الخطوات التنفيذية في برامج تعديل السلوك:
1- تحديد السلوك المُشكّل:
تتمثل الخطوة الأولى في تصميم برامج تعديل السلوك بالتأكد من تواجد سلوك لدى الطفل المعوق يحتاج إلى تغيير أو وجود مشكلة سلوكية بحاجة إلى معالجة، ويتطلب ذلك إجراء تقويم أولي يشمل المقابلة السلوكية وتطبيق قوائم التقدير السلوكية والاختبارات والملاحظة، وقد تكون المشكلة على هيئة عجز سلوكي، مثل عجز في الأداء الحركي أو عجز في السلوك الانفعالي أو نقص في الدافعية وما إلى ذلك، وقد تكون على شكل حدوث السلوك بكثرة مثل الفوضى والنشاط الزائد والثرثرة والعدوان.
وبعد تحديد المشكلة السلوكية ينبغي تعريف السلوك المستهدف إجرائية على هيئة هدف سلوكي، والهدف السلوكي هو وصف مكتوب لثلاثة أشياء تتعلق بتأدية الفرد للسلوك وهي (الأداء) السلوك (والظروف) التي يتم تأدية السلوك فيها (مستوى إتقان السلوك أو کمیته).
والأداء (Performance) هو ما يفعله الفرد ويوصف بفعل سلوكي قابل للقياس. أما المعايير (Criteria) فهي طرق قياس الأداء بحيث نعرف هل تحقق الهدف أم لا. وأما الظروف (Conditions) فهي تتعلق بمكان حدوث السلوك أو موعده أو كيفية حدوثه أو بالأدوات اللازمة لحدوثه.
2- قياس السلوك المستهدف:
تتطلب معالجة أية مشكلة سلوكية إجراء تقييم الأنماط السلوكية المستهدفة والمواقف التي تحدث فيها، فبدون ذلك قد نبقى على أساليب محددة على الرغم من أنها غير مناسبة، أو قد تتوقف عن استخدام إجراءات أخرى على الرغم من أنها مناسبة.
ولا يقتصر القياس على مرحلة واحدة من مراحل عملية تعديل السلوك، ولكنه جزء لا يتجزأ من جميع المراحل قبل المعالجة وأثناء المعالجة وبعد التوقف عن المعالجة، وهناك عدة طرق وليس طريقة واحدة لجمع معلومات دقيقة وموضوعية عن السلوك المستهدف، ويجب اختيار الطريقة الطرق المناسبة للسلوك المراد تعديله، وقبل البدء بتجميع المعلومات يجب تحديد عدد المرات التي سيتم جمعها فيها والفترة الكلية لكل مرة ومتى ستتم عملية جمع المعلومات ومن سيقوم بها والتدريب الذي سيحصل عليه.
وينبغي في تحصيل المعلومات عن السلوك المستهدف قبل البدء بتنفيذ برنامج تعديل السلوك خط الأساس، فتلك المعلومات تساعد في تحديد أبعاد السلوك المشكل وفي الحكم على فاعلية البرنامج، كذلك يجب الاستمرار بقياس السلوك المستهدف بعد البدء بتنفيذ البرنامج الملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه وتعديل البرنامج حسب الحاجة، وأخيراً يجب قياس السلوك به بعد فترة من التوقف عن تنفيذ البرنامج لتقييم أثره.
3- تصميم برنامج تعديل السلوك:
بعد أن يتم جمع البيانات الأولية وتحليلها يجب اختيار أساليب تعديل السلوك التي تساعد في تحقيق الأهداف العلاجية، ويستحسن كتابة مكونات البرنامج حيث لا يقوم مع البرنامج في كثير من الأحيان بتطبيق برنامج تعديل السلوك بنفسه، بل قد يختصر بتصميم البرنامج وتدريب أشخاص آخرين للقيام بتنفيذه عملية، وفي هذه الطريقة قد يعمل معدل السلوك إلى توظيف استراتيجيات مختلفة لتوضيح آلية التنفيذ مثل المحاضرة أو لعب الدور وبالإضافة إلى النمذجة.
4- تنفيذ برنامج تعديل السلوك:
قد تحد بعض العوامل من إمكانية تطبيق البرنامج على النمو المخطط له، وثمة أخطاء كثيرة قد ترتكب في تطبيق البرامج العلاجية الأمر الذي يجهل التحدث عن فعاليتها أو عدم فعالیتها موضع شك وتساؤل، وتلك أمور يجب التصدي لها بشكل مناسب.
5- تقييم فاعلية برنامج تعديل السلوك:
تشتمل الخطوة الأخيرة في عملية تعديل السلوك على توفير أدلة كافية على فاعلية البرنامج الذي تم تنفيذه، ولكي يكون تقييم البرنامج علمياً فلا بد من توظيف أساليب القياس الموضوعية واستعمال تصاميم البحث التجريبي القادرة على إيضاح العلاقات الوظيفية بين الأساليب العلاجية والظواهر السلوكية المستهدفة.
وثمة عناصر ثلاثة في تحليل السلوك (Behavior Analysis) هي المثير ( Stimulus) وهو أي شيء مادي أو حدث بيئي يسبق السلوك أو يهيء الفرصة لحدوثه، والسلوك (Behavior) وهو الفعل أو القول الذي يلي المثير، والنتيجة Consequence) وفي الحدث الذي يلي حدوث السلوك.
والمثيرات أنواع مختلفة منها المثيرات القبلية (Antecedents) وهي مثيرات تسبق السلوك. والمثيرات البعدية (Consequences) وهي مثيرات تتبع السلوك، ومنها أيضاً المثيرات الشرطية (Conditioned Stimuli) وهي مثيرات متعلمة، والمثيرات غير الشرطية (Unconditioned Stimuli) وهي مثيرات غير متعلمة.
ويصنف السلوك إلى نوعين رئيسين هما سلوك استجابي (Respondent Behavior) وهو رد فعل تستجره المثيرات القبلية ولا تؤثر فيه المثيرات البعدية، وسلوك إجرائي (Operant Behavior) تؤثر فيه المثيرات القبلية ولا تستجره المثيرات القبلية بل تحمل بمثابة دلالات تمييزية حدوثه، وأما النتائج أو المثيرات البعدية فهي إما أن تكون تعزيزية (Reinforcing) وهي نتائج تقوي السلوك، ونتائج عقابية (Punishing) وهي نتائج تضعف السلوك.