أنواع التسريع الأكاديمي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:
1- القبول المبكر في الجامعة:
إذا كان العمر الطبيعي لدخول الجامعة هو (18) سنه، فإن الطلاب المقبولين في الجامعات دون هذه العمر يندرجون تحت مظلة القبول المبكر، وهناك عدد كبير من المشاهير في مجالات العلوم والآداب دخلوا الجامعات دون (18) من العمر.
وعلى سبيل المثال أن عالم الرياضيات ورائد علم التحكم والاتصالات والصواريخ بعيدة المدى (نوربرت وينر) كان قد أنهى المدرسة الثانوية وعمره (١١) سنة وتخرج من الجامعة وعمره (١٤) سنة وحصل على الدكتوراة في المنطق الرياضي من جامعة هارفرد وعمر (١٨) سنة.
وهناك من قُبِل في الجامعات بدون شهادة المدرسة الثانوية مثل عالم الرياضيات الشهير (فيفرمان Fefferman) الذي أتم الدكتوراة وعمره 20 سنة، وأصبح أستاذاً جامعياً من الدرجة الأولى (Full Professor) وعمره 22 سنة.
ويورد (ستانلي) في كتاباته كثيرة مثل هؤلاء العظماء ممن دخلوا الجامعة في الخامسة عشرة أو أقل، وحققوا إنجازات كبيرة في تقدم العلوم وهم في العشرينات من العمر ومن البرامج الجماعية للقبول المبكر، وفي الجامعات برنامج أكاديمية تكساس للعلوم والرياضيات.
حيث يقبل الطلبة في السنة الأولى الجامعية بعد إتمامهم للصف العاشر شريطة أن يكونوا حاصلين على درجة لا تقل عن (500) في قسم الرياضيات من اختبار الاستعداد الدراسي (SATI)، وما مجموعه (1000) على الأقل في القسمين الرياضي واللفظي.
إن تطبيق القبول المبكر في جامعاتنا يحتاج إلى تعديل نظم القبول فيها بصورة جذرية تضع حداً لشرط المكوث لمدة أثني عشر عاماً في التعليمالمدرسي، وضرورة الحصول على شهادة الدراسة الثانوية كشرطين أساسيين للقبول، وبغض النظر عن الطاقة الهائلة، والتي قد تتوافر لدى بعض الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وإلا فكيف يمكن تبرير إقفال الأبواب أمام الطلبة الموهوبين والمتفوقين الذين يتقدمون على أقرانهم في الصف أو العمر الزمني بعدة سنوات من الناحيتين العقلية والتحصيلية.
2- القبول المزدوج في المدرسة والجامعة:
يطبق هذا النوع من التسريع بشكل واسع في بعض المجتمعات، يمكن التعريف عن طريق القبول الجزئية للطالب في الجامعة أثناء التحاقه بالمدرسة الثانوية لدراسة مقررات جامعية تحسب له عند دخول الجامعة بصورة نظامية، أو قبول الطالب في المرحلة الثانوية ليوم أو يومين في اسبوع بينما بقضي باقي الأيام في المدرسة الأساسية أو الثانوية.
إن هذا النوع من التسريع يراعي تفاوت قدرات الطالب في المواد الدراسية المختلفة، ويأخذ بالاعتبار عناصر قوته في مادة أو أكتر من خلال توفير الفرصة أمامه لتطوير طاقاتهم لدراسة موضوعات من مستوى متقدم، فقد نجد طالباً مبدعاً في الرياضيات ولديه القدرة على تجاوز مستوى المقررات المطلوبة في السنة الأولى الجامعية، ولكنه لا يظهر مستوى رفيعاً في اللغات مثلاً إن حالة كهذه تستدعي تكييف البرنامج التربوي ليتناسب مع مستوى القدرة والحاجة.
وقد يكون القبول المتزامن للطالب في الجامعة والمدرسة الثانوية أو في المدرسية الأساسية والمدرسة الثانوية، ويعتبر حلاً معقولاً للمشكلة التي يعاني منها الطالب الموهوب والمتفوق الذي يظهر استعدادا عالياً في مجال دون غيره، ويندرج تحت هذا النوع من التسريع السماح للطالب بالتقدم الرأسي في مادة كالرياضيات أو اللغة الأجنبية، مثلاً إذا كان اداؤه متميز بدرجة واضحة على أقرانه في الصف.
3- تكثيف المنهاج:
يقصد بتكثيف المنهاج تقليل المدة الزمنبية المقررة لتغطيته في الصف العادي بنسبة لا تقل عن (25%) كأن تعطى مناهج الرياضيات المقررة في الست سنوات الأولى من المرحلة الاساسية في أربع سنوات، وإذا وجد عدد كافي من الطلاب الموهوبين والمتفوقين في المدرسة أو مجموعة المدارس المتقارية في الموقع.
ويمكن تطبيق أسلوب ضغط المنهاج وتكثيفه في المرحلة الثانوية أو الجامعية، وإن نظام الامتحانات الذي يتم تطبيقه يسمح للطالب أن ينهي مقررات المرحلة الثانوية في ثلاث سنوات بدل سنتين المدة الرسمية للمرحلة الثانوية، فما هي الحكمة في عدم السماح لطالب متفوق أن ينهي متطلبات الدراسة الثانوية في سنة واحدة؟
هناك مثلاً حوالي (1,400,000) طالب وطالبة على مقاعد الدراسة في المجتمع، ووفقاً لأكثر التقديرات يمكن اختيار نسبة من مجتمع الطلبة العام كمرشحين للاستفادة من برامج التسريع.
ويمكن التلخيص بأن التسريع طريقة مناسبة يمكن أن يستفيد منها الطلاب الموهوبين والمتفوقين، ولا يوجد أي سبب علمي للمخاوف الوهمية التي عبر عنها المربون وبعض أولياء الأمور من آثار التسريع، بشرط أن يفهم جيداً بأن التسريع لا يعني دفع الطالب إلى الأمام بقدر ما يعني التوقف عن دفعه للخلف.