الاختيار المهني من مجالات الإرشاد للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


الاختيار المهني من مجالات الإرشاد للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

يمكن لمعظم الطلاب الموهوبين والمتفوقين النجاح في العديد من المجالات الدراسية والمهنية نظراً إلى تنوع قدراتهم واهتماماتهم، ومع ذلك فإن تنوع الخيارات الدراسية المتوفرة لهم بقدر ما هو حالة إيجابية، وربما يقود إلى حالة من الإحباط عند مواجهة موقف الاختيار مع نهاية مرحلة الدراسة الثانوية على وجه الخصوص، ذلك أن الطالب الموهوب والمتفوق لا بد أن يختار هدف مهني واحد ويحيد أو يزيل قائمة من المجالات الممكنة التي يستطيع النجاح فيها.

لا يمكن الاختلاف أن اختيار هدف مهني واحد، يمثل تقييد وتحديد لهامش عريض من الاهتمامات والميول، لقد وجد الباحثان (كير و كولانجلو) (1988,Kerr & Colanglo) أن أعلى (5%) من الطلبة الموهوبين والمتفوقين الذين تقدموا لامتحانات الجامعات عبروا عن رغبتهم  للمساعدة في تحديد واختيار أهدافهم المهنية والتربوية حيث تعتبر هذه الاختيارات والأهداف أكثر أهمية من حاجاتهم للأمور الشخصية.

وأظهرت العديد من نتائج تحليل اختياراتهم أنهم كانوا معظمهم في يميلون لدراسة الهندسة والطب والقانون إلى حد ما، بينما كانت دراسة التربية والعلوم النظرية في أواخر سلم أولوياتهم، حيث أنه لا يوجد مبرر علمي لهذا التوجه في الاختيار، إلا أنه يبدو واضح ميلهم للمهن التقليدية التي تتمتع بمكانة متميزة في المجتمع.

وإذا كان أغلب الطلاب الموهوبين والمتفوقين يفكرون في الاستمرار بدراساتهم العليا بعد الانتهاء من الدرجة الجامعية الأولى او حتى قبل أن ينتهوا من مرحله المدرسة، لذلك لا بد منهم أن يفهموا الأبعاد الحياتية التي تنتج عن  ذلك من جانب التأخير المتوقع لاستقلاليتهم الاقتصادية ومن جانب آخر أحلامهم في الزواج وتكوين أسرة.

وقد تشغل قضية الزواج بصورة خاصة مجالاً من تفكير الفتيات اللاتي يواجهن ضغوطات أسرية كلما طالت مدة الدراسة، بالإضافة إلى أنهن قد يفقدن فرصة الاختيار كلما تقدمن في السن، أما بالنسبة فيما يتعلق باختيار جامعة معروفة بمكانتها لاستمرار في الدراسة الجامعية فإنه يتأثر بمستوى التوقعات العالية للأهل والمدرسة والأصدقاء.

ومن الطبيعي أن يبحث الطالب الموهوب والمتفوق عن أفضل الجامعات على مستوى العالم للالتحاق بها، ولكن من الممكن ان يصطدم غالباً بمحددات الواقع بالاخص عندما يتوجة أنظاره إلى جامعات معروفة خارج البلد التي يعيش بها إذ يمكن ان يصبح من الصعب ان تتوافر مقدره عند جميع أسر المتفوقين والموهوبون الإنفاق عليهم في مثل هذه الجامعات عالية التكاليف.

وقد يكون من المناسب أن تشير إلى واقعة الطلاب الموهوبين والمتفوقين مثال لأحدى الطلبة، لقد أتيحت فرصة لهذا الطالب على أن يحضى على بعثة للدراسة في إحدى جامعات عام (1997)، ولكنه بعد أن أخذ مدة زمنية في التفكير والاستشارات والتمحيص قرر أن لا يتقدم للبعثة؛ لسبب بسيط هو أن الجامعة لا تقع تعتبر ضمن الفص الأول من الجامعات حسب المعلومات الواردة في إحدى المنشورات التي تصنف الجامعات.

وفي هذا المجال تم أجراء دراسة غير منشورة مسحية لأوائل الثانوية العامة في أحدى الدول خلال الفترة من عام (1968) حتى عام (1987) بدعم من المنحة للثقافة والتعليم، وشملت الدراسة (821) طالباً وطالبة من الفرعين العلمي والأدبي بعضهم كان لا يزال على مقاعد الدراسة الجامعية والبعض الآخر كانوا يعملون داخل وخارجه المنطقة أو الدولة التي أجريت بها الدراسة.

حيث دلت نتائج الدراسة التي تتعلق بالاختيار المهني إلى ما يأتي عبر حوالي (33%) من أفراد الدراسة وغالبيتهم من العاملين عن رغبتهم في تغيير تخصصاتهم لو أتيحت لهم فرصة أخرى، كما أفاد (66%) منهم عدم الاهتمام بحاجات سوق العمل عند تحديد تخصصاتهم في الجامعة، وذكر (30%) من الأوائل العاملين أنهم غير راضين وغير سعيدين في العمل؛ لأن ظروف عملهم لا تحقق لهم إشباعاً مادياً ومعنوياً كافياً.

ووجد أن (60%) من العاملين لا يقومون بأعمال تنسجم مع مؤهلاتهم وقدراتهم وتخصصاتهم، إن هذه المخرجات تقدم دليل إضافي لما قدمته  دراسة (كر وكولانجلو) حول احتياجات الطالب الموهوب والمتفوق للإرشاد المهني والإرشاد التربوي حتى تكون اختیاراه مبنية على أساس معايير سليمة ومدروسة.

وذلك على الرغم من اعتقاد بعض المرشدي بأن تعدد الاختيارات وتلونها أمام الطالب الموهوب والمتفوق يجعله حر في اختياره دون حاجة حقيقية للمساعدة، وتغافل المرشدين أن الخيارات المتعددة في الاختيار قد يكون مشاكل تعقد عملية الاختيار بالنسبة للطالب.


شارك المقالة: