قصة قصيدة أظلوم إن مصابكم رجلا

اقرأ في هذا المقال


من العرب أناس أجادوا علوم اللغة العربية أكثر من سواهم، فتميزوا وخلدوا في التاريخ، ومن هؤلاء أبو عثمان المازني، الذي برع في علم النحو، وكان ذلك سببًا في شهرته.

من هو الحارث بن خالد المخزومي؟

هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهو أحد شعراء قريش المعدودين الغزليين، من شعراء العصر الأموي.

قصة قصيدة أظلوم إن مصابكم رجلا

أما عن مناسبة قصيدة “أظلوم إن مصابكم رجلا ” فيروى بأن أبو عثمان المازني وهو أحد أشهر علماء مدينة البصرة في علم النحو كان في يوم من الأيام في مجلسه، فدخل إلى مجلسه رجل يهودي، وطلب منه أن يقرأ عليه كتاب سيبويه، على أن يعطيه مقابل ذلك مائة دينار، ولكن أبو عثمان رفض أن يقرأه عليه، فقال له محمد بن يزيد المبرد وقد كان في مجلسه: سبحان الله، أترفض مائة دينار على الرغم من حاجتك إليها؟، فقال له: نعم، فإن هذا الكتاب يحتوي على ثلاثمائة آية من كتاب الله، ولا أريد أن أمكن منها كافر، فسكت محمد بن يزيد ولم يتكلم.

وبعد ذلك بعدة أيام كان الخليفة الواثق بالله في مجلسه، وعنده ندمائه، وبينما هم جالسون أمر الخليفة إحدى الجواري أن تغني، فأخذت تنشد قائلة:

أظلومٌ إن مصابكم رجلاً
أهدى السلام تحية ظلم

يخاطب الشاعر في هذا البيت ويقول لها بأن ما أصابهم كحال رجل رد السلام على أناس وهو يظلمهم.

وقامت الجارية بنصب كلمة رجل، فقال بعض الندماء بأنه كان عليها أن ترفعها لأنها خبر إن، فقالت لهم الجارية: والله إني حفظته هكذا من معلمي، فوقع نزاع بين الحاضرين، فسأل الخليفة الحاضرين: من في العراق أهل في اللغة نسأله؟، فقالوا له: لا يوجد سوى أبو عثمان المازني، فهو أعلم أهل زماننا في اللغة، فبعث إليه الخليفة بكتاب، وأمره في هذا الكتاب أن يسير إليه، وعندما وصل الكتاب إلى أبي عثمان، خرج من البصرة وتوجه إلى بغداد، ودخل إلى مجلس الخليفة، فأكرمه الخليفة، ومن ثم عرض عليه البيت، فقال له أبو عثمان: إن الحق مع الجارية، فلا يجوز بكلمة رجل سوى النصب، لأن مصاب مصدر، وتعني الإصابة، وكلمة ظلم هي خبر إن، ولا يتم الكلام سوى بها.

ففهم الخليفة كلامه، وعلم أن جاريته كانت على صواب، وأمر له بألف دينار، وأمر له بهدايا وتحف كثيرة لأهله، ووهب له تلك الجارية، ومن ثم أعاده إلى البصرة وهو مكرم، وعندما وصل إلى البصرة جلس مع محمد بن المبرد، وقال له: أرأيت يا محمد، لقد تركت لله مائة دينار، فعوضني بدلًا منها ألفًا.

الخلاصة من قصة القصيدة: أنشد في يوم من الأيام بيت من الشعر في مجلس الخليفة الواثق بالله، واختلف في إعرابه الحاضرون، فاستعان الخليفة بأبي عثمان المازني لكي يعربه له، فأعربه، وأكرمه الخليفة بسبب ذلك.


شارك المقالة: