اقرأ في هذا المقال
رياضة المحترفين في علم الاجتماع الرياضي:
في عالم اليوم وما سوف يكون غداً يكون علينا كشعوب متحضرة أن نتقبل رياضة المحترفين، حيث أصبحت الرياضة مظهراَ اجتماعياً مقروناً بالثقافة، ومن ثم أصبحت مظهراً اجتماعياً مقروناً بالمصالح الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حيث أن الرياضة بصفة عامة مثل فنون المسرح والرقص والسيرك، تجسم أحد الأشكال المنطقية للتعبير البدني، حيث أنه من البديهي أن يلجأ اللاعب الموهوب في ألعاب مثل كرة القدم أو كرة السلة أو الملاكمة أو التنس أو الهوكي إلى تأمين حياته ومستقبله بواسطة استغلال مواهبه الشخصية كما يفعل المطرب والراقص.
حيث أن الفرد الرياضي يمكن أن يشارك أيضاً مثل الفنانين في العمل الاجتماعي والثقافي، الذي يُجسّمه كل مشهد ذي مستوى جيد، ولكن ذلك الرياضي لا يستطيع أن يضمن حياته في بعض الحالات، إلا إذا اتخذ ذلك العمل واللعب الذي احترفه شكل مهنة تنظيماً منهجياً محكماً ككل المهن وكل المؤسسات التجارية ذات الطابع الخاص، حيث يجب على اللاعب الرياضي المحترف على التمسك بمبدأين هما:
- نوعية اللعبة ومستوى أدائها: فهما اللذان يجلبان المشاهد الذي سوف يدفع المقابل ويعمل على تمويل الميزانية، كما أنه سوف يقتنع الجميع بأن مهنة اللاعب الرياضي لا يمكن أن تكون مهنة لكل الناس، بل هي مهنة لأقلية من الموهبين، حيث يترتب على ذلك جمال الأداء والممارسة والمشهد والفوائد الناجمة عن ذلك.
ففي حالة وجد عدد كبير ووافر من اللاعبين ومن المؤسسات الرياضيية المنحرفة؛ سيصبح التنافس عندئذ قاسياً جداً، كما أنه سيفوق العرض الأداء بكثير من عدد المحترفين وعدد اللاعبين وعدد النوادي؛ ممّا يؤدي ذلك إلى اضمحلال التنافس والمشهد الرياضي وانقراضهما، حيث يكون حالهما كحال جميع المؤسسات التجارية أو الصناعية؛ أي المؤسسات غير القادرة على إحداث التنافس. - زمن الأداء النشاط الرياضي: إن الفترة التي يقضيها اللاعب في أدائه وممارسته للنشاط رياضي معين، هي فترة قصيرة ومحددة بزمن قانوي لا يمكن الخروج منه، حيث أن ذلك بخلاف الفترة الزمنية التي يقضيها مثلاً فنانون المسرح أو السيرك، وذلك أن المنافسة في الميدان الرياضي قاسية، إن لم تكن شرسة.
حيث تقوم رياضة المحتؤفين على مبدأ الانتقاء وعلى البطولة؛ ممّا يلحق ذلك ضرراً فادحاً بمن هو أشد ضعفاً من غيره، حيث فلا يصمد في الحقيقة إلا أبطال اليوم ولمدة قصيرة غالباً، حيث أن المؤهلات الأساسية للاعب المحترف تنخفض بسرعة مع تقدم العمر، كما أنه لا سيما أن المنافسين موجودين دائماً لاقتلاع المكانة واقتناص الفرصة الجيدة، كما ستكون مهنة الرياضة هي المهنة التي تعرف كيف تقوم بتنظيم نفسها مع الأخذ بعين الاعتبار عِدّة عوامل وهي:
- نوادي قليلة ولنها مسيرة بإحكام من قبل عدد محدود من المسؤولين ومن قبل الإداريين، ولاعبون يتداولون بانتظام على الانخراط في النادي وبرامج التدريب متوفرة دائماً بمثابة مراكز رياضية مفتوحة أمام من يحبر على مغادرة التدريب منذ سن الثلاثين.
- مثالية اللعب أو الرياضة أصبحت المادة الأساسية لمعظم نظريات أنشطة الرياضية بمختلف أنواعها، سواء كانت أنشطة فردية مثل (التنس أو رمي الرمح أو قذف الجلة)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة قدم أو كرة سلة أو كرة طائرة أو كرة يد).
- كما يجب التفكير إلى جانب الرياضة القائمة على المنافسة الشرسة، في إيجاد شكل قائم على متعة المشاهدة مع الأداء الفني والأداء الراقي دون وجود الحاجة إلى ممارسة مباريات انتقائية.
مثال على رياضة المحترفين في علم الاجتماع الرياضي:
مثال من واقع كرة القدم في الدوري المصري من عام 1996-2000، وكثرة عدد الأندية المشاركة حيث بلغ العدد 14 نادي ذي كفاءات مادية وأدائية متباينة، ولاعبين هواة ولاعبين بشغف ولاعبين محترفين، حيث ترتبت عدت نتائج على ذلك أهمها:
- الفشل في الأداء الجيد للاعبين.
- وجود فرق غير قادرة على المنافسة على لقب الدوري المصري لكرة القدم.
- وجود عدد قليل من الجمهور داخل مدرجات الملعب.
- عدم التقدم للأفضل في مستوى الأداء واللعب.
- وجود تأثر بالمستوى العام للفريق بأكمله.
- وجود تنافس هزيل ومستوى أداء هزيل من قبل جميع الفرق المشاركة في الدوري.
- عدم وجود الرضا التام من المجتمع على المسابقة.
- احتكار الفوز بالبطولة على نادي واحد فقط.
- حيث يؤدي ذلك إلى اضمحلال التنافس في هذه الرياضة، والعودة إلى الخلف في وقت يسرع فيه عالم الاحتراف إلى أداء عالي بشكل يفوق ما قد تصوّره المخططين لتلك الرياضة.