ما هو الفرق بين التمرن واللعب في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن التمرن واللعب في الرياضة:

إن ممارسة التمرن واللعب في الرياضة بصورة منتظمة مفيدًا لجسم اللاعب، حيث أنه يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو سرطان القولون أو مرض السكري، كما أن التمرن مفيد أيضًا لعقل اللاعب، حيث يمكن أن يقلل النشاط المنتظم من التوتر والقلق والاكتئاب.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن البقاء نشيطًا يساعد الناس في الحفاظ على قوتهم ومرونتهم وقدرتهم على التحمل مع تقدمهم في العمر، كما أنه لحسن الحظ اللاعب، يبدو أن المشي السريع والأشكال الأخرى من النشاط المعتدل المنتظم فعالة، مثل التدريبات الأكثر صرامة عندما يتعلق الأمر بتعزيز الصحة لدى اللاعب.

كما يشمل التمرن واللاعب أيضًا النشاط البدني والتمارين الرياضية، ولكنها تختلف من حيث أن لديها أيضًا مجموعة من القواعد أو الأهداف للتدريب والتفوق في مهارات رياضية محددة، حيث أن بعضها رياضات فردية مثل الجولف والسباحة، بينما يلعب البعض الآخر في فِرق مثل كرة القدم والهوكي، حيث أن غالبًا ما تكون الرياضة تنافسية، ولكن ليس دائمًا.

الفرق بين التمرن واللعب في الرياضة:

في التدريب الرياضي يُقال إن اللعب والممارسة والتمرن هما من المتغيرات الرئيسية التي تؤثر على اكتساب المهارات، ومع ذلك فإن معرفة ما هو أكثر فاعلية أو ما هو أفضل مزيج من اللعب والممارسة والتمرن، بالإضافة إلى ما هو العمر الذي يجب أن يتم تكامله بين اللعب والممارسة؛ وذلك أثبت أنه موضوع محل نقاش كبير، فإن البحث الذي يبحث في تجارب كل من الأشخاص الذين أصبحوا رياضيين خبراء وأولئك الذين لم يصبحوا خبراء في الانضباط الرياضي هناك أصبح شائعًا للغاية.

ووفقًا لـ “نظرية الممارسة المتعمدة” فإن مستوى الخبراء في الرياضة هو نتيجة المشاركة الممتدة في تدريب عالي الجودة، حيث تشير هذه النظرية إلى أن اكتساب الخبرة في الرياضة يعتمد على عاملين رئيسيين، أولها أن التجارب الرياضية السابقة للرياضيين على مستوى الخبراء يجب أن تكون خاصة بالرياضة التي يتم فيها اكتساب الخبرة؛ أي التركيز الوحيد على الرياضة التي يتم اكتساب الخبرة فيها.

كما أنه من المهم الإشارة إلى أن هذه الممارسة يجب أن تكون عالية الجودة، حيث أن الخصائص التي تشكل الممارسة المتعمدة  في اللعب والتمرن هي الوصول الفوري إلى ردود الفعل من المدربين، الدافع إلى الكمال، مستويات عالية من التكرار، أقصى جهد إنفاق، تركيز كامل، ساعات طويلة من الممارسة وأداء للتحسين بدلاً من الاستمتاع. 

ومع ذلك، فبقدر تأثير نظرية الممارسة المتعمدة في تطوير العديد من برامج التدريب، يوجد بعض القيود الرئيسية التي يجب معالجتها، فإذا تم النظر إلى مزيد من النظريات التي تؤثر على تطور اللاعب، يمكن أن يلعب الدافع دورًا حيويًا، حيث إن الرياضيين الذين لديهم دوافع خارجية لأداء رياضتهم من خلال توقع الجوائز والألقاب والمال والمكانة، يميلون إلى تجربة مستويات أقل من الاستمتاع في رياضتهم، وفي الوقت المناسب يؤدي ذلك إلى انخفاض الحافز والخوف من الفشل ممّا يؤدي إلى التسرب من الرياضة.

وغالبًا ما ينبع الخوف من الفشل من دوافع خارجية للنجاح، أي بمعنى أن المتعة والمتعة في ممارسة الرياضة قد وجدت منذ فترة طويلة، حيث أن النجاح في الرياضة هو نتيجة مباشرة للفوز والحصول على مكانة اجتماعية، حيث عندما يتعرض المؤدي ذو الدوافع الخارجية لنتائج سلبية يمكن أن يخشاها التداعيات الاجتماعية والتهديد على وضعهم كبطل.

