ما هي نظريات تأثير الإعلام في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


نظريات تأثير الإعلام في علم الاجتماع الرياضي:

  1. نظرية التأثير المباشر: حيث تُسمّى هذه النظرية (قصيرة الأمد أو نظرية الحقنة أو نظرية الرصاصة)، ويقصد بها أنها علاقة الأفراد بمحتوى ما يتم طرحه للإعلام الرياضي، كما أنها عبارة عن علاقة تلقائية ذات تأثير مباشر، حيث أن الإنسان يتأثر بمضنون المادة الإعلامية بطريقة مباشرة وخلال فترة زمنية قصيرة، من خلال ما يتم طرحه في الإعلام الرياضي، سواء كانت صحيفة أو تلفزيون أو إذاعة أو مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة (الفيسبوك، التويتر، انستغرام).
    حيث أن مشاهدة بعض مظاهر العنف والشغب والعدوان والعدوانية في إحدى مباريات كرة القدم أو كرة السلة أو كرة الطائرة من خلال شاشة التفزيون أو القراءة عنها في صفيحة رياضية معينة محددة، فإن الجمهور الرياضي المشاهد سوف يحاكيها ويحاول تطبيقها في واقع حياته، كما تنص هذه النظرية أن الرسائل الرياضية التي تبثها وسائل الإعلام الرياضي تؤثر في الإنسان الرياضي المتلقي، حيث تؤثر عليه بصورة مباشرة، بغض النظر عن نوعها.
  2. نظرية التأثير على المدى الطويل: حيث ترى هذه النظية أن تأثير ما يتم عرضه وبثه من قبل الوسائل الإعلامية الرياضية على الجمهور الرياضي يحتاج إلى خبرة طويلة حتى تظهر آثاره بطريقة زمنية تراكمية وممتدة، بحيث تقوم على كيفية تغيير المواقف والاتجاهات والمعتقدات الرياضية، وليس تغيير مباشر على سلوك الأفراد الرياضيين.
    كما أنه حتى يغير الإنسان الرياضي نمط تفكيره وأسلوب حياته وطريقته تعامله مع الأشياء الرياضية الموجودة في البيئة الرياضية المحيطة به، حيث يحتاج إلى فترة طويلة من الزمن، كما أن استمرار تعرض الإنسان الرياضي لوسائل الإعلام الرياضية، يساعده على اكتساب أفكار وقيم ومعلومات ومعارف رياضية، كما تعمل على تغيير أسلوب حياته، متأثراً بما يعرض عليه من وسائل الإعلام الرياضي، وبدرحة تختلف من شخص رياضي إلى شخص رياضي آخر، بناءً على شخصيته وحالته النفسية والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها.
    وكذلك نوع الوسيلة الإعلامية الرياضية التي يتعرض لها الإنسان الرياضي ومضمون وأهداف وسياسة كل منها، حيث أنه وفقاً إلى هذه النظرية فإن استمرار تعرّض الإنسان الرياضي إلى مادة إعلامية تعمل على نبذ العنف والشغب الذي يحدث داخل الملاعب الرياضية بكل صوره وأشكاله وإظهاره بصورة منافية ومعاكسة للروح الرياضية السليمة من قبل الإعلام الرياضي، حيث أنه من شأنه أن يؤدي إلى الحد من ظهور مظاهر العنف والشغب الرياضي، ومن ثم يمكن القضاء عليها وعلى المدى الطويل.
  3. نظرية التطعيم أو التلقيح: حيث أن اسم هذه النظرية وفكرتها اشتقت من نفس الفكرة والمعلومة التي تقوم على أساسها عملية التطعيم والتلقيح ضد الأمراض، حيث أن الجرعات المتتالية والمفاهيم الرياضية والقيم والمعلومات الرياضية التي يتلقاها الأفراد الرياضيين من خلال وسائل الإعلام تشبه الأمصال الذين يحقنون بها، وذلك للعمل على التقليل أو تعطيل قدرة الفيروسات والجراثيم والأمراض في التأثير على أجسامنا.
    حيث أن استمرار تعرض الجمهور الرياضي لمشاهد ولمظاهر العنف والشغب في الملاعب والساحات الرياضية، يؤدي لديهم إلى خلق حالة من اللامبالاة تجاها وعدم النفور منها، حيث أن الحالة السلبية تجاه الأشياء الرياضية السلبية في مختلف وسائل الإعلام الرياضي جاءت نتيجة الحقن المنتظم لعقول الجماهير الرياضية بهذه المادة الإعلامية، التي تؤدي إلى وجود حالة من البلادة والقوة تجاها أشبه بالحصانة والمناعة التي يصنعها المصل حين نلقح به أجسامنا ضد الأمراض.
  4. نظرية تحديد الأولويات: حيث تقوم هذه النظرية على أنه يتم تحديد الموضوعات الرياضية في جدول الأعمال لأي لقاء؛ حيث إن هذه الموضوعات يتم ترتيبها للمناقشة بناءً على أهميتها وفوائدها، حيث جاء مسمى نظرية تحديد الأولويات من جدول ترتيب الأعمال التي يتم البحث عنه في اللقاءات والاجتماعات، حيث أن الإعلام الرياضي يقوم بنفس الطريقة؛ أي بمعنى له جدول أعمال خاص بها، بحيث يتم ترتيب الموضوعات الرياضية على أساس درجة أهميتها وفوائدها، من الأهم إلى الأقل فائدة وأهمية.
    كما أن للإعلام الرياضي جدول وبرامج أعمال رياضية، لما يبثّه من برامج رياضية وما يتم عرضه من موضوعات وإحداث رياضية؛ وذلك لكي يتم التوصيل للمتلقين أهمية هذه البرامج والموضوعات الرياضية، فحينما يقوم الإعلام الرياضي بنشر رسائل إعلامية رياضية معينة، فإنه يبين للفرد الرياضي المتلقي أنه لا شيء يستحق الاهتمام في هذا الوقت أكثر مما يتلقه من الإعلام الرياضي.
    كما أن الحيّز الذي يغطيه الإعلام الرياضي في جدول أعمالع لموضوع رياضي معين ومحدد دليل هام على أعمية هذا الموضوع، فعلى سبيل المثال يقوم الإعلام الرياضي بالتركيز على رياضية كرة القدم، فهو يشعر التبقين بأن المجال الرياضي هو مباريات كرة القدم، ولا شي يستحق الاهتمام بها.
  5. نظرية حارس البوابة: حيث تعني هذه النظرية على طبيعة عمل الحارس، كوسيلة ليسمح لمن يشاء من الدخول ويمنع من يشاء، حيث أن الاعتبارات الشخصية غالباً ما تتحكم في قرار الحارس، حيث إن العاملين في وسائل الإعلام الرياضي يتحكمون فيما يصل إلى الناس من مواد إعلامية؛ أي أن تأثير الإعلام الرياضي ينطلق من الأشخاص، وتدفق المواد الإعلامية للجمهور الرياضي يتحكم به الإعلامي الرياضي كحارس يقف على بوابة الوسيلة الإعلامية، ويقوم بالسماح بالتمرير مواد إعلامية رياضية محددة لهم.
    حيث أنه من خلال هذا الدور للإعلامي أو حارس البوابة يتحدد للجمهور الرياضي ما يجب أن يتلقوه، ولذلك يكون مؤثر من ناحيتين (من خلال ما يتم عرضه عليهم، والتي قد يكون لها اعتبارات شخصية أو سياسية، حيث يراد منها إحداث تغيير ثقافي أو اجتماعي بالجمهور المستهدف، حيث قد تكون تلك الاعتبارات ناتجة عن وجهة نظر نابعة من تنشئة الإعلام الاجتماعية والثقافية الرياضية، قد يكون تأثير وسائل الإعلام الرياضي في المتلقين من خلال ما يحجبه عنهم.
  6. نظرية الاستخدامات والإشاعات: حيث تنظر هذه النظرية للعلاقة بين الوسائل الإعلام الرياضي والجمهور بشكل مختلف، حيث أن الإعلام الرياضي يوجَّه ويحدد للجمهور نوع الوسائل الإعلامية التي يتلقاها، وذلك من خلال ما يتم عرضه من محتوى إعلامي رياضي يعمل على إشباع رغبات وحاجات المتلقين، كما أنه يتحكم بدرجة كبيرة في مضمون الرسائل الإعلامية التي يقوم بعرضها الإعلام الرياضي، كما أن مفهوم هذه النظرية ينطلق من مفهوك مبدأ المشاهدة الاختيارية وتفسيره؛ أي أن المتلقي اختيارياً يعرض نفسه للإعلام الرياضي الذي يقوم بتلبية رغبات وحاجات الفرد الرياضي المشاهد.
  7. نظرية الغرس الثقافي: يقصد بها استمرارية لمختلف وسائل الإعلام الرياضي في التنشئة الاجتماعية الرياضية، حيث يُشكّلان عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي بين الأفراد الرياضيين والوسائل التعليمية والوسائل الثقافية، كما تعمل على اكستب الفرد الرياضي الاتجاهات والسلوكيات المناسبة والملائمة لدوره الاجتماعي، لتمكنه من التكيف والاندماج في الحياة الاجتماعية الرياضية.
  8. نظرية التأثير على مرحلتين: أي المقصود بها هو انتقال المعلومات الرياضية على مرحلتين، حيث أن هذه النظرية ترى أن تأثير وسائل الإعلام الرياضي على الجمعور يتم بشكل غير مباشر ويمر على مرحلتين:
  • المرحلة الأولى: وهي ما يتم نشره وبثه من قبل وسائل الإعلام الرياضي للجمهور الرياضي المشاهد، فقد لا يؤثر في الجمهور الرياضي ما تم تلقيته (المعلومات الرياضية) مباشرة من قبل وسائل الإعلام الرياضي، بل قد لا نعطيه أي اهتمام عند بث وسائل الإعلام الرياضي لرسائله، حيث أنه بتلقّي الجمهور الرياضي تلك الرسائل والمعلومات الرياضية تنهتي المرحلة الأولى.
  • المرحلة الثانية: حيث يطلق عليها المختصين وعلماء الإعلام الرياضي والاتصال بقادة الرأي في المجتمع الرياضي، وهم كافة الأشخاص البارزين في التجمعات أو المجتمعات الصغيرة مثل جماعة الأصدقاء الرياضيين، حيث أن قادة الرأي شاهدوا ما شاهدنا أو قرأوا ما قرأنا، حيث أن الحديث بتلك الطريقة نجدها أكثر إقناعاً من الطريقة التي استخدمها وسائل الإعلام الرياضي، كما يمتلك قائد الرأي نفوذ مادية وأدبية، ممّا يجعل الجمهور الرياضي يقبل تفسيره ورؤيته الخاصة للرسالة الإعلامية.

شارك المقالة: