الخدمات الإرشادية للطلبة للموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


الخدمات الإرشادية للطلبة للموهوبين والمتفوقين:

حيث بدأ الاهتمام بالخدمات الإرشادية للطالب الموهوب والمتفوق بعد أكثر من ثلاثة عقود بداية الاهتمام بمتطلباتهم التربوية أو التعليمية، وربما كان النتائج التي توصل إليها (تیرمان) وزملاؤه حول السمات الشخصية والنفسية لأفراد عينته أكبر الأثر في إبعاد أنظار التربويين والباحثين والأباء الفترة من الوقت عن أهمية خدمات الإرشاد لهؤلاء الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

ويعود الفضل في البداية إلى تقرير الباحثة (ليتا هولينغويرت Hollingworth)  التي كانت تركز على إثار الحاجات الإرشادية للطالب الموهوب والمتفوق، لقد أسهمت دراسات (ليتا هولينغويرت) وأبحاثها التي كانت تركز على فئة الموهوبين والمتفوقين التي تندرج تحت الفئات التي تندرج لمجتمع ذوي الحاجات الخاصة من الناحيتين التربوية والإرشادية.

وأيضاً قدمت (ليتا هولينغويرت) دليلاً واضحاً على وجود احتياجات اجتماعية وعاطفية للطالب الموهوب والمتفوق، وعدم استجابة البيئة المدرسي العام الذي يظهر عليه جانب الفتور إتجاه الطالب الموهوب والمتفوق، وفقدان (50%) أو أكثر من وقت المدرسة وتكون ذات فائدة قليلة بالنسبة للطلبة الذين تبلغ درجة الذكاء (140) فاكثر، وجود فجوات بين مستويات النمو العقلي والعاطفي للطالب الموهوب والمتفوق.

كما أن هناك نقص في المعرفة بالمناهج الدراسية العادية، ويتقدم النمو العقلي بشكل أسرع من النمو العاطفي، ومن عام (1950) بدأ إنشاء مراكز إرشادية وتطوير الخدمات الإرشادية للطالب الموهوب والمتفوق وأسرته في المجتمع، حيث أن قضايا الإرشاد لم تشغل مساحة تتناسب مع أهميتها في برامج تعليم الموهوب والمتفوق.

ولم ينظر لقضايا الإرشاد الخاصة بالطلبة بجدية حتى أوائل الثمانينات من القرن العشرين، ومن المحتمل في ضوء هذه المؤشرات الحالية بالطالب الموهوب والمتفوق أن تزداد أهمية الاحتياجات الإرشادية الطالب الموهوب والمتفوق مع تطور و التقدم في برامج تعليمهم ورعايتهم.

المشكلات الإرشادية للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

تدل العديد من البحوث حول التكيف الاجتماعي والعاطفي للطالب الموهوب والمتفوق إلى أنه المحصلة أو المجموعة يظهر مستوى جيد من التكيف العاطفي ويتمتع بعلاقات جيدة مع أقرانه، ولكن بعض البحوث تدل على إمكانية وجود القليل من العوائق العاطفية والاجتماعية المتلازمة مع الموهبة وخاصة عندما تكون الموهبة من مستوى عالي أو مرتفع.

ويذكر بعض الباحثين أو العلماء عدداً أو العديد من السمات للطالب الموهوب والمتفوق التي يمكن أن تعرضه للمجازفة أو توقعه في مواقف صعبة مع أنفسهم ومع الآخرين، ومن بعض هذه السمات نذكر الحساسية الزائدة، وردود الفعل، والشعور بالاختلاف، والنمو غير سوي أو غير متوازن في الجوانب العقلية والاجتماعية والعاطفية، وقوة العواطف والكمالية.

وقد تم التوصل إلى أنواع من المشكلات أو المخاوف التي يواجهها الطالب الموهوب والمتفوق أو الطلبة الموهوبين والمتفوقين ونذكر منها، مضايقة أقارانهم الطلبة لهم بالسخرية أو الاستهزاء وفي بعض الأحياناً كثرة الأسئلة المتكررة والانتقادات والطلبات من جانب أخرى في بعض الأحيان، وشعورهم بالاختلاف وعدم التقبل من جانب الآخرين، والشعور بالقلق أو التوتر وعدم الارتياح المصاحب لإحساسهم الشديد بمشكلات المجتمع والعالم وعجزهم عن الفعل أو التأثير فيها، والملل والضجر والضيق الذي يصاحبة معظم الوقت في المدرسة.

وأيضاً عدم إدراكهم أو عدم الدراية بمعنى الموهبة والتفوق وعدم معرفة الطالب بمعنى الموهبة و التفوق، والشعور بالحيرة والتردد في تحديد أو اختيار الموقف الدراسي الجامعي أو المهني، عدم القدرة على تمييز الأمور وكثرة الفرص المتاحة أو الممكنة، والتوقعات العالية التي غالباً ما ييقوم بوضعها لهم الآباء والمعلمون والرفاق، والإحساس بالوحده وبالتالي واللجوء إلى إخفاء تفوقهم أو تقدمهم من أجل التكيف مع الرفاق، وأتخاذ قرار وإصدار حكم على أفعال الطفل الموهوب والمتفوق وكذلك أفعال وسلوكات الأطفال الآخرين بناءً على نظامهم القيمي.

وأيضاً التشدد مع الآخرين ورفض القيام بالأعمال التي تكون معادة ومقاومة السلطوية وقلة الحافز والاكتئاب وعدم تقبل النقد والقلق المفرط، ومبالغتهم في النقد الذاتي ونقد الآخرين في المواقف التي لا تتوافق مع توقعاتهم معاييرهم للعدالة والمساواة والمثالية في العلاقات الإنسانية، وكما يبدو فإن بعض هذه المشكلات والمخاوف تعود أو يمكن تصنيفها إلى مصادر خارجية ويمكن استنتاج أن المجتمع لا يتقبل الطالب الموهوب والمتفوق ولا يتفهم سلوكه.

كما ترجع بعضهم هذه المشكلات أيضاً إلى سمات الشخصية الموروثة لهؤلاء الطلبة وأنماط العلم لديهم  والنمو غير سوي في الجانبين العقلي والانفعالي  درجة الحساسية للنظام العصبي لدى الطلبة، كما أوردت (سيلفرمان 1993 ,Silverman) قائمة بالمشكلات التي تواجه الطالب الموهوب والمتفوق نتيجة للتفاعل بين الخصائص الشخصية والبيئة الاجتماعية، وتكونت القائمة على ما يأتي تدني مستوى التحصيل الدراسي، و الاكتئاب الذي يختفي غالباً وراء ستار الملل.

وأيضاً إخفاء القدرات، والإعاقات المخفية لدى الطالب، والانطواء الذاتي، و المنافسة الزائدة، و اتجاهات المحيطين بالطفل السلبية نحو قدراتهم، و كثرة الشعور بالمسؤولية الشعور نحو الآخرين، و فهم الذات و الإعاقات المخفية، و قلة الرفاق التي يوثقبهم الطفل، والنمو غير المتوازن، وتجاهلهم في الأسرة والاهتمام بأخوتهم الأكبر سناً.

وهناك مشكلات تكيفية تظهر بنسبة مضاعفة لدى الطالب الذين يصنف كموهوب ومتفوق مقارنة من المستوى الأعلى مقارنة بالطلبة العادييين وتشير بعض الدراسات إلى أن ما بين (20 و 25%) من هؤلاء الطلبة الموهوبيتن والمتفوقين يعانون من مشكلات تكيفية تضم ما يأتي و العزلة الاجتماعية وتخويفهم ومناكدتهم من قبل رفاقهم الأكبر سناً، و اهتمامات اللعب الخاصة بهم التي لا يجدون من يشاركهم فيها من رفاقهم.

وأيضاً  قلة الرفاق الذين يمكن مشاركتهم الميول والاهتمامات، و الاعتماد الكبير على الوالدين في الصحبة والعشرة. و فقر المناخ المدرسي والتوقعات المرتفعة من قبل الآخرين، والوعي بقلق الوالدین نحو موهبتهم.

وفي ضوء ما تقدم يمكن تصنيف مشاكل أو مخاوف الطال الموهوب والمتفوق إلى ثلاث مجموعات مشکلات أو مخاوف ذات طابع معرفي متعلقة بالتحصيل والدراسة، و مشکلات أو مخاوف ذات طابع انفعالي متعلقة بالتكيف مع الذات ومع الآخرين، ومشكلات أو مخاوف متعلقة بتحديد الخصائص المهنية للمستقبل.

ويعاني الطالب الموهوب والمتفوق بشكل عام من بعض العراقيل والمشكلات وتكون من الجانب التطوري، بمعنى أن بعض هذه المشكلات قد تظهر وتكبر وتزداد في مرحلة عمرية أو دراسية معينة، وقد يتعلق بعضها بالذكور أو الإناث، وكلما ازدادت درجة أن طالب متفوق والموهبة ازداد الاحتمال بأن تشتد الأزمات والمشكلات لديه، وقد تمكن بعض الباحثين أو العلماء من تحديد عدد من الأزمات أو المشكلات التطورية التي من الممكن أن يواجهها الطالب الموهوب والمتفوق خلال مراحل نموه المعرفي والنفسي المختلفة والمتعددة.


شارك المقالة: