ما هو مفهوم وقت الفراغ في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم وقت الفراغ في علم الاجتماع الرياضي:

وقت الفراغ في علم الاجتماع الرياضي:هو عبارة عن الساعات الحرة المتيسرة عند الفرد الرياضي، سواء كان لاعب أو مدرب التي لا يمارسها من خلالها أي نشاط رياضي اقتصادي أو رياضي ترويحي، حيث يمارس الأفراد الرياضيين الكثير من الفعاليات الترويحية خلال وقت الفراغ، حيث أنه من أهم هذه الفعاليات هي الفعاليات الرياضية بنوعيها الفردي والجماعي؛ أي الألعاب الفردية مثل (التنس الأرضي، ركوب الخيل، السباحة، رمي الرمح، قذف الجلة)، أو الألعاب الجماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة، التنس الزوجي).
حيث أن الساعات التي يصرفها الفرد على الأنشطة الانتاجية والخدمية، والتي يحصل مقابلها على أجر أو راتب، هي ساعات العمل، أما الساعات التي يصرفها الفرد الرياضي على ممارسة نشاط ترويحي إيجابي له أهميته في إنماء الشخصية وتطوير ملكاتها الكامنة والظاهرة هي ساعات الترويح.
كما يوجد أسلوبان مختلفان لدارسة وتحليل مفهوم الفراغ في علم الاجتماع الرياضي، حيث يعتمد عليها الباحثين والعلماء الرياضيين في فهم واستيعاب مشكلات الفراغ التي تعترض الأفراد والجماعات الرياضية في المجتمعات المتحضرة والراقية وهما:

  1. الأسلوب الأول: حيث يركز على دراسة الفوارق الأساسية بين أوقات العمل الرياضي، وأوقات الفراغ الرياضي ووضع الخط الفاصل بينهما، ووقت العمل هو الذي يقضيه الإنسان في كيفية مزاولة حرفة أو مهنة معينة، بحيث يستطيع من خلالها كسب عيشته واشباع حاجاته الأساسية والثانوية، وتطوير أنماط حياته الاجتماعية وتفرعاتها المادية وغير المادية.
    أما وقت الفراغ هو القوت الذي يقضيه الأنسان في ممارسة نشاطات رياضية مختلفة تقع خارج نطاق العمل الوظيفي الذي يعتمد عليه في معيشته، كما أن ممارسة هذه النشاطات الرياضية تكون اختيارية ومن إرادته الحرة، حيث تكون منطبقة مع أحواله المعيشية والاجتماعية، ومع أذواقه وقيمه ومواقفه وفئته العمرية.
  2. الأسلوب الثاني: هو الأسلوب الذي يتجاوز تقسيم الوقت إلى قسمين رئيسيين وقت العمل ووقت الفراغ، حيث يتجه نحو دراسة وقت الأنسان الرياضي دراسة شمولية وكاملة، بحيث لا تفصل بين وقت الفراغ ووقت العمل، كما أن تقسيم الوقت يعتمد على طبيعة الفترات الزمنية التي يقيضها الإنسان الرياضي في ممارسة العمل أو الراحة أو الاستجمام، إنما يعتمد على طبيعة النشاط الرياضي والفعاليات المتنوعة التي يمارسها في حياته اليومية.

فالفرد الرياضي في المجتمع الصناعي المتطور بغض النظر عن طبيعة النظام الاجتماعي والإيديولوجي الذي يتبناه، يخصص جزءاً من وقته لعمله الانتاجي اليومي الذي يعيش فيه، كما يخصص جزءاً ثانياً للدراسة واكتساب الثقافة الرياضية والمعرفة الرياضية، وأيضاً يتم تخصيص جزءاً لتلبية متطلبات عائلته وأطفاله، كما أن يتم تخصيص جزءاً لتلبية الواجبات والمهام الدينية وللمشاركة في أنشطة الترويح والفراغ.
حيث أن جميع هذه الفعاليات التي يمارسها الفرد الرياضي في المجتمع الحديث، ويخصص لها أوقات، لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، فهي متصلة ومتشابكة ومتكاملة، كما تؤدي دورها الكبير في إقناع حاجاته الأساسية وتلبية طموحاته وأهدافه الحياتية التي يعيش من أجلها.
كما أن مفهوم الفراغ في المجتمع الرياضي الحديث لا يعني بأي حال من الأحوال القوت الذي يكون فيه الإنسان متحرراً من القيود والاحكام الاجتماعية الرياضية التي يمليها عليه المجتمع الرياضي، ولا يعني حريته في كيفية اختيار أنشطة الفراغ والأبداع التي تتناسب مع ذوقه وميوله الرياضي، بل يعني هو الوقت الذي يكون فيه الفرد الرياضي متحرراً من جميع أشكال الأغتراب؛ أي متحرراً من الشروط والقيود والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية، التي تفرض عليه في حياته اليومية.
فالفرد الرياضي الذي يعيش في المجتمع المتقدم لا يكون حراً خلال وقت عمله، بل يكون حراً خلال وقت فراغه، كما يكون حراً خلال الأوقات التي يصرفها على أنشطة الرياضية الأخرى، كما تعني حريته إبراز معالم شخصيته وتحقيق ذاته وتطوير نفسه؛ لكي يتمكن من خدمة مجتمعه الرياضي خدمة صادقة ووافية، بحيث تقوده إلى رفاهيته وتقدمه وسعادته.
كما أن للفرد الرياضي في المجتمع الحديث الحرية الكاملة في كيفية اختيار أنشطة الفراغ التي تتلائم مع ميوله ورغباته واتجاهاتها وظروفه وطبيعته الاجتماعية الرياضية، شرط أن يراعي الأنظمة والقوانين الاجتماعية الرياضية والحضارية التي يسير عليها المجتمع الرياضي.
كما يوجد أنشطة رياضية وفنية وفكرية وأدبية وجمالية واجتماعية للوقت الفراغ، بحيث تتلائم الأنشطة مع طبيعة المجتمع الرياضي الذين يعيشون فيه، ومع المرحلة الحضارية التاريخية التي يمر بها ومع أذواق واتجاهات الأشخاص الذين يمارسونها، كما يجب أن تتسم أنشطة الفراغ بقدرتها على تنمية وتطوير شخصية كل من يمارسها ويلعبها.


شارك المقالة: