أنواع الإدراك في علم النفس:
يعتبر الإدراك في علم النفس من التجارب الأساسية للعالم التي يتضمن التعرف على المحفزات البيئية والإجراءات استجابة لهذه المحفزات، ومن خلال عملية الإدراك، يحصل الأفراد على معلومات حول خصائص وعناصر البيئة التي تعتبر ضرورية لبقائه، ولا يخلق الإدراك فقط تجربة الفرد للعالم من حوله بل يسمح له بالتصرف داخل البيئة المحيطة.
يشمل الإدراك الحواس الخمس التي تتمثل في الإحساس والنظر والصوت والشم والذوق، ويشمل أيضًا ما يعرف باسم الشعور العميق، وهي مجموعة من الإستجابات التي تتضمن القدرة على اكتشاف التغيرات في أوضاع الجسم وحركاته، كما يتضمن أيضًا العمليات المعرفية المطلوبة لمعالجة المعلومات، مثل التعرف على وجه صديق أو اكتشاف رائحة مألوفة.
تقوم عملية الإدراك في علم النفس بالتعرف على المزيد حول كيفية انتقال الأفراد من اكتشاف المحفزات في البيئة المحيطة إلى اتخاذ قرارات وإجراءات فعلية بناءً على تلك المعلومات التي تم الحصول عليها، بحيث يتنوع الإدراك في علم النفس إلى نوعين من الإدراك بشكل عام، وتتمثل أنواع الإدراك في علم النفس من خلال ما يلي:
1- الإدراك الحسي: فهم علماء النفس الإدراك الحسي من خلال مجموعة من الآراء، ولكنهم اتفقوا فيما بينهم على أن الإدراك الحسي هو استعمال المحفزات الحسية التي يحصل عليها الفرد من العوامل الخارجية، وتنتقل للدماغ عن طريق الأعصاب الحسية التي هي عنصر من عناصر الجسم الأساسية.
بحيث تحفز هذه الأجزاء الحسية وتحول الإحساس الخارجي لمدركات عن طريق ما يمتلك الأفراد المعلومات وخبرات ماضية في مستويات الحفظ، وللتوضيح كيف للفرد أن يدرك صوت الأذان دون أن يكون قد سمعه من قبل، فصوت الأذان يدخل للدماغ من خلال حاسة السمع وبوجود المعلومات الماضية المرتبطة بهذا الصوت يدرك الفرد معناه ويفهمه ويتفاعل معه.
2- الإدراك العقلي: يعتبر علماء النفس أن الإدراك العقلي هو أساس التوظيف، أي أنه ما يميز الفرد عن بقية الكائنات الحية، فالشخص يفهم ويستوعب الحقائق من خلال إنتباهه الذهني بما فيها من توضيحات وتوجهات وأمور منطقية وطبيعة الحياة، وبالتالي فالإدراك العقلي مصدره العقل الذي هو الأساس في تكوين هذه المفاهيم لديه.
البعض يصف الإدراك العقلي بالشعور الداخلي أو الانفعالي، وللتفسير يتميز الفرد الذي يتبع ثقافة معينة بأنه يحمل مفاهيم وعقائد وفرضيات في الحياة نابعة من الإدراك العقلي الذي تشكل لديه من هذه الثقافة وسماتها، أي أن عقله أصبح يدرك هذه المفاهيم أو ما يُسمى بالإدراك العقلي.
خطوات عملية الإدراك في علم النفس:
تتمثل عملية الإدراك في علم النفس بالعديد من الخطوات والمراحل التتابعية التي يتوجب القيام بها لتكتمل فعالية عملية الإدراك في علم النفس، ومن المهم أن تكون هذه الخطوات منظمة ومرتبة ومتسلسلة لتحقيق الأهداف المرجوة منها، ومن أجل رؤية تأثير الإدراك في علم النفس، قد يكون من المفيد النظر في كيفية عمل العملية بشكل عام، هذا يختلف إلى حد ما لكل معنى، بحيث تتمثل خطوات عملية الإدراك في علم النفس من خلال ما يلي:
1- الحافز البيئي: العالم مليء بالمحفزات التي يمكن أن تجذب الانتباه من خلال الحواس المختلفة، والحافز البيئي يعبر عن كل ما في البيئة للفرد ويكون لديه القدرة على إدراكه.
2- الحافز الخاضع للإشراف: تتمثل هذه الخطوة في الحافز المراقب الذي يعبر عن الشيء المحدد في البيئة الذي يركز عليه الانتباه للفرد.
3- الصورة على شبكية العين: يتضمن ذلك مرور الضوء فعليًا عبر أجزاء العين، التي تساعد على تركيز الضوء عند دخوله إلى العين، وتتحكم في حجم وتوسع العين من أجل تحديد مقدار الضوء الذي يسمح بدخوله، وتعمل هذه الأجزاء والعناصر معًا لعرض صورة مقلوبة على الشبكية.
4- التنبيغ: يتم من خلال هذه الخطوة تحويل الصورة الموجودة إلى إشارات كهربائية في عملية تُعرف باسم التحويل، هذا يسمح بنقل الرسائل المرئية إلى الدماغ ليتم تفسيرها.
5- الإدراك: في هذه الخطوة من العملية، تدرك الكائن المحفز في البيئة، وفي هذه المرحلة، يدرك الفرد بوعي المنبهات والمحفزات المختلفة.
6- الاعتراف: لا يقتصر الإدراك على إدراك المحفزات بوعي، بل من المهم أيضًا أن يقوم الدماغ بتصنيف وتفسير ما يشعر به الفرد، فإن المقدرة على تفسير الشيء وإعطاء معنى له هي الخطوة التالية التي تقوم على التعرف والفهم.
7- الإجراء: تتضمن مرحلة عمل الإدراك نوعًا من النشاط الحركي الذي يحدث استجابة للحافز المتصور والمعترف به، وقد ينطوي هذا على إجراء كبير، مثل الجري نحو شخص في محنة، أو شيء خفي مثل وميض العين ردًا على نفخة من الغبار تتطاير في الهواء.