الأهداف التربوية وسلوكات معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:
يتوافق العديد من الأهالي والباحثين على أن المعلم هو العضو الأساسي لنجاح العملية التربوية في كل البرامج التربوية، وفي حال كان الأطفال عاديين أو معوقين أو حتى موهوبين، كما أن المعلم هو من يكون بإمكانه أن يعطي الفرص التي تزيد وتعزز ثقة المتعلم بنفسه وفي ذات الوقت تدمرها، وكذلك يمكن أن تقوي روح الإبداع أو تقتلها، وممكن ان يحث التفكير الناقد أو تحبطه، وهو الذي يعطي المجال للتحصيل والإنجاز أو ينهيه.
وقد كان السؤال على ضرورة أن المعلم يثير اهتمامه ودراسته بشكل دائم على بالطالب، وفي جانب تعليم الموهوبين والمتفوقين بينت دراسة مسحية شائعه أجراها (رينزولي 1981 ,Renaulli) أن المعلم يكون في المركز الأول من جانب أهميته في تفوق البرنامج التربوية لهؤلاء الطلبة بين خمسة عشر عاملاً أساسياً بينت من قبل خبراء عاملين في مجال تعلیم الموهوبين والمتفوقين، وأظهرت المناهج في الدرجة الثانية والواردات المالية في المرتبة العاشرة.
ومن المنطق أنه لا يوجد هناك جدال على أن المعلمين بشكل عام يرغبون بتقدم ونجاح طلبتهم، والعديد منهم يعتبرون وظيفة تطوير مهارات كل الطلبة على التفكير باعتبارها هدف تربوي يوضع في بدايه أولوياتهم، وعند وضع أهدافهم التعليمية نلاحظ أنهم يظهرون آمالهم وتمنياتهم بعمنى تنمية قدراتهم واستعداداتهم وطلبتهم، وحتى يصبحوا لديهم القدرة على التعامل بفاعلية تجاه مشاكلهم التي يواجهونها بالحياة المعقدة التي تواجههم في حياتهم والتي من المحتمل مواجهتها في مستقبلهم.
ولكن هناك فرق بين ما نسعى إلى الوصول إليه في تعليمنا وبين النواتج الفعلية لهذا التعليم، كما تعكسها ما مر به طلبتها من خبرات في جميع المراحل الدراسية، وتوضع البيانات والوقائع أننا يمكن تخريج أعداداً كبيره جداً من الطلبة الذين تنحصر تجاربهم بشكل أساسي في تخزين المعلومات واسترجاعها، ولا يملكون القدرة على استخدام هذه المعلومات في الوصول إلى اختيارت أو حتى قرارات واضحه في حل المشكلات غير الاعتياديه.
إن الفحص الدقيقق لهذه العملية لا بد أن يتطرق للإجابة عن الأسئلة المرتبطة بالعلم باعتباره أحد مقومات النجاح الضرورية لأي برنامج تربوي وبالأخص برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين، ومن أهم الأسئلة التي طرحت في هذا الجانب ما هي الخصائص الشخصية والاجتماعية والمهنية التي تميز المعلم المميز للأطفال الموهوبين والمتفوقين؟ وهل هناك أنماط من التصرفات الصفية التي يجب وجودها ليكون المعلم فعال.
وأيضاً هل يلزم الدور الذي يقوم به المعلم الناجح للموهوبين أن يكون متعدياً عن دور معلم الطلبة العاديين من جانب استعداده العقلي وقدراته الإبداعية؟ وهل ينبغي أن يكون معلم الأذكياء والمتفوقين متفوقاً مثلهم؟ وبالرجوع لما ذكر حول موضوع المعلم في برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين يجد نفسه في حيره من أمره أمام العديد من القوائم والسمات السلوكية والخصائص المرغوب بها بالمعلم الناجح وربما يظهر الشخص لأول وهلة بإنطباع يستفاد منه أن أحداً من بقيه الناس لا تتوافر فيه هذه السمات التي يمكن الوصول إليها العديد من الباحثين والكتاب.
وإذا كان الهدف من سرد هذه القوائم تسهيل مهمة المختصين بتخطيط برامج تدريب المعلمين وتطبيقها، فكيف يمكن تخطي ذلك في غياب المقاييس الموضوعية المناسبة؟ وكيف نتمكن من تشغيل هذا العدد الكبير من السمات بشكل عملي بسيط؟ وإن أحد الطرق ذات الاشارات التطبيقية تتطلب تحديد النتاجات أو الخصائص المرغوبة للتعلم ودمجها بالسلوكات الصفية للمعلم، والتي بينت فاعليتها في ظهور تلك الأهداف والنتاجات وذلك بالرجوع إلى نتائج العديد من البحوث والدراسات التي تتعلقة بالموضوع، وكذلك والأهداف التربوية وسلوكات المعلم.
بينت الباحثة (كلارك) ستة خصائص مرغوبة في تعليم الأطفال الموهوبين والمتفوقين، خمسة منها في جانب التربية الانفعالية والأخيره في الجانب العقلي المعرفي، وبينت تحت كل خاصية منها قائمة من السلوكات أو الأفعال التي بينت الدراسات أن القيام بها من جانب المعلم كانت ذات فعالية في وصول هذه الأهداف والسلوكات أو الأفعال التي تؤدي للوصول للهدف تطوير العقل الباحث، ويتشارك الطلبة في مواقف غير متكاملة البناء.
وبين بعض من الباحثين أسباب عدم النجاح في تعليم الطلبة لموهوبين والمتفوقين ومن ضمنها الافتقار للطاقة والسلطوية، والنزعة للدفاع، وعدم الحساسية لحاجات الطلبة، وهيمنة التوجه نحو مهمة إعطاء المعلومات، وعدم التركيز في تعزيز المبادرة، اولعاطفية والعقلية، وهيمنة عامل الوقت، وبالإضافة إلى الاعتماد لدى الطالب.