الاتجاهات السلوكية ومضامينها كأحد الاتجاهات المفسرة لصعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


يوجد العديد من الاتجاهات التي فسرت صعوبات التعلم لدى الأفراد منها ما هو سلوكي ومنها ما هو بيئي، حيث أنه يوجد العديد من الأسباب التي تشكل صعوبات التعلم لدى الأفراد منها ما هو حرمان بيئي أو سوء تغذية أو الخصائص السلوكية للفرد سواء كان بالنشاط الحركي أو العدوانية والانعزال.

الاتجاهات السلوكية ومضامينها كأحد الاتجاهات المفسرة لصعوبات التعلم

يتحدث هذا الاتجاه عن مبدأ صعوبة ومشكلة البحث في العلاقات غير المرئية، ما بين الصعوبات في التعلم وبين العجز الوظيفي في العمليات العقلية، بالإضافة إلى الصعوبة في إجراء التجارب على البشر، ويكتفي هذا الاتجاه في البحث عن الخصائص السلوكية للأفراد ذوي صعوبات التعلم، مثل عدم الثقة بالنفس والاعتمادية على غير، والإحساس بالإحباط والشعور بتكرار خبرات الفشل.

وأيضاً على التقدير الزائد للآخرين والعدوانية والانعزالية وشرود الذهن والنشاط الحركي الزائدة، بالإضافة إلى اللامبالاة وانخفاض القدرة على التركيز والانتباه اضطرابات الذاكرة والتفكير، وعدم القدرة على التوافق الاجتماعي، تعتبر المظاهر السلوكية أنفة الذكر تمهيداً للبرامج العلاجية السلوكية، ويعود اهتمام العلماء على السبب غير المرئي لصعوبة اضطراب المفاهيم على سبيل المثال، فإنه في هذا الجانب ينصب على توضيح الصعوبة نفسها من جانب شكلها وأبعادها وتأثيراتها على تعلم الفرد.

وعليه يقوم الأشخاص المختصين بوضع برامج العلاج السلوكي المباشرة لهذه الصعوبة، ودون معرفة أسبابها؛ لأن علم النفس لا يقصد به علم وظائف الأعضاء، ويعتقد السلوكيون كذلك أن الأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم ولديهم قصور في الجوانب الإدراكية أو المعرفية أو الحركية، والذي وله تأثير على معدلهم الدراسي لا يكون لديهم اضطراب فسيولوجي في النظام العصبي.

وإن مثل هؤلاء الأفراد نستطيع معالجتهم عن طريق الوسائل السلوكية، وعن طريق البرامج التعزيزية التي تزداد تطوراً، وتركيز وذلك بناءاً على الصعوبة سوا كانت صعوبة عصبية أو نفسية أو النمائية.

الاتجاه البيئي ومضامينه التطبيقية كأحد الاتجاهات المفسرة لصعوبات التعلم

اهتم أصحاب هذا الاتجاه بالعوامل البيئية الخارجية التي تسبب صعوبات التعلم، فعلى سبيل المثال الحرمان من المثيرات البيئية الملائمة، وسوء التغذية بالإضافة إلى الحرمان الاقتصادي والثقافي، جميعها أمثلة على العوامل البيئية التي إن تبينت فمن المتوقع أن تنتج عدداً من الأفراد الذين يعانون من صعوبات التعلم، ولقد اهتم مجموعة من العلماء بهذه العوامل، فيذكر بعض العلماء إلى أن هناك أسباب بيئية متباينة في انخفاض الخبرات التعليمية، وسوء التغذية أو في سوء الحالات الطبية أو انخفاض التدريب التعليمي أو الفرض على الفرد الكتابة بيد معينة.

وقد تحدث علماء آخرون فيما يخص نقص الخبرات البيئية، والحرمان من المثيرات البيئية الملائمة التي تعد من المسببات الاساسية لصعوبات التعلم، وأن هناك أدلة على أن الأفراد الذين يعانون من انخفاض التغذية، بالاخص في السنوات الأولى من العمر، فإنهم يعانون من قصور في النمو الجسمي وبصورة خاصة في الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب ظهور صعوبات في التعلم لديهم.

ولقد بينت العديد من الدراسات إلى أن الأفراد الذين يرجعون إلى عائلة من الطبقات الاجتماعية الفقيرة، لديهم قصور في المهارات اللغوية الرئيسية بشكل خاص عندما يستعدون للدخول للمدرسة، وهذا القصور له تأثير على مهارات القراءة والكتابة والحساب خلال  المراحل الدراسية المتنوعة، ولقد وضحت دراسة فيما يخص بنتائج الدراسات السابقة، إذ بينت هذه الدراسة العلاقة بين الحالة الاقتصادية والاجتماعية للأهل وبين صعوبات التعلم.

وبشكل مختصر بين جميع الدراسات إذ أكدت على أن الأفراد الذين يعانون من حرمان بيئي، ويعانون من سوء تغذية شديدة لفترة غير قصيرة من حياتهم بشكل خاص في عمر مبكر، فإنهم نتيجة لذلك سوف يعانون من صعوبات في تعلم المهارات الأكاديمية الرئيسية، ولذلك فهم غير قادرين من  الاستفادة من الخبرات المعرفية المتوفرة لغيرهم من الأشخاص الذين لم يتعرضوا لهذه العوامل.

تكامل الاتجاهات كأحد الاتجاهات المفسرة لصعوبات التعلم

بعد التحدث الدقيق للاتجاهات التي عملت على تفسير صعوبات التعلم، فإنه يتوجب علينا هنا أن نذكر بأن هناك تكامل بين هذه الاتجاهات، فهي كلها تساعد وتساهم في فهم العوامل التي تؤثر في صعوبات التعلم، فالاتجاه الطبي يركز على الأسباب الفسيولوجية، التي تؤدي إلى حدوث صعوبات التعلم، بالإضافة إلى الاتجاه النفسي والاتجاه السلوكي والاتجاه البيئي.

حيث أن كل منها يلقي الضوء من جهة مختلفة، وبالنظرة الكاملة والشاملة، فإن الأشخاص المهتمين والعاملين في جانب صعوبات التعلم يتمكنون أن يحصروا جميع الأسباب المسببة إلى صعوبات التعلم، دون النظر والاهتمام عن منشئها، وإن كل جانب يخدم الاتجاهات الأخرى ويرتبط معها بعلاقات متبادلة، ويسعون جميعهم إلى القيام ببناء وتصميم البرامج العلاجية، وكذلك يضعون المحددات والقواعد فيما يخص الاختبارات والمقاييس التشخيصية للأفراد الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن. 3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة.4- جمال القاسم. أساسيات صعوبات التعلم. دار صفاء للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: