أنواع الإسناد في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتم تشجيع تبرير السلوك الإنساني والعمل بالعقل بين البشر، حيث يعتبر الإسناد وفقًا لعلم النفس الاجتماعي هو عندما يبرر الأفراد أسباب الأحداث والسلوك الإنساني والمواقف، حيث تتعامل نظرية الإسناد مع تفسير الظروف من قبل الأفراد وعلاقتها بعقلية وسلوكهم، ومنها تشير نظرية الإسناد إلى القوالب التي تصف هذه العملية.

أنواع الإسناد في علم النفس

يعتبر كل من التصرف المتمثل في السبب الداخلي والموقف المتمثل في السبب الخارجي هما النوعان الرئيسيان للإسناد في علم النفس، مما يجعلنا نتطرق لأهم أنواع الإسناد في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الإسناد الترتيبي

في الإسناد الترتيبي من المفترض أن تكون السمات الداخلية للشخص هي سبب السلوك الإنساني في الإسناد، ومنها يتم البحث عن أسباب داخلية مثل سمات الشخصية أثناء وصف سلوك الآخرين وهذا ما يعرف ويسمى بخطأ الإسناد الأساسي، ومن أهم الأمثلة عندما يُعزى سلوك الشخص إلى معتقداته أو نواياه أو شخصيته.

2- الإسناد الظرفي

يعتبر الإسناد الظرفي هذا هو إجراء تخصيص أسباب السلوك الإنساني لظروف أو شؤون خارجة عن سيطرة الفرد بدلاً من السمات الداخلية، حيث أننا نميل إلى تبرير سلوكنا من خلال السمات الخارجية مثل السمات المحيطة أو الظرفية والبيئة.

3- الإسناد المرحلي

يعتبر الإسناد المرحلي هو الإسناد الذي يقوم بالتركيز على المستويات التي يمر بها مفهوم الإسناد، حيث أنه بينما يحاول شخص فهم سبب سلوك شخص آخر، قد يتم العثور على أكثر من سبب مسؤول عن هذا السلوك الذي قام به، وتتكون عملية الإسناد من ثلاث مراحل تتمثل في الملاحظة والإيمان والسبب.

يجب ملاحظة السلوك الإنساني مباشرة من قبل الفرد، ويتضمن ذلك مشاهدة ما يحيط به، وأفعال وردود أفعال الآخرين في ظل هذه الظروف، وفي مرحلة الإيمان يجب أن يفترض الفرد أن الفعل أو السلوك الإنساني كان مقصودًا وليس ميكانيكيًا أو عرضيًا، بينما في مرحلة السبب يجب استخدام منطق الفرد ومعتقداته أثناء تحديد ما إذا كان سبب السلوك هو عامل إسناد داخلي أم خارجي، حيث سيعزى السبب إلى المحيط أو الظرف إذا كان السلوك غير مقصود، في حالة كونها متعمدة فإنها تنسب إلى المحرضين أو السمات الداخلية أو المعتقدات أو المتطلبات.

تطبيق الإسناد من حيث علم النفس

تستخدم مجالات مثل القانون ومجالات الصحة النفسية أو العقلية والتعليم وعلم النفس الإكلينيكي نظرية الإسناد في علم النفس على نطاق واسع، فيعتبر كل من الإنجاز والإدراك الذاتي مرتبطان بقوة، وفي عام 1980 وفقًا لعلماء النفس المهتمين بمفهوم الإسناد تحدد الإسهامات السببية ردود الفعل العاطفية على النجاح والفشل، وفي عام 1990 تمت مناقشة تطبيق نظرية الإسناد في المجالات المتعلقة بالرعاية الصحية من قبل علماء نفس مختلفين وفي عام 1996 قدم أهم مثال رائع على تنفيذه في التطوير الوظيفي.

حيث قام علماء النفس بتحليل صفات الموظفين فيما يتعلق بالفشل في تلقي الترقيات، حيث أن فريتز هايدر هو عالم نفس جشطالت يشار إليه باسم أب نظرية الإسناد في علم النفس في أوائل القرن العشرين، ومنها طرح هايدر نظرية الإسناد النفسي عام 1958، ومع ذلك تم تشكيل بنية نظرية الإسناد من قبل العديد من علماء النفس والتي تستخدم الآن كمعيار بحثي كبير في علم النفس الاجتماعي، حيث إن ميل الفرد لمعرفة سبب شيء قام به هو أساس الافتراض في نظرية الإسناد أي تحديد أسباب السلوك الإنساني.

في عام 1974 كان تركيز نظرية إسناد وينر على الإنجاز تم الاعتراف بالحظ والجهد وصعوبة المهمة والقدرة من قبله على أنها أهم العوامل التي تؤثر على الإسناد فيما يتعلق بالإنجاز.

خصائص الإسناد في علم النفس

تُستخدم ثلاثة أبعاد غير رسمية لتصنيف سمات عملية الإسناد في علم النفس، وذلك من حيث النظرية المستقرة وغير المستقرة، ومن حيث موضع السيطرة  أي الخارجي أو الداخلي، ومن حيث القدرة على التحكم أي أنه من خلال أنه لا يمكن السيطرة عليها أو السيطرة عليها، ومنها تتأثر توقعات مستقبل الشخص بالاستقرار، وترتبط إصرار الشخص على المشروع بالتحكم، وتؤثر القدرة على التحكم أو السببية على ردود الفعل العاطفية تجاه نتيجة المهمة.

من حيث موقع السيطرة يفسر الإسناد هذا على أنه اعتقاد المتعلمين حيث يعتقدون أن سلوكهم يتأثر بأسباب خارجية أو داخلية، ويؤثر مركز التحكم بشكل مباشر على المشاعر المرتبطة بالإسناد، مثال عليه يشعر الأفراد بشعور الإنجاز عند اجتياز مقابلة يعتقدون أنهم قد أعدوا لها، حيث أنه لن يتم الشعور بهذا الإحساس بالإنجاز إذا كان يعتقد أن المقابلة بسيطة أو أن النجاح يرجع إلى الحظ.

من حيث الاستقرار يتسبب احتمال الإسناد في التغيير بمرور الوقت، حيث أن هذه أمثلة حيث يمكن تغيير النتيجة خلال فترة زمنية من خلال تعديل السلوك الإنساني نفسه، ومثال عليه يمكن أن يُعزى فشل الشخص في مسابقة الرقص إلى نقص الممارسة والتطبيق، ومع ذلك قد تتغير النتيجة في المستقبل إذا مارس الشخص وتعلم أكثر وشارك مرة أخرى.

من حيث السيطرة يرتبط الإسناد ارتباطًا مباشرًا بتصور الشخص فيما يتعلق بالسيطرة على السلوك الإنساني أو الظرف أو الإجراء، ومثال عليه قد يستسلم أحد المشاركين في مسابقة يعتقد فيها أن الحكام منحازون للاعبين آخرين، وقد يعتقد أن الفوز ليس في يديه وقد يتوقف عن بذل الجهد.

أهم الأخطاء في الإسناد في علم النفس

تتمثل أهم الأخطاء في الإسناد في علم النفس من خلال ما يلي:

خطأ الإسناد الأساسي

يميل الناس إلى الانجرار إلى أوتار الأخطاء والتحيزات أثناء البحث عن أسباب للسلوك الإنساني من خلال عملية الإسناد، وفقًا لفريتز هايدر غالبًا ما يتم خربطة تنبؤاتنا عن السببية بسبب احتياجاتنا وبعض التحيزات المعرفية، ومن أمثلة تحيزات الإسناد هي قد يُفترض على الفور أن تلعثم شخص ما وسط حشد من الناس ناتج عن العصبية بدلاً من أن يُنسب إلى حالة طبية.

الخطأ الثقافي

عندما يتم افتراض المعتقدات والممارسات الثقافية لشخص ما وتنسب إلى سلوكه في عملية الإسناد، يُعرف ذلك بالتحيز الثقافي أو الخطأ الثقافي، وأهم مثال على التحيز الثقافي هو ثنائية الثقافات الفردية أو الجماعية.

خطأ الخدمة الذاتية

إن عزو التفسيرات الداخلية والتفسيرات إلى الإنجازات والتفسيرات الخارجية التي لا يمكن السيطرة عليها للفشل هو تحيز يخدم المصالح الذاتية، ومثال عليه اجتياز اختبار بسبب العمل الجاد وهو سمة داخلية يمكن التحكم فيها، وإلقاء اللوم في فشل الاختبار على عدم الكفاءة أو الضغينة الشخصية للمدرسين وهي سمة خارجية لا يمكن السيطرة عليها.


شارك المقالة: