التفريغ المقبول لبعض الدوافع والحاجات في علم الاجتماع الرياضي:
اعتبرت الرياضة عبر تاريخها الإنساني إحدى أهم الوسائل الاجتماعية التي تساعد الفرد الرياضي، سواء كان لاعب أو مدرب بالتخلص من الدوافع والنوازع المكبوتة وتخفيف مشاعر المعاناة والتوتر التي يستشعرها؛ بسبب ضغوط الحياة الاجتماعية المختلفة التي يواجهها في المجتمع الرياضي وفي المجتمع بأكمله، حيث كان يجتمع الناس على وجود الود والتفاهم والصداقة في إطار ترويحي يعمل على إزالة التوترات الاجتماعية والنفسية.
كما أنه برز مفهوم الطاقة الزائدة والتي كانت أحد أهم الأسباب الارتقاء بالرياضة ومختلف أنشطتها، حيث أنه عندما ينصح الأهل ابنهم الرياضي أن يقوم بممارسة الرياضة؛ بحيث ينطلق اللاعب الرياضي بالتفريغ عن نوازعه ورغباته أو دوافعه المكبوتة في داخله أو دوافعه المحبطة، حيث أن ممارسة الرياضة يعيد لدى اللاعب الرياضي التوازن النفسي الاجتماعي، كما تعمل على تخلص اللاعب الرياضي من آثار التوتر والقلق.
حيث ينظر إلى آلية تفريغ الدوافع المكبوتة مثل حاجة اجتماعية مقبولة ومناسبة تعمل الرياضة بمختلف أننشطتها على تقديمها كقيمة تتصف بالأمن والأمان والسلام الاجتماعي؛ بحيث تعمل على توفير فرص التحرر والتخلص من الضغوطات والصعوبات المكبوتة بداخل اللاعب الرياضي، أما بالنسبة إلى الطاقة الزائدة في علم الاجتماع الرياضي تتمثل آلياتها في أن النشاط البدني في حد ذاته، يستلزم توافر الطاقة بحيث يعمل النشاط البدني على تخليص الجسم منها، كما يرى الكثير من الأفراد الرياضيين أن وجود التعب بعد ممارسة النشاط البدني أحد أهم مظاهر استنفاد الطاقة، كما يوجد تلازماً بين الطاقة النفسية والطاقة البدنية.
كما يمكن تفريخ الرغبات المكبوتة والدوافع الموجودة لدى الفرد الرياضي من خلال ممارسة النشاط البدني الحركي، سواء كان نشاط فردي مثل (ألعاب القوى والتي تتمثل في دفع الجلة، رمي المطرقة، رمي القرص، الوثب الطويل، الوثب الثلاثي، الجري، المشي السريع، سباق التتابع، والسباحة، والتنس الأرضي، ركوب الخيل)، أو نشاط جماعي مثل (كرة القدم، كرة اليد، كرة السلة، كرة الطائرة، التنس الزوجي).
كما تساعد ممارسة الألعاب الصغيرة مثل (لعبة جمع الكرات، لعبة تفريغ الماء، لعبة الكنز المغمور، لعبة البحث عن مكان، لعبة الرحلة إلى الريف، لعبة تكوين العدد)، بالتخلص من الرغبات والدوافع المكبوتة لدى اللاعب الرياضي.