نظرية الصراع في علم الاجتماع الرياضي:
تلاقي نظرية الصراع معارضة من الكثير من علماء علم الاجتماع الرياضي، ومع ذلك فإنها تبقى واحدة من أهم النظريات في هذا المجال الرياضي، حيث تشير هذه النظرية إلى أن المجتمع قائم على الرغم من وجود تناقص وتقاطع مصالح ورغبات وميول الفرد الرياضي، فَهُم لا يقومون بتشكيلة وحدة متناسقة ومتكافئة من حيث الأهداف والواجبات والرغبات الفرد الرياضي، بل وجود العكس واختلافات كامنة غير معلنة بينهم، فَهُم لا يملكون السيطرة على حياتهم الرياضية ومستقبلهم الرياضي وقدراتهم الرياضية، بل هم في صراع دائم مع الأفراد المجتمع الآخرين الذين لا تلتقي مصالحهم معهم.
حيث وجدت طبقات المجتمع الرياضي من خلال اختلاف المصالح للأفراد، وعدم امتلاك البعض منهم إمكانية تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وخلاف ذلك نجد في المجتمع صوراً تعكس حالة التناقض الاجتماعي الرياضي، كما أن شرائح كبيرة من المجتمع الرياضي تعمل من أجل النفوذ وتولي السلطات الرياضية، حيث أن المجتمع قائم على الصراع بين مؤسساته الاجتماعية الرياضية من خلال هذه المجتمعات، حيث يؤدي هذا الصراع إلى التغيرات الاجتماعية الرياضية في المجتمع الرياضي.
كما نجد أن الكثير من الأفراد الرياضيين يعتقدون أن نظرية الصراع تمتلك سلبية حادة تجاه حياة الإنسان الرياضي في المجتمع الرياضي المحلي، كما يجدون أن هناك صعوبات ومشاكل في كيفية تمثيل دور الرياضة بموجب الإطار النظري لهذه النظرية، حيث تعد مشاركة الفرد في أنشطة الرياضة المختلفة سواء كانت أنشطة فردية (رياضة المشي أو السباحة أو ركوب الخيل أو الجري)، أو أنشطة جماعية (كرة قدم أو كرة سلة) تهرباً من معاناة وصعوبات الحياة.
كما أنها تعد وسيلة مهمة للتخفيف من أعباء الحياة، من حيث المشاركة الذاتية غير المنظمة وصولاً إلى المشاركة الرياضية في الطرق التي تمثل مختلف المستويات، حيث تعمل هذه المشاركة على اكتساب خصوصية طابع تمثيل رغبات الفرد الرياضي ومصالح الأفراد الرياضيين أو المؤسسات العديدة، بمختلف اتجاهاتها الرسمية وغير الرسمية.
كما أنه من المعروف أن ممارسة الرياضة تقف أمامها عدة ظروف تحدد بالفروق الفردية للأفراد، سواء كانت الفروق بين المرأة والرجل وبين الأفراد من جنس واحد واللذين يختلفون في قدراتهم وإمكانياتهم البدنية الحركية، والتي تدفعهم إلى ممارسة الرياضة بكفاءة عالية وبين من تحول ممارستهم للنشاط الرياضي الحركي، حيث حصرت هذه الممارسة بحريّات محدودة على ضوء قدراتهم، وإلى جانب ذلك تخلق وتنشأ ممارسة الرياضة اتجاهات لدى الأفراد الرياضيين تقوم بالتشجيع على التعصب الوطني والقومي من خلال تحقيق الفوز بأي ثمن، حيث يتضح أن الإنسان لا يتمتع بمشاركته الرياضية حينما يقسو على جسمه، وبذلك تنعدم روح المتعة والإثارة لدى الممارسين والمشاهدين على حدٍ سواء.