قصة موتي أو (‘MOTI) هي قصة خيالية لأندرو لانغ من سلسلة كتاب الجنيات الأرجواني.
الشخصيات:
- موتي.
- الملك.
قصة موتي:
تدور أحداث القصة حول شاب يدعى موتي، كان كبيرًا جدًا وقويًا، لكنه كان أكثر المخلوقات الخرقاء التي يمكنك تخيلها، كان خارق لدرجة أنه كان دائمًا يضع قدميه الكبيرة في أوعية الحليب التي كانت والدته تضعها على الأرض لتبرد، ودائمًا ما يحطم، ويكسر، حتى قال له والده أخيرًا: موتي، هذه خمسون قطعة فضية ادخرتها لسنوات، خذهم واذهب واكسب رزقك أو ثروتك إذا استطعت.
بدأ موتي في صباح أحد أيام الربيع المبكرة مع العصاة السميكة على كتفه، وهو يغني لنفسه بمرح حتى وصل مدينة في أمسية حارة حيث دخل نزل المسافرين لقضاء الليل، كان النزل بشكل عام مجرد مربع كبير محاط بجدار مرتفع مع أعمدة مفتوحة على طول الجزء الداخلي بالكامل لاستيعاب كل من الرجال والحيوانات، وربما مع غرف قليلة في أبراج في الزوايا لأولئك الذين هم أغنياء جدًا لدرجة أنهم لا يهتمون بالنوم بجانب جمالهم وخيولهم لحراستها.
كان موتي، بالطبع ، فتى ريفي كان يعيش مع الماشية طوال حياته، ولم يكن ثريًا ولم يكن فخورًا، لذلك استعار سريرًا من صاحب النزل، ووضعه بجوار جاموس عجوز، وفي خمس دقائق غرق في النوم، وفي منتصف الليل، استيقظ ووضع يده تحت وسادته فشعر بالفزع لأنّ حقيبته النقدية قد سُرقت.
قفز بهدوء وبدأ يتجول ليرى ما إذا كان أي شخص يبدو مستيقظًا، ولكن على الرغم من أنه تمكن من إثارة بعض الرجال والحيوانات من خلال الوقوع فوقهم، إلا أنه سار حول النزل بأكمله دون أن يمر ليجدشخصاً مستيقظًا فيكون لص محتمل، وفجأة سمع رجلين يتهامسان، وضحك أحدهما بهدوء وحين نظر وراء عمود، رأى اثنين من سارقي الخيول الأفغان يعدون حقيبته من النقود! ثم عاد موتي إلى الفراش!
في الصباح، تبع موتي الأفغانيين خارج المدينة إلى سوق الخيل حيث عُرضت خيولهما للبيع، واختار من بينهم أفضل حصان صعد إليه وقال: هل هذا الحصان للبيع؟ هل يمكنني تجربتها؟ وبعد موافقة التجار، صعد على ظهره، وانطلق بالحصان هاربًا.
لم يكن موتي قد ركب حصان في حياته، لذلك لم يستطع السيطرة على الحصان الذي ذهب إلى حيث يحلو له، ولكنه سرعان ما عاد وركض مباشرة إلى النزل الذي هرب منه، وفي هذه اللحظة ظهر الأفغان وهم غاضبين، واستولوا على الحصان، فصرخ موتي: إنه حصاني، لقد دفعت لك خمسين قطعة من الفضة مقابل ذلك.
فأجاب أحد الأفغان الذي بدأ في فك اللجام: كلام فارغ! إنه حصاننا، صاح موتي: اتركوا الحصان، وأمسك عصاه وهو يقول:إذا لم تدعوا حصاني وشأنه فسأكسر جماجمكم! أيها اللصوص! أنا أعرفكم! لقد أخذتم أموالي الليلة الماضية، لذلك أخذت حصانكم اليوم، هذا يبدو عادلاً!
وعندما لم يستطيع الطرفان الوصول لحل، قرروا استئناف القانون، لذلك ذهبوا وقدموا شكوى أمام الملك بأن موتي قد سرق أحد خيولهم، وحينئذ جاء جندي لاستدعاء موتي للملك، وعندما وصل أمام الملك، بدأ الملك يسأله عن سبب سرقته الحصان، لكن موتي قال أنه حصل على الحيوان مقابل خمسين قطعة من الفضة، بينما قال تجار الخيول بأن الأموال التي بحوزتهم هي ما حصلوا عليه من بيع خيول أخرى.
أصبح الخلاف محيرًا للغاية لدرجة أن الملك الذي اعتقد حقًا أن موتي قد سرق الحصان قال أخيرًا: حسنًا، سأخبركم بما سأفعله، سوف أخبأ شيئًا ما في هذا الصندوق أمامي، وإذا خمن موتي ما هو، فإن الحصان له، وإذا لم يفعل، فهو ملككم، وافق موتي على هذا، ونهض الملك وخرج بمفرده من باب صغير في الجزء الخلفي من الحديقة، وعاد وهو يشبك شيئًا ملفوفًا عن قرب بقطعة قماش تحت ردائه، وقد أغلق الصندوق.
قال الملك لموتي: الآن خمن! لاحظ موتي أنه عندما فتح الملك الباب خلفه، كان هناك حديقة بالخارج، وأثناء انتظار عودة الملك، بدأ يفكر فيما يمكن أن يخبأ من الحديقة بحيث يكون صغيرًا بما يكفي لإغلاقه في الصندوق، هل من المحتمل أن تكون فاكهة أم زهرة؟ ثم قال في نفسه: يجب أن تكون ثمرة أو حجر، لكن ليس بحجر، لأنه لم يكن ليلف حجرًا متسخًا بقطعة قماش نظيفة، إذًا فهي فاكهة! وفاكهة بدون رائحة كثيرة، وإلا فسيخشى أن أشمها.
الآن ما هي الفاكهة التي ليس لها رائحة في الموسم الآن؟ ولأنّ موتي كان شابًا ريفيًا، وكان معتادًا على العمل في حديقة والده، كان يعرف جميع الثمار وخصائصها، فقال موتي: لقد قطفته حديثا! إنه مستدير ولونه أحمر! إنه الرمان! كان تخمين موتي بالنسبة للملك بمثابة معجزة، ودليل واضح ليس فقط على حكمته بل على برائته، لأنه كان قد وضع ثمرة رمان بالفعل في الصندوق، وبالطبع تعجب الملك وأشاد بحكمة موتي، ومنحه الحصان وبينما كان الأفغان مغادرين ، أخذ موتي الحصان وغادر.
بعد ذلك بوقت قصير، عاد موتي الذي استمر في العيش في النزل، في إحدى الأمسيات الرطبة والعاصفة ليجد أن حصانه الثمين قد ضل طريقه، ولم يعرف أحد ما حل به، وبعد الاستفسار عن كل من كان من المحتمل أن يعرف عنه شيئًا ولكن دون جدوى، فخرج موتي للبحث عنه، وبعيدًا خرج من المدينة إلى الغابة المجاورة، متتبعًا الحوافر في الوحل وعلى الرغم من تأخر الوقت، ولكن موتي ما زال يتجول حتى فجأة في الظلام، جاء مباشرة على نمر كان يأكل حصانه بشهية.
صرخ موتي: أنت لص! وركض نحو النمر وهو يضرب بعصاه على رأسه، لدرجة أن الوحش كان مذهول وبالكاد يستطيع التنفس أو الرؤية، ثم استمر موتي في إمطاره بضرباته وإيذائه حتى لم يستطع النمر المسكين الوقوف، وعندها قام موتي بربط نهاية الرسن حول رقبة النمر.
ثمّ قال: إذا كان لديك حصاني، فسوف أحصل عليك على الأقل، هذا عادل بما فيه الكفاية! وربطه بإحكام من رأسه وكعبه، ثم جره نحو النزل وألقى بنفسه بجانبه ونام بعمق، وعندما استيقظ الناس أصيبوا برعب في النزل، حينما وجدوا نمرًا مربوطًا بأمان فيما بينهم وبين حيواناتهم! اجتمع الرجال في مجموعات يتحدثون ويهتفون، وصرخوا بصاحب النزل بسبب السماح لمثل هذا الوحش الخطير بالدخول إلى النزل، ولكن صاحب النزل كان مضطربًا مثل البقية، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب من المكان الذي وقف فيه النمر، بينما كان موتي يتمدد وهو يشخر.
وصل إلى الملك أنباء تفيد بأن موتي استبدل حصانه بنمر حي، ونزل الملك بنفسه ليرى ما إذا كانت الحكاية صحيحة حقًا حيث أيقظ شخص ما موتي بنبأ قدوم سيده الملك، ونهض وهو يتثائب، وسرعان ما شرح يتباهي بقبضه على النمر، ولكن الملك لم يشاركه سعادته على الإطلاق، ولكنه استدعى جنديًا لإطلاق النار على النمر، مما أفرح جميع النزلاء باستثناء موتي، ومع ذلك، فقد أصبح الملك الآن أكثر اقتناعًا بأن موتي كان الأشجع بين الرجال.
بعد أسبوع أو أسبوعين من هذا الحادث، أرسل الملك طلبًا لموتي، وعندما ذهب موتي ليرى مايريه الملك وجده عند وصوله في حالة يأس، فأخبره الملك أن له ملكًا مجاورًا كان لديه جيش قوي وقد أعلن الحرب ضده، كما أخبره أنه لم يكن لديه المال للدفع له ليوقف الحرب ولا الجنود بما يكفي لقتالهم، فسأله ما الذي يمكن فعله ؟ قال موتي: إذا كان هذا كل شيء فلا تقلق، جهز رجالك وسأذهب معهم، وسرعان ما نجلب هذا الملك عند قدميك.
شعر الملك بالفرح بهذه الكلمات المفعمة بالأمل، وأخذ موتي إلى إسطبله حيث طلب منه أن يختار لنفسه أي حصان يحبه حيث كان هناك الكثير من الخيول الجميلة في الأسطبل، ولكن موتي اختار حصانًا صغيرًا وكان المهر الذي كان يستخدم لحمل العشب والمياه لبقية الإسطبل، وعندما سأله الملك عن سبب خياره، أجاب موتي: حسنًا، كما ترى، جلالتك، أنا لا أعرف ركوب الخيول الكبيرة، لكن إذا سقطت عن هذا الحصان الصغير، فلن أؤذي نفسي كثيرًا.
تجهز الجيش خلال أيام للحرب، وكان مشهد هزلي للغاية عندما انطلق موتي إلى الحرب حيث كان السلاح الوحيد الذي يحمله هو عصاه، ولمساعدته في الحفاظ على توازنه على ظهور الخيل، قام بربط كل من كاحليه بحجر كبير كاد يلمس الأرض وهو جالس على مهر صغير، لم يكن لدى الملك الكثير من الفرسان لكنهم وقفوا مرتدين الدروع على خيول رائعة، وخلفهم جاء حشد كبير من الرجال على الأقدام مسلحين بكل أنواع الأسلحة، وآخرهم كان الملك مع حاشيته وهم متوترين للغاية.
لم يكن لديهم الكثير ليقطعوه، لكن مهر موتي الصغير، المثقل برجل ثقيل وحجرين كبيرين، سرعان ما بدأ يتخلف عن الفرسان، لكنهم لم يكونوا قلقين جدًا أو متعجلين للقتال بسبب عددهم القليل مقابل جيش العدو، وتراجعوا لإعطاء موتي متسعًا من الوقت ليلحق بهم بمهره الصغير، وعندما نفد صبر موتي أخيرًا بسبب بطء المهر، أعطاه ضربة هائلة من عصاه حتى فقد المهر أعصابه تمامًا وأسقطه وهرب.