كما هناك قيود أخرى على نظرية الممارسة المتعمدة في اللعب والتمرن؛ بسبب طبيعتها المتمثلة في التركيز على رياضة فردية، وساعات طويلة من المشاركة، ومستوى عالٍ من التكرار، ومستوى منخفض من المرح، وقلة وقت اللعب هو خطر الإرهاق.

فإذا كان الرياضي يؤدي مهمة من خلال الاستمتاع بها، فمن المرجح أن يكون لديه مستوى أعلى من الرضا، ومع ذلك، فإن السمة الرئيسية للممارسة المتعمدة هي عدم التمتع والتركيز على المتعة، كما يوضح نموذج الاجتماع الرياضي في الإرهاق أن قلة المرح تجعل نشاطًا مثل الممارسة المتعمدة يصبح شيئاً سيئاً، وهذا يؤدي قريبًا إلى الإرهاق الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى الانسحاب من الرياضة.

مع وضع قيود  للعب والتمرن في الاعتبار هناك نظرية متناقضة لاكتساب المهارات، وهذه هي نظرية اللعب المتعمد، حيث يمكن النظر إلى اللعب المتعمد على أنه عكس الممارسة المتعمدة، حيث ينصب التركيز هنا على الاستمتاع وتجربة مجموعة من الرياضات التي غالبًا ما تكون “رياضات الشوارع” مثل كرة القدم وكرة السلة والكريكت وغيرها.

ومن السمات الرئيسية للعب المتعمد أنه يتم تحفيزه جوهريًا وتصميمه لتعزيز مستويات عالية من المرح وتنمية المهارات الطبيعية، حيث أن الدافع للانخراط في هذا النمط من اللعب ليس لتطوير المهارات أو تحسين الأداء (على الرغم من أن هذا يمكن أن يكون منتجًا ثنائيًا).

كما أنه لا توجد أهداف محددة للنتائج في الاعتبار مثل اللعب بهدف الدخول في المنافسة أو ليصبح بطلاً وطنياً، وعلاوة على ذلك فإن اللعب المتعمد يميل إلى أن يكون لديه قواعد أكثر مرونة، والقواعد التي ستكون موجودة في الرياضة على المستوى الرسمي أو التنافسي غائبة، فعلى سبيل المثال الفرق الصغيرة لا توجد فيها مواقف محددة ولا يوجد حكّام.

فوائد اللعب والتمرن في الرياضة:

  • يساعد الأفراد الرياضيين على أداء المهام الحاسمة مثل الوصول إلى الأشياء وإمساكها وتحريكها، حيث يريد جميع الأفراد الرياضيين امتلاك القدرة على التحكم في الأشياء والأشياء الموجودة في المجتمع الرياضي المحيط بهم والتعامل معها، حيث بدون المهارات الحركية الدقيقة لا يمكن للاعب القيام بالأشياء البسيطة.
  • حيث من خلال تنمية المهارات الحركية الدقيقة يتعلم الأفراد الرياضيين استخدام أدوات، مثل أقلام التلوين والطباشير وأقلام الرصاص والمقص.
  • حيث يتحسن التنسيق بين اليد والعين مع تحسن المهارات الحركية الدقيقة، حيث أن بدون التنسيق بين اليد والعين لن يكون الفرد الرياضي قادر على الأداء مهارات التمرن واللعب داخل الملاعب الرياضية.
  • كما تم تأسيس المشاركة في الأنشطة الرياضية كطريقة رائعة لفقدان الوزن، حيث وفقًا لعلماء الرياضة، فإن التمارين التي تتضمن دفعات قصيرة من الجهد المكثف هي الأكثر فاعلية، ولكن لا يزال من الممكن أن يكون التمرين الأقل شدة مفيدًا لأولئك الذين لا يستطيعون بذل جهد كبير لأي سبب.

  • كما اللعب كجزء من فريق طريقة رائعة للتواصل مع الآخرين، حيث أنه يمكن أن يخلق إحساسًا عميقًا بالرضا عندما يجتمع التواصل والتعاون والممارسات السابقة معًا بشكل إيجابي، كما يمكن أن يكون العمل الجماعي تجربة تعليمية رائعة للأطفال، ويمكن أن يحسن الروح المعنوية وكفاءة مجموعة العمل للبالغين، كما يمكن للفرق أن تجلب إحساسًا عميقًا بالانتماء.

  • حيث يمكن أن يساعد اللعب والتمرن في تحسين مظهر اللاعب من خلال تحسين تناسق العضلات، حيث كلما زاد استخدام اللاعب لعضلاته، زادت قدرتك على التحمل البدني وقوتك الكلية، وأيضاً يتيح النشاط البدني تدفق المزيد من الدم والأكسجين، ممّا يمنح الرياضي توهجًا دافئًا وبشرة محسنة وجميلة.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998 علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007


شارك المقالة: