تتطلَّب عملية التعرّف الفعال استخدام الوظائف المعرفية الأساسية، كالاستيعاب والتحليل والاختيار والتخطيط ووضع خطة تنفيذية، فمن الضروري أن تتوفر لدى الفرد الاستعدادات الجسدية والعقلية المُناسبة، كذلك توفير قدرات كافية على التحمل والانتباه والتركيز؛ ليتمكَّن الفرد من التعرّف إلى الفراغ وتحديد هدفه.
عناصر آلية التنقل لذوي الإعاقة البصرية
- علامات الطريق: هو كل مألوف ومُتعارف عليه بشكل ثابت في البيئة، مثل سكة الحديد أو صوت القطار أو المخبز أو المصنع أو المحمص، فعندما يطلب من الفرد المرور في أماكن عامة يتواجد أشياء لها علامات ملموسة، أو رائحة مميزة تحدد تلك العلامات في بداية التدريب، ثم يتم تصنيفها ومعرفة خصائصها ووظائفها ويحد مكانها بالنسبة للطريق، وتحدد علاقة تلك العلامات بأي معالم بارزة أو علامات أخرى يسترشد بها المكفوف.
- الإيماءات: الإيماءات هي المثيرات السمعية أو الشمية أو اللمسية أو الحركية أو البصرية، إذا كان هناك رؤية مُتبقية التي تؤثر في الحواس وتقدم معلومات ضرورية عبرها لتحديد موضع الشيء، أو اتجاه المثير. وتوظف الإيماءات عن طريق تقويم علاقتها بالبيئة وتحديد المعلومات التي تضيفها وتحدد مدى الحاجة للاعتماد عليها؛ للوصول إلى الهدف المنشود، حيث أن اعتماد المُدرّب على مهارات استيعاب المثيرات البيئية وتفسيرها، يساعد المُدرّب على بناء علاقة تفاعلية تمكّنه من الوصول إلى المكان المطلوب.
- التنظيمات الداخلية للمباني: هو تحديد نقطة البداية رئيسية لدى الطفل الكفيف، حيث يتم حفظ عدد الأبواب ولمس الحائط أو أي مثيرات لمسية مُتكررة. ويتم التدريب عادة في الأماكن الصغيرة نسبياً، من ثم يتم الانتقال إلى المباني الواسعة في البداية يوصف المبنى من الداخل لفظياً. وفي الوقت المُناسب ينتقل المُدرِّب والمُتدرّب في رحلة ويوضّح المُدرّب كل العلامات المميزة التي يعتقد أنها ستساعد المُتدرّب على التنقل المُستقل.
- التنظيمات خارج المبنى: تشمل التنظيمات خارج المباني على كل ما تحتويه المنطقة التي سيتم التنقل فيها، كتوزيع المباني والشوارع الرئيسية والأماكن العامة والمتاجر. وينبغي على المُدرّب عمل مسح سريع للمنطقة قبل البدء بتنفيذ التدريب والرسم خريطة نافرة إن أمكن ذلك.
- القياس النسبي: يشمل القياس النسبي على تدريبات تتعلق بمساعدة المُتدرّب على استخدام مقاييس ملموسة واضحة، كطول الذراع والرجل والأصابع والعصا؛ ليتمكَّن المُتدرّب من تكوين صورة ذهنية تقريبية للمسافات بين المُثيرات المُختلفة.
- معرفة الاتجاهات: ترتبط عملية التنقل بنمو المفاهيم الفراغية، فإن تنمية مهارات التعرف إلى الاتجاهات مطلب أساسي، فيجب تحديد نقطة بداية مميزة أي تحديد علامة بيئية واضحة، ثم الاستعانة بضوء الشمس أو حرارتها والاستعانة بالمُثيرات الواضحة عند التدريب على الاتجاهات الأربعة، شريطة أن يكون الفرد قد طوَّر الوعي الجسمي اللازم، فعند طلب تحديد الاتجاهات يتم إعلام المُتدرب لفظياً بأنه مُتجه للشمال.