انطلق موتي خلف المهر ليطارده وهو يردد : انتظر حتى أمسك بك! سأجلدك حياً! سوف أعصر رقبتك! سأكسر كل عظم في جسدك! وواصل موتي مسيرته في الوقت الحالي حيث جاء في مساره إلى حقل كبير من نباتات زيت الخروع الطويلة جدًا، فقام موتي بقطع موتي مجموعة من الشجيرات ولفها حول نفسه، حيث بدا وكأنه شجرة عملاقه، واستمر بمطاردة المهر حيث أحدث سحابة من الغبار خلفه وهو يركض ويردد التهديدات لمهره البطئ، وجنود جيشه يضحكون من فعله.
في تلك الأثناء كان أحد جنود العدو يتجسس على جيشهم وعندما رأى من بعيد موتي مغطى بالأشجار ومعه سحابة من الغبار ظنه وحشًا كبيرًا اصطحبه الجيش للقتال، عاد الجندي بسرعه لجيشه الذي كان في مجموعة قتالية قوية يتقدم فوق السهل، وملكهم معهم واثق ومبهج، وعندما جاء فجأة من الأمام يائسًا وهو يركض مرعوبًا وصرخ: انقذ نفسك! العدو قادمومعهم وحش كبير! قال الملك: ماذا تعني؟
لهث الجندي: اهرب في الحال سيدي، ليس هناك وقت نضيعه، يركب العدو عملاقًا مجنونًا يركض وهو غاضب، إنه مغطى بشجرة وهو شديد الغضب، وكان يقول: انتظر حتى أمسك بك! سأجلدك حيًا! سأفرك رقبتك! سأكسر كل عظم في جسدك! وعندما نظر الملك من فوق التل رأى موتي المغطى بالشجر، مع سحابة من الغبار على مسافة بعيدة، وكأنه عملاق ولم يعرف أنه موتي يطارد المهر الصغير.
وعندما سمع صوت شتائمه وصيحاته، اعتقد الملك أن هذه التهديدات لجيشه حيث أثار المشهد والصوت الرعب في الملك، وأدار حصانه وهرب بأقصى سرعة، معتقدًا أن هذا فوجًا من العمالقة الصاخبين ثمّ تبعه كل جنوده بأسرع ما يمكن، وتركوا خلفهم أحد الضباط، وعندما جاء موتي أدرك ذلك الضابط الذي ألقى بنفسه على الأرض من الخوف.
صرخ موتي للضابط : أين رجالك؟ أحضرهم وسأقتلهم! لكن الضابط البدين المسكين لم يستطع فعل شيء سوى القرفصاء على ركبتيه بيديه معا وهو يلهث، وأخيرًا عندما التقط أنفاسه طلب منه موتي أن يذهب ليخبر ملكه، أنه ينبغي عليه أن يعود للقتال وإلا سيلحق به ويقتله، فذهب الضابط بسرعه وأخبرالملك بذلك، في تلك الأثناء جمّع موتي قوات الجيش ورتبها بنظام استعدادًا للقتال، وعندما عاد جيش العدو كان ملكهم متواضعًا للغاية لشدة خوفه من الوحش الذي ظنّ أنهم خبأوه لبدء المعركة.
واعتذر الملك لجيش موتي، ووعد بعدم شن حرب بعد الآن ودفع مبلغ كبير من المال، وفعل كل ما يريده جيش موتي، فذهبت الجيوش على كلا الجانبين إلى الوطن، وكان هذا حقًا من صنع ثروة موتي الأخرق، الذي عاش طويلًا ليُنظر إليه على أنه ينبوع من الحكمة والشجاعة وحسن التقدير من قبل الجميع باستثناء أقاربه.