قصة عندما عمل القمح الويل - When Wheat Worked Woe

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن قصة عندما عمل القمح الويل:

تُعد قصة عندما عمل القمح الويل هي قصة هولنديّة شعبيّة، وهي واحدة من أشهر القصص الشعبية الهولنديّة.

الشخصيات:

  • الزوج الغني.
  • الزوجة المغرورة.
  • القبطان.

ملخص أحداث عندما عمل القمح الويل:

ذات يوم كانت هناك حقول خصبة وعشرات المدن التي تغطيها المياه، أبحرت أساطيل السفن في بحيرة فليفو وفي النهر الذي يصب في البحيرة، وعلى أطراف هذه البحيرة والنهر تنتشر المدن المشرقة والجميلة وتدق أجراس الكنائس فرحًا بزفاف أحدهم أو تُقرع تعاطفًا مع حزن أحدهم. وفي هذه الأراضي، كانت الأعياد كثيرة؛ وذلك بسبب الثروة التي جلبتها السفن من أراض قريبة وبعيدة.

في العصور البعيدة عندما كانت الأنهار الجليديّة الطويلة والعاليّة تكثر في النرويج، كانت ستافورين مكان ضريح ستافو، إله العاصفة. كان الناس فقراء للغاية، ولكن الكثير من الحجاج جاءوا للعبادة في مذابح ستافو. وبعد أنْ جاء الدين الجديد إلى الأرض ازدادت الحروب والثورات؛ وذلك لأن السفن كانت تتاجر مع سكان الأراضي الدافئة في الجنوب. نشأت مدينة عظيمة منحها الكونتون الهولنديون امتيازات لا يعلى عليها، وحاولوا سكان ستافورين منح مدينتهم نفس الحرية التي تتمتع بها المدينة الحرة التي تمتدد عبر بحيرات جبال الألب.

ثم جاء عصر الذهب في ستافورين، وكان الناس أثرياء للغاية لدرجة أنَّ البراغي والمفصلات والمفاتيح والأقفال الخاصة بأبوابهم كانت مصنوعة من هذا المعدن الأصفر الثمين. وفي بعض المنازل كانت أرضية الصالون مرصوفة بالذهب البندقي من إسبانيا. وفي هذه المدينة يعيش زوجان، حصلا على ثروتهما من تجارة السفن. كان الرجل تاجرًا طيب القلب وصادقًا عمل بجد وكان يسهل إرضاءه. ولكن زوجته كانت مستاءة وغاضبة دائمًا ولم تقتنع بما تملكه أبدًا، حتى جيرانها سئموا أنينها وشكاويها وقالوا بأنَّه يجب نحت هذه الكلمات على شاهد قبرها: أردت شيئًا آخر.

وفي كل رحلة يقوم بها التاجر في السفن التي يمتلكها، كان يطلب من القباطنة إحضار شيء نادر ورائع معهم كهدية لزوجته. كبعض المنحوتات الجميلة والصورة واللوحات الغريبة ولفافة من الحرير لصناعة فستان حريري وطوق من الدانتيل والجواهر اللامعة وطائرًا غناءً أو حيوانًا غريبً أو برميل فاكهة أو علبة من الحلويات. بهذه الهدايا سواء كانت هدية كبيرة أو صغيرة كان الزوج يأمل إرضاء زوجته، لكن لن ينجح في إرضاءها أبدًا. ولذلك بدأ يعتقد أنَّ ذلك كان خطأه، كونه رجلاً لم يستطع معرفة ما تريده المرأة. لذلك قرر أنْ يجرب ذكائه وأذواقه ليرى ما إذا كان بإمكانه تلبية رغبات زوجته.

وفي أحد الأيام، عندما كان أحد أفضل القباطنة على وشك الإبحار في رحلة إلى الشمال الشرقي إلى دانتزيغ، التي تقع تقريبًا بجانب روسيا، واستفسر منها عما يجب أن يجلبها لها. فقالت: أريد أفضل شيء في العالم، احضره لي. أخبر التاجر القبطان أنْ يبحث عن ما يعتقده هو بأنَّه أفضل شيء على وجه الأرض، فصعد القبطان على متنها ورفع المرساة وأبحر. قرر القبطان بجلب القمح لها، فظن أنَّ القمح الذي يُصنع منه الخبز هو الشيء المطلوب.

وبعد ذلك، عادَ الزوج إلى منزله وقال لزوجته: لدي مفاجأة سعيدة لك، لا أستطيع أن أخبرك الآن يجب أن تأتي معي لترى. وبعد الغداء، اصطحب زوجته على متن السفينة وأطلق غمزة من عينه على القبطان، الذي أومأ برأسه للبحارة فقاموا بفتح البوابات. نظر التاجر إلى الأعلى منتظرًا أنْ يرى ويسمع زوجته تصفق يديها من الفرح، ولكن المرأة الجشعة أدارت ظهرها له وطاردها غضبًا. صرخت: ألقيها كلها في البحر أيها الحقير لقد خدعتني. حاول الزوج تهدئتها وشرح أنَّه كان يفكر في الحصول على القمح كأفضل هدية في العالم، على أمل أنْ يرضيها بذلك.

وفي تلك اللحظة، وقف بعض المتسولين الجائعين على الرصيف وسمعوا صوت السيدة العالي فجلسوا على ركبهم وقالوا لها: أرجوك سيدتي أعطينا بعضًا من هذا القمح نحن نتضور جوعاً. قال القبطان: نعم يا سيدتي، وهناك الكثير من الفقراء في ستافورين على الرغم من كل ما يوجد فيها من ذهب. وأكمل القبطان قائلاً: لماذا لا تقسمي هذا القمح بين المحتاجين يا سيدتي، ستفوزين بذلك بالثناء من الناس.

وعلى الرغم من كل هذا الحديث، إلّا أنَّ المرأة الغاضبة لم تستمع لأحد وبقيت على متن السفينة وحثت البحارة على إلقاء كل نواة قمح في البحر. قال زوجها: لن أحاول إرضائك مرة أخرى أبدًا، سوف يلعنك الجائع وقد تعاني من أجل الطعام؛ بسبب هذا الهدر المقصود. استمعت الزوجة في البداية بصمت، ثم أدخلت أصابعها في أذنيها حتى لا تسمع أكثر. قالت: أنا غنية جدًا ولا يمكن أنْ أحتاج أحد يومًا. ولإظهار ازدرائها لمثل هذه الكلمات، أزالت خاتمًا من إصبعها وألقته في مياه المرفأ، كاد زوجها أنْ يموت من الحزن والعار عندما رأى أنَّه خاتم زواجها الذي ألقته في البحر.

وقالت بصوت عالٍ: اسمعوا جميعًا، عندما يعود هذا الخاتم إليّ سأجوع. وبعد ذلك دعت السيدة مجموعة من الضيوف إلى حفلة أقامتها؛ لتبين أنَّها لا تهتم بكلام زوجها. وعندما كانوا جميعًا جالسين تم تقديم طبق الحساء الأول في أطباق فضية والتي أُعجب بها الجميع. وعندما أراد الطاهي إحضار السمك، قال بأنَّه يوجد شيء ذهبي في فم السمكة، قالت السيدة: ربما الآن سأحصل على ما طال انتظاره، أفضل شيء في العالم. رد الضيوف: كلنا نأمل ذلك. ولكن عندما جاء رئيس الطهاة إلى قاعة المأدبة وانحنى، أمسك يد حبيبته وكان معه خاتم ذهبي، وعندما رأت السيدة الخاتم شحب وجهها.

كان هذا هو الخاتم ذاته الذي ألقيت به في اليوم السابق بالبحر، وعرف الضيوف بأنَّ هذا الخاتم هو خاتم السيدة، كانت هذه فقط بداية المشاكل. وفي تلك الليلة مات زوجها، وفي اليوم التالي أُحرقت المستودعات التي كانت تحتوي على بضائع ثمينة. وقبل أنْ يتم دفن زوجها بشكل لائق، هبت عاصفة شديدة من الشمال ووردت أنباء عن تحطيم أربع من سفنه، بالكاد نجا بحارتها بحياتهم وكانوا هم وعائلاتهم الآن يطالبون بالخبز.

وبعد ذلك اضطرت الزوجة لبيع منزلها وكل ما بداخله لدفع ديونها. كما أنَّها قامت برهن خاتمها عند الصائغ؛ لتأخذ المال لشراء الخبز. الآن بعد أنْ أصبحت فقيرة، لم ينظر إليها أي من الأثرياء السابقين الذين حضروا عشاءها الكبير، كانت تتوسل منهم الخبز في الشوارع. ولكن من يريد مساعدة هذه المرأة التي أهدرت الحنطة؟ كانت تذهب إلى أكشاك الأبقار وتأكل ما تبقى من طعام الماشية. وقبل نهاية العام تم العثور عليها ميتة في إسطبل، وهكذا انتهت حياتها البائسة، ولكن حتى هذا لم يكن نهاية ثمار شرها، فكان هناك قضيب رملي يتشكل في النهر وهذا منع السفن من الصعود إلى الأرصفة. ومع توقف تجارتها أصبحت المدينة أكثر فقراً كل يوم.

وبمرور الوقت عند انخفاض المد، رأى بعض الصيادين حقلاً أخضر تحت سطح الميناء، لم تكن حديقة الأعشاب البحرية فبدلاً من دوران الأوراق مع المد، كانت هناك سيقان ترتفع عالياً كان القمح قد نبت في البحيرة. وفي مناطق أخرى من البحيرة ظهرت قمم هذه السيقان فوق الماء، ولكن في غضون فترة زمنية قصيرة، تلاشت شهرة المدينة وثروتها مثل الحلم، تدريجيًا تضاءل عدد السكان وأصبحت التجارة في هذه المدينة ذكرى. كان على الناس الذين بقوا على قيد الحياة أكل خبز الشعير بدلاً من القمح، ودمرت الفيضانات المزارع وجرفت أجزاء كبيرة من المدينة.

وفوق كل هذا، دمرت أمواج المحيط المدينة وغرقت الكنائس والأديرة والمستودعات والأرصفة. وهكذا انتهت المدينة وأهلها بسبب القمح الذي كان مُلقى به في النهر والذي وقف الحياة بأكملها في المدينة.


شارك المقالة: