مفهوم منهج النشاط الرياضي:
منهج النشاط الرياضي: حيث يقصد به أنه النشاط الذي يركز على ميول واتجاهات وحاجات الأفراد الرياضيين المتعلمين وتشجيعهم على القيام بالأنشطة الرياضية المتنوعة؛ وذلك لكسب الخبرات الرياضية والمهارات الحياتية بمختلف أنواعها، حيث سُمّي هذا المنهج بمنهج النشاط الرياضي؛ لأنه يركز على الأنشطة الرياضية الذاتية للأفراد الرياضيين المتعلمين، حيث أنهم أصبحوا يعتمدوا على أنفسهم في كيفية الحصول على المعارف الرياضية والمعلومات الرياضية، عن طريق ممارسة العمل الإيجابي النشط.
مع التأكيد على ضرورة تضمين المناهج الرياضية أنشطة حركية تتناسب مع ميول الأفراد الرياضين المتعلمين صغار السن وطبيعتهم، حيث أن الأفراد الرياضين المتعلمين يتعلمون من خلال ممارستهم للعب، حيث كانت الكثير من المناهج الرياضية قائمة على كيفية استثمار دوافع الأفراد الرياضيين المتعلمين الاجتماعية، التي تتمثل في علاقات ومشاركات اجتماعية عن طريق اللعب والأنشطة الحركية، وبالإضافة إلى الأنشطة البنائية التي تتمثل في بناء الأشياء الرياضية وتشكيلها، مع البحث والتقصي والتجريب والاكتشاف الإبداعي في تحقيق النمو الشامل لدى اللاعب الرياضي.
حيث انتشر هذا المنهج خلال العقد الثالث والعقد الرابع ثم اختفى لفترة زمنية قصيرة، ولكنه عاد في السبعينات والثمانينات لينتشر بصورة أخرى بصورة، تتمثل في دعوة الفرد الرياضي المتعلم إلى المشاركة في الموقف التعليمي بكل فعالية وتركيز على البيئة الرياضية والحياة الرياضية، وبالإضافة إلى الاهتمام بميول ورغبات الأفراد الرياضيين المتعلمين، حيث أن في هذا المنهج لا يوجد فصل بين نشاط الفرد الرياضي المتعلم سواء كان داخل النادي الرياضي أو خارجه؛ وذلك بسبب أنّ كلاهما يُكمّل عمل الثاني، المتمثل في بناء شخصية رياضية ذات طبيعة اجتماعية متزنة من جميع جوانبها.
فإن الفرد الرياضي المتعلم هو عبارة عن نقطة البداية والوسط والنهاية في العملية التعليمية للمهارات الرياضية، حيث أنّ هو عبارة عن فرد نشط وإيجابي وفعال، يخطط ويُنفّذ ويقوم من خلال ممارسة أنشطة رياضية ذات معنى ترتبط بميوله وحاجاته الحقيقة في مجتمعه الرياضي، حيث يشارك في حل المشاكل والصعوبات.
حيث لم تستخدم المواد الرياضية الدراسية المنفصلة في هذا المنهج، لأنه تم استخدام مجموعة كلمات وحروف بسيطة لتكون محور النشاط الرياضي مثل كلمة لاعب وحركة ونشاط بدني، كما يوجد كلمات ترتبط بحياة الفرد الرياضي من حيث المسكن والملبس والطعام.
فإن التدريس من خلال المنهج النشاط الرياضي لا يتم في المراحل الأساسية فقد، إنما يتعدى لعدة مراحل زمنية أخرى، ففي مرحلة الثانوية يقدم المنهج الرياضي أنشطة على صورة برامج ضمن أشكال يدرسها اللاعبين، حيث أنهم يحاولون إيجاد الحلول الملاءمة لهم مع مراعاة ميولهم وحاجاتهم.
كما يعتبر منهج النشاط الرياضي من أهم المناهج التي تتناسب مع طبيعة التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية القائمة بشكل أساسي على الأنشطة والخبرات العلمية، حيث أن الأفراد الرياضيين المتعلمين يشتركون في ممارسة الألعاب الجماعية (كرة القدم أو كرة السلة)، والحفلات الرياضية، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية الرياضية التي تركز على ميول الأفراد الرياضيين المتعلمين وحاجاتهم البدنية والنفسية والاجتماعية والعقلية.
خصائص منهج النشاط الرياضي:
- يتم بناء المنهج الرياضي على أساس ميول الأفراد الرياضيين المتعلمين وحاجاتهم، حيث أن الميول يعتبر العامل الأساسي الأول في بناء المنهج الرياضي، كما أنه محور الارتكاز للأنشطة الرياضية التي يتم اختيارها.
كما يقصد بالميول كل ما يشعره الفرد الرياضي المتعلم في أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية ممارسة حقيقة فعلية داخل الملاعب الرياضية، حيث أن هذا الشعور والميول يكون مستمراً ودائماً، كما يشترك فيه عدد كبير من الأفراد الرياضيين المتعلمين، ولا يكون الميول عوامل مساعدة في تعليم المواد الرياضية.
- لا يتم التخطيط للمنهج النشاط الرياضي بشكل كامل، حيث أن هذا المنهج يقوم على ميول وحاجات الأفراد الرياضيين المتعلمين التي تختلف من لاعب رياضي إلى لاعب ثاني، وفقاً إلى متغيرات الجنس والعمر والحالة الاجتماعية والثقافية، حيث أنه لا يمكن التخطيط للمنهج بشكل كامل مقدماً، بل الانتظار حتى يلتقي المدرس الرياضي بطلابه ثم يتم التخطيط بالإشراك بين المدرس الرياضي والأفراد الرياضيين المتعلمين.
- يجب على المدرس الرياضي أن يكون مُلمّاً بطرق وأساليب التدريس الرياضي وعلم النفس الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي والتقويم الرياضي، كما يجب أن يكون مطلعاً على الأبحاث والدراسات الرياضية المرتبطة بخصائص المراحل العمرية سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو مهارية أو بدنية، حتى يتمكن الفرد الرياضي المتعلم من بناء تنظيم برنامج تعليمي للمهارات الرياضية، عن طريق النشاط بمشاركة الأفراد الرياضيين المتعلمين.
- يسعى منهج النشاط الرياضي إلى تحقيق النمو الشامل والمستمر في شخصية الفرد الرياضي المتعلم، فإن عملية النمو وعملية التربية مستمرات؛ أي بمعنى أن منهج النشاط الرياضي يهدف إلى تحقيق النمو الشامل والمستمر لدى الفرد الرياضي المتعلم، عن طريق ممارسة الأنشطة المترابطة التي تحقق الأهداف التربوية الموضوعية.
- يعتمد منهج النشاط الرياضي على الأنشطة الرياضية وعلى إيجابية الأفراد الرياضين المتعلمين في كيفية اختيار الأنشطة الرياضية، حيث أن الفرد الرياضي المتعلم هو عبارة عن محور العملية التعليمية للمهارات الرياضية، فإن دوره دور نشط وفعال وإيجابي، حيث أنه يختار الأنشطة الرياضية ويشارك بالتخطيط لها وينفذها ويعمل على تقويمها، ونسبةً إلى ذلك فإن المنهج الرياضي يعتمد بشكل أساسي على إيجابية الفرد الرياضي المتعلم الكاملة والمستمرة، حيث بدون ذلك لا يعتبر منهج النشاط الرياضي منهجاً كافياً.
- لا يتقيد المنهج الرياضي بالحواجز الفاصلة بين فترات التدريب الرياضي والتعليم للمهارات الرياضية، حيث يستخدم الأفراد الرياضيين المتعلمين المواد الدراسية أجزاء منها؛ وذلك ليخدمهم في حل المشاكل والصعوبات، كما تعتبر استراتيجية التدريس الرياضي باستخدام حل المشاكل والصعوبات بمثابة محور لعملية التعلّم والتعليم الرياضي، حيث أنها تساعد على تطوير عمليات عقلية ومهارية وفكرية واجتماعية مختلفة ومتنوعة.
- تعتمد وحدة المعرفة الرياضية على مواقف الخبرة الرياضية التي يمر بها الفرد الرياضي المتعلم، حيث أن التعلم الرياضي يحدث عن طريق الخبرة ومواقف النشاط الرياضي الذي يمارسه الفرد الرياضي المتعلم، وليس عن طريق تنظيم المحتوى، فإن المتعلم الرياضي يحتاج إلى الخبرة والمعارف والمعلومات والمهارات أثناء حله للمشاكل والصعوبات؛ ونسبةً إلى ذلك يرجع الأفراد الرياضيين المتعلمين إلى المصادر الأساسية والأصلية بأنفسهم لحل المشاكل والصعوبات.
- وجود العمل الرياضي التعاوني بين المدرس الرياضي والأفراد الرياضيين المتعلمين، ضمن فريق واحد يسوده أجواء من الفرح والتعاون والديمقراطية أساسي في منهج النشاط الرياضي؛ ونسبةً إلى ذلك يتعلم الأفراد الرياضيين المتعلمين العمل الرياضي الجماعي المشترك، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية وحرية الرأي وتنمية القيم والاتجاهات الاجتماعية الإيجابية.
- يساعد منهج النشاط الرياضي الأفراد الرياضيين المتعلمين على الاعتماد على أنفسهم، بالإضافة إلى أنهم يحققون الكثير من الأهداف التربوية والاجتماعية المرغوبة داخل الملاعب الرياضية، كما يتصف هذا المنهج بالمرونة؛ أي بمعنى قابليته للتغيير والتعديل بما يتناسب مع حاجات الأفراد الرياضيين المتعلمين للأنشطة الرياضية.