تاريخ كرة الطاولة:
مثل معظم الرياضات الأخرى كانت بدايات تنس الطاولة متواضعة باعتبارها “لعبة صالة” مفتوحة لأي شخص لديه إمكانية الوصول إلى طاولة ومجداف وكرة، حيث بدأت اللعبة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، عندما قام لاعبو التنس بتكييف لعبتهم للعب في الداخل خلال فصل الشتاء.
كما تعرف لعبة كرة الطاولة، وهي نشاط ترفيهي ورياضة أولمبية منذ عام 1988م بمصطلح “بينج بونج”، فعلى الرغم من استبعاده من المصطلحات الرسمية، إلا أن هذا الاسم يحظى بشعبية كبيرة اليوم، حيث أنه ينشأ بشكل خاص من الصوت المحاكي للكرة الذي ظهر في الشرق الأقصى في عام 1884م، فإن مصطلح بينج هو محاكاة لصوت مضرب يضرب الكرة ومصطلح بونج يعادل صوت الارتداد على الطاولة.
وظهرت كرة الطاولة في إنجلترا في أواخر القرن التاسع عشر وكانت مستوحاة من لعبة التنس، حيث كان اللاعبون الأوائل ينتمون إلى الطبقة المتوسطة من المجتمع الفيكتوري، حيث كانت اللعبة الأولى ستُلعب باستخدام فلين الشمبانيا ككرة، وصناديق السيجار كمضارب وكتب للشبكة، ففي تلك المرحلة كان يُنظر إلى تنس الطاولة على أنه مجرد إلهاء للطبقات الثرية.
وفي عام 1890م قدم الإنجليزي ديفيد فوستر الذي جذبه جاذبيته الواسعة أول لعبة تنس على الطاولة، ففي عام 1897م تم تنظيم أول بطولة وطنية في المجر، وبعد رحلة إلى الولايات المتحدة في عام 1901م ، أعاد جيمس جيب كرة السيلولويد الأولى، والتي كانت أخف بكثير من الكرات المطاطية.
وبعد نجاح البطولات العامة الأولى في كوينز هول في لندن أقيمت أول بطولة عالمية رسمية في عام 1902م، حيث تمتعت الرياضة بنمو متزايد وتم إنشاء الاتحاد البريطاني لكرة الطاولة، وتم تنظيم أول بطولات أوروبية في وقت لاحق في عام 1907م، حيث أن كل شيء تسارع في العشرينيات من القرن الماضي، كما أن تم إنشاء اتحاد تنس الطاولة في إنجلترا عام 1921م، وتبعه الاتحاد الدولي في عام 1926م.
وأقيمت بطولات العالم بين مختلف البلدان في لندن عام 1926م وشهد الاتحاد الفرنسي لتنس الطاولة النور في عام 1927م، وشارك الفرنسيون لأول مرة في بودابست عام 1929م، كما أن تم تلوين تاريخ تنس الطاولة من قبل العديد من الأبطال.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي أصبحت تنس الطاولة جزءًا لا يتجزأ من دول آسيا، حيث برع اليابانيون في بطولة العالم للفرق بين عامي 1954م و 1959م، وقد تعززت هذه الهيمنة من خلال إدخال الرغوة والتي غيرت اللعبة الكلاسيكية، حيث قدم اليابانيون العديد من أبطال العالم، وتميزوا بنتائجهم الرائعة في عام 1956م في طوكيو.
ولقد بشَّرت الستينيات بقدوم السيادة الصينية، وتخللتها ألقاب بطل العالم الثلاثية في أعوام 1961م و 1963م و 1965م، حيث أن خلال هذه الفترة تم تطوير دبلوماسية تنس الطاولة، ممّا ساهم في تحسين العلاقات الصينية الأمريكية، ففي عام 1977م خلال بطولة العالم في برمنغهام حيث تم استخدام أول “خدمة صينية”، وتحولت الخدمة من مجرد خدمة إلى أن تصبح عنصرًا استراتيجيًا في اللعبة، فعلى هذا النحو أصبح مكان آسيا في تاريخ تنس الطاولة أمرًا بالغ الأهمية لتقدم هذا.
تاريخ كرة الطاولة في الألعاب الأولمبية:
كانت كرة الطاولة رياضة أولمبية منذ عام 1988 في مدينة سول، وتم منح الميداليات الذهبية الأولى للاعبات المحترفات واللاعبين المحترفين، حيث تحولت الرياضة إلى احترافية تدريجيًا مع ظهور جولة المحترفين في عام 1996م، وقد ظل اللاعبون الآسيويون يسيطرون على هذه الممارسة منذ عام 1995م.
كما أن لعبة كرة الطاولة هي الرياضة الأكثر ممارسة في آسيا، أما في أوروبا تضم تنس الطاولة أبطالًا، ففي عام 2016م الكثير من اللاعبين الأوروبيون يتصدرون التصنيف العالمي، ففي عام 2005م قُدّر عدد اللاعبين في العالم بأكثر من 260 مليون لاعب.
كما يضم الاتحاد الدولي لتنس الطاولة أكثر من 200 دولة و 33 مليون عضو، حيث يتم تنظيم المسابقات أو بطولات الأندية أو البطولات في جميع أنحاء العالم، وفي يونيو 2016م كانت فرنسا تضم 207213 عضوًا، حيث يتم التعبير عن تاريخ تنس الطاولة اليوم من خلال الافتتان المتطور باستمرار، والملون بالفوائد العديدة للممارسة المنتظمة.
حتى هذا الوقت لعبت كرة الطاولة دورًا ثانويًا فقط في لعبة سيطر عليها أسلوب اللعب الدفاعي، ولكن هذه المضارب أو المجاذيف الجديدة التي قدمها اليابانيون لديها القدرة على تحريك الكرة بطريقة سحرية تقريبًا، حيث كان الاتحاد الدولي للعبة تنس الطاولة الهيئة الحاكمة للعبة، حيث أنه كان سريعًا في إصدار التشريعات في محاولة للسيطرة على هذا التطور الجديد، والذي يُنظر إليه في بعض الأوساط على أنه يزود اللاعبين بميزة غير عادلة، حيث تم التحكم في سمك الإسفنج والشطيرة المطاطية وبقيت كذلك حتى يومنا هذا، ولكن تم تغيير طبيعة اللعبة، ممّا أدى إلى إنشاء سرعة الهجوم السريعة وأسلوب الدوران للعبة الحديثة.
ففي الوقت الحاضر أصبحت رياضة كرة الطاولة في إنجلترا وخارجها راسخة جدًا وتتزايد كل عام، حيث تم تتويج ذلك بالاعتراف بها كرياضة أولمبية، حيث أنها ظهرت لأول مرة في ألعاب 1م988 في مدينة سول، واجتذبت التغطية التليفزيونية لنهائي فردي الرجال جمهورًا عالميًا مذهلاً بلغ 2 مليار، ففي الصين يلعب اللعبة الملايين فعليًا في العمل وفي المدرسة وفي الحدائق العامة، كما أنه يُنظر إلى كبار اللاعبين الصينيين على أنهم أبطال وطنيون يتمتعون بمكانة نجوم البوب.
وفي القرن الماضي كانت هناك تغييرات رئيسية أخرى من قبل اللاعبين والاتحاد الدولي للتنس الطاولة والتي أثرت على اللعبة وصنعت تاريخ التنس، حيث يشمل بعضها زيادة قطر الكرة إلى 40 مم في عام 2000م، وتغيير نظام التسجيل إلى 11 نقطة، وأفضل 5 مباريات وأفضلها في 7 مباريات، وفي عام 2002م أصبحت تنس الطاولة لعبة ثروة شائعة في إنجلترا.
وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أصبحت الكرات الطويلة عديمة الاحتكاك تحظى بشعبية كبيرة بين العديد من اللاعبين أثناء محاولتهم إبطال الدوران، والقوة الناتجة عن غراء السرعة الحديث والتكنولوجيا المتداولة، وتم حظر هذه التقنية تقريبًا.
ولكن بعد ذلك، قام الاتحاد الدولي للعبة كرة الطاولة بسحب جميع الموافقات على غراء التنس؛ وذلك لتحسين الأداء في العام التالي، حيث كان هذا بسبب حادثة صحية تتعلق بالغراء السريع في اليابان، ففي عام 2008م تم تصنيف استخدام غراء السرعة على أنه غير قانوني، وبالتالي تم حظره في جميع مسابقات Iالاتحاد الدولي للعبة التنس للناشئين، ففي وقت لاحق من نفس العام قاموا بإدخال آلات يمكنها اختبار المركبات العضوية المتطايرة غير القانونية كجزء من لوائحهم.