتنام في فراشها وبالطبع أزال عنها الكفن المخيف. ظل الرجل فوق رأس زوجته ويراقب حالها وكان خائفًا للغاية بأنْ تكون مجرد تخيلات أو مجرد شبح وروح لزوجته، وعندما حل الصباح وكانت زوجته ما زالت بجانبه، أمسكها بين ذراعيه وانهال عليها بالأحضان.

بدأت السيدة ريشموديس تشرح لزوجها ما حل بها عندما كانت في المقبرة وهنا قرر الذهاب إلى القندلفت وقتله، ولكن وجد بأنَّه قد أصبح مجنونًا فتركه لجنونه. وحينها أصبح الأمر حديث المدينة وكان المئات يتدفقون يوميًا لرؤية السيدة التي تم إنقاذها من القبر بطريقة رائعة للغاية. عاشت السيدة مع زوجها طويلًا حياة سعيدة للغاية وعند وفاتها وُضعت مرة أخرى في تابوتها القديم. وعُلقت صورتها على مدخل الكنيسة كتذكار للحدث العظيم الذي حصل معها.

وعندما كانت لا تزال على قيد الحياة، قامَت بالتبرع بمجوهراتها للمحتاجين وكذلك قدَّم زوجها مبالغ طائلة للمحتاجين؛ لعودة زوجته إلى الحياة مرة أخرى. وبالعودة إلى الفرس الرمادي، اعتبر الزوج بأنَّ الفرس هو السبب الرئيسي لعودة السيدة إلى بيتها، فلولا صهيله لما عرف أحد بتجول السيدة في الإسطيل وإذا كان قد شاهدها أحدهم بالتأكيد سيخيفها بسبب ردة الفعل التي سيعطيها عند رؤيته الكفن المتحرك. وبعد ذلك، قامَ السيد ريشموديس بجلب زوجة للفرس كهدية له. وكانت هذه هي نهاية القصة.


شارك المقالة: