اختبارات الذكاء الفردية في مراحل الكشف عن الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


اختبارات الذكاء الفردية في مراحل الكشف عن الموهوبين والمتفوقين:

تعتبر اختبارات الذكاء الفردية من أكثر الطرق موضوعية التي تستعمل في التعرف على الطفل الموهوب والمتفوق، في عمر ما قبل المدرسة وسنوات الدراسة الابتدائية، كما تعتبر اختبارات الذكاء الفردية من أكثر الطرق دقة وفاعلية في التعرف على الطفل الموهوب والمتفوق الذي يعاني من صعوبات تعلم أو قدرات لفظية منخفضة أو اضطرابات سلوكية أو إعاقاتبصرية أو  إعاقات سمعية أو  إعاقات حركية.

ويمكننا القول أنه لا يوجد ما هو ملائم أكثر من اختبارات الذكاء الفردية لكي تكشف عن الطالب الموهوب والمتفوق من ذوي التحصيل المدرسي المنخفض، التي تعتبر وسيلة موضوعية وواقعية موثوقة ومهمة لمعالجة مثل هذه الحالات.

وقد أظهرت دراسة مسحية أجراها (كولمان وجالاجر) في مجتمع يوجد لديهم خصوصية بالنسبة لتعليم الموهوب والمتفوق، وتستعمل نوعاً من الاختبارات الرسمية للذكاء أو التحصيل في عمليات الكشف على الموهوب والمتفوق، بالإضافة إلى وسائل أخرى، ومن أشهر اختبارات الذكاء الفردية و مقیاس ستانفورد بينية للذكاء الطبعة الرابعة و مقياس وكسلر الذكاء الأطفال، بطارية تقييم “كوفمان” للأطفال و مقاییس (مكارني) لتقييم قدرات الأطفال.

وتتكون هذه الاختبارات من عدة مقاييس فرعية تشمل عدة محكات لفظية أو  مجردة ونشاط الذاكرة القوي، وتقيس القدرة العقلية العامة التي يعبر عنها بالعامل العام (g) دون ذلك بدلالة نسبة ذكاء طلبة في جميع الاختبارات الفردية، بالإضافة إلى نسب ذكاء لفظية وأدائية في بعض الاختبارات، كما هو الحال في مقياس وكسلر الذكاء الأطفال ومقياس ستانفورد بينية المطور طبعة (1986)، وقد طور عدد من الباحثين مفهوم العامل العام (g).

واقترح عدة علماء تقسيمه إلى نوعين من القدرة أو الذكاء هما الذكاء المرن (Fluid Intelligence)، ويشير إلى القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة التي لا تفيد فيها المهارات التي سبق تعلمها أو الخبرات السابقة.

الذكاء المتبلور (Crystallized Intelligence) ويشير إلى كثرة المعرفة والخبرة والمحتوى الحضاري، وهذا النوع من الذكاء أو القدرة هو الذي يخطر في الذهن عندما نصف شخص بأنه ذكي، وبغض النظر عن الجدل الذي لم يتوقف حول طبيعة الذكاء أساليب قياسه من جهة واستخدام هذه الأساليب في الكشف على الطفل الموهوب والمتفوق من طرف أخر، فإن مقاييس الذكاء المعروفة ستبقى مثيرة للجدل في الجوانب الأكاديمية والدوائر العلمية.

حيث يتم الكشف عن المقاييس الأكثر استخداماً وفعالية وصدقاً من مقاييس الذكاء، وفي هذا السياق يجب التعرف على خصائص مقاييس الذكاء الفردية وأوجه الضعف فيها، حتی يكون الأشخاص المستخدمين على بينة في الأمر، للابتعاد عن نقاط الضعف قدر الإمكان في تفسير نسب الذكاء، ولا سيما عند استخدامها لأغراض الاختيار أو التعرف على الأطفال الموهوبين والمتفوقين.

مزايا اختبارات الذكاء الفردية للموهوبين والمتفوقين:

1- تتميز اختبارات الذكاء الفردية بأفضل السمات السيكومترية، والتي يجب توفيرها في الاختبارات النفسية والتربوية و الرسمية، وبالإضافة إلى طريقة العمل والإجراءات وطرق العلمية والمدروسة في عملية بناء الاختبارات واختيار العينات التجريبية والمقننة. فإن هذه الاختبارات موجودة في الميدان منذ فترات طويلة، وأجريت عليها دراسات وبحوث تجريبية هائلة، وبالتالي تم الحصل على كثير  من بيانات صدق وثبات لا حصر لها بالمقارنة مع غيرها من الأساليب الاختبارية وغير الاختبارية.

2- تتميز اختبارات الذكاء الفردية بقدرة التنبؤ  المنطقية للنجاح الأكاديمي والعملي، وتتفوق القدرة التنبؤية لاختبارات الكفاءة والتحصيل على مقاييس الإبداع والشخصية.

3-  لا تحديد لفائدة اختبارات الذكاء الفردية على إعطاء درجة ذكاء كلية أو درجة ذكاء فرعية، كما قد يتبادر للذهن، ولكنها تزود الممتحن بمعلومات على درجة كبيرة من الأهمية يمكن أن يحصل عليها من خلال طريقة الملاحظه لأداء المفحوص أثناء جلسة الاختبار. هذه المعلومات تفيده في رسم صورة أكثر شمولية حول سمات المفحوص السلوكية، وفي مجالات مثل التأمل مقابل التسريع والتكيف مع التغير واتباع التعليمات والقدرة على التركيز.

5- حيث يمكن الحصول على تقدم للنتيجه النهائية لاختبارات الذكاء الفردية مساعدة قيمة للمدرسين والمرشدين والآباء، وفي تشخيص الطلبة الذين لا تكون درجاتهم المدرسية و قدراتهم الحقيقية؛ نتيجة لافتقار دافعيتهم للتعلم المدرسي لسبب أو لآخر.حيث تعد هذه المقاییس فعالة في الكشف عن القدرات الحقيقية للطلبة الذين يعانون من تدني التحصيل أو صعوبات في التعلم وغيرهم من الفئات الخاصة التي يوصف أفرادها في الأدب التربوي بالموهوبين المعوقين (Gifted) أو الموهوبين متدني التحصيل.


شارك المقالة: