المدارس الخاصة من أساليب تجميع الطلبة الموهوبين والمتفوقين:
تعرف المدارس الخاصة بأنها المدارس التي يتم تدريس الطلبة الذين يتمتعوم بالذكاء والتفوق والموهبة فيها ولا تقبل غيرهم من الأطفال العاديين في مجال واحد أو أكثر على حسب مستوى أدائهم في واحد أو أكثر من محكات الاختيار التي من المفترض أن تكون منسجمة مع طبيعة الخدمات التي تقدمها.
وقد تكون هذه المدارس حكومية أو خاصة وتديرها مؤسسات خيرية ويحقق للطلبة الموهوبين والمتفوقين التنافس على الفوز بمقعد فيها بغض النظر عن إمكاناتهم المالية، وقد تكون خاصة يقتصر القبول فيها عموماً على الطلبة الذين يستطيعون تحمل نفقات الدراسة.
وقد تكون أيضاً مدارس نهارية أو مدارس داخلية، وقد تكون متخصصة في رعاية الموهوبين والمتفوقين في مجال واحد من مجالات الفنون والعلوم والآداب، وقد تكون متكاملة إلى حد ما في تقديم خدمات متنوعة.
ويوجد مدارس خاصة من الجنسين الذكور والإناث وثانية إما للذكور أو للإناث فقط، وقد توجد مدارس في المرحلة الثانوية أو أساسية أو ابتدائية فقط، إن ظاهرة إنشاء المدارس الخاصة للطلبة الموهوبين والمتفوقين ليست جديدة من الناحية التاريخية.
تم إنشاء أول مدرسة ثانوية حكومية داخلية مختلطة للعلوم والرياضيات في ولاية (نورث كارولاينا) عام (1980)، ثم تلاها إنشاء (9) مدارس في مناطق مختلفة ومنها مدرسة أركنساس للعلوم والرياضيات عام (1991).
تتميز المدارس الخاصة للموهوبين والمتفوقين بإيجابيات كثيرة مقارنة مع الأساليب الأخرى، ومن أهم الإيجابيات المحتملة ما يأتي: توفر المدرسة الخاصة بطبيعتها مناخاً إيجابياً داعماً للتميز والإبداع، وذلك لأن التوجه العام لإدارتها والمعلمين وطلبتها وأولياء أمورهم يخضعون دائماً من الناحية النظرية على الأقل بمعايير التميز والتطوير في جميع جوانب العملية التربوية.
وأيضاً من إيجابيات المدارس الخاصة أنها تقوم على التخفيض من فرص إحساس الطالب الموهوب والمتفوق بأنه بشكل أو بآخر قد يكون منبوذ من قبل زملائه في الصفوف العادية؛ وذلك لأن المدرسة الخاصة تقبل طلبة من العمر ومستوی القدرة نفسها تقريباً، ويمارس الطلبة نشاطاتهم في مجتمع مترابط إلى حد كبير، حيث تصمم المناهج في المدارس الخاصة عادة لتستجيب لاحتياجات طلبتها الموهوبين والمتفوقين.
كمان أن القائمون على تطوير هذه المناهج يأخذون بعين الاعتبار أنهم في مستوى يتحدى قدرات الطلبة حتى لا يقعوا فريسة الضجر والملل الذي يعاني أغلبهم منه في المدرسة العادية، حيث أن المناهج العامة في المدارس العادية لا تشكل تحدياً كبيراً للطالب الموهوب والمتفوق.
وكذلك يتميز أعضاء الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة بالموهوبين والمتفوقين بفاعلية مرتفعة في مجال التخصصية من ناحية، وفي طريقة التعامل مع هؤلاء الطلبة من ناحية ثانية، وقد تكون هذه ناجمة عن خبرة، إن هذا الافتراض له أسباب لأن المسؤولين عن المدارس تقتصر خدماتهم على الطلبة الموهوبين والمتفوقين.
أما السلبيات التي قد تطرأ على المدارس الخاصة للطلبة الموهوبين والمتفوقين بالمقارنة مع الأساليب الأخرى المعروفة، ذكرها (بورلاند) (1989,Borland) ما يأتي هناك احتمال بأن يتطور لدى الطلبة صورة غير واقعية عن العالم الذي يجب أن يتكيفوا معه خارج المدرسة وبعد تخرجهم، وذلك إذا لم تقوم المدرسة على إكساب المهارات اللازمة للأطفال الموهوبين والمتفوقين للتعامل مع واقع العالم الخارجي كما هو.
وأيضاً تعرض الطلبة لضغوط شديدة ترافق عملية التنافس لدخول المدرسة الخاصة، وتستمر معهم في بيئة تعليمية ترتفع فيها وتيرة التحديات الأكاديمية والانفعالية، وارتفاع التكلفة الدراسية للطالب مقارنة مع المدرسة العادية أو في برامج الموهوبين والمتفوقين التي تقدم ضمن المدرسة العادية، ناهيك عن أن المدرسة الخاصة خیار غير واقعي خارج المدن أو التجمعات السكانية الكبرى.
وقد يتم حرمان الطالب الموهوب والمتفوق من فرصة تطوير القاعدة المعرفية العامة إذا كانت المدرسة الخاصة تركز على تنمية قدرة الطالب في مجال أو تخصص معين في سن مبكرة